۱۳۰۷. الغيبة للطوسي : عَنهُ۱ ، عَن مُحَمَّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أبِي الخَطّابِ ، عَن مُحَمَّدِ بنِ إسماعيلَ بنِ بَزيعٍ ، عَن عَبدِ اللَّهِ بنِ عَبدِ الرَّحمنِ الأَصَمِّ ، عَن عَبدِ الرَّحمنِ بنِ سَيابَةَ ، عَن عِمرانَ بنِ ميثَمٍ ، عَن عَبايَةَ بنِ رِبعِيٍّ الأَسَدِيِّ ، قالَ : سَمِعتُ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام يَقولُ :
(كَيفَ) أنتُم إذا بَقيتُم بِلا إمامِ هُدىً ولا عَلَمٍ يُرى ، يَبرَأُ بَعضُكُم مِن بَعضٍ ؟
۱۳۰۸. الغيبة للنعماني : أخبَرَنا أبو سُلَيمانَ أحمَدُ بنُ هَوذَةَ بنِ أبي هَراسَةَ الباهِلِيُّ ، قالَ : حَدَّثَنا إبراهيمُ بنُ إسحاقَ النَّهاوَندِيُّ ، قالَ : حَدَّثَنا عَبدُ اللَّهِ بنُ حَمّادٍ الأَنصارِيُّ ، عَن صَبّاحٍ المُزَنِيِّ ، عَنِ الحارِثِ بنِ حَصيرَةَ ، عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُباتَةَ ، عَن أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام أنَّهُ قالَ :
كونوا كَالنَّحلِ فِي الطَّيرِ۲ ، لَيسَ شَيءٌ مِنَ الطَّيرِ إلّا وهُوَ يَستَضعِفُها ، ولَو عَلِمَتِ الطَّيرُ ما في أجوافِها مِنَ البَرَكَةِ لَم تَفعَل بِها ذلِكَ ، خالِطُوا النّاسَ بِأَلسِنَتِكُم وأَبدانِكُم ، وزايِلوهُم بِقُلوبِكُم وأَعمالِكُم ، فَوَ الَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، ما تَرَونَ ما تُحِبّونَ حَتّى يَتفُلَ بَعضُكُم في وُجوهِ بَعضٍ ، وحَتّى يُسَمِّيَ بَعضُكُم بَعضاً كَذّابينَ ، وحَتّى لا يَبقى مِنكُم - أو قالَ مِن شيعَتي - إلّا كَالكُحلِ فِي العَينِ ، وَالمِلحِ فِي الطَّعامِ .
وسَأَضرِبُ لَكُم مَثَلاً ، وهُوَ مَثَلُ رَجُلٍ كانَ لَهُ طَعامٌ فَنَقّاهُ وطَيَّبَهُ ، ثُمَّ أدخَلَهُ بَيتاً وتَرَكَهُ فيهِ ما شاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ عادَ إلَيهِ فَإِذا هُوَ قَد أصابَهُ السّوسُ۳ ، فَأَخرَجَهُ ونَقّاهُ وطَيَّبَهُ ، ثُمَّ أعادَهُ إلَى البَيتِ فَتَرَكَهُ ما شاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ عادَ إلَيهِ فَإِذا هُوَ قَد أصابَتهُ طائِفَةٌ مِنَ السّوسِ ، فَأَخرَجَهُ ونَقّاهُ وطَيَّبَهُ وأَعادَهُ ، ولَم يَزَل كَذلِكَ حَتّى بَقِيَت مِنهُ رِزمَةٌ كَرِزمَةِ الأَندَرِ۴ لا يَضُرُّهُ السّوسُ شَيئاً ، وكَذلِكَ أنتُم تُمَيَّزونَ حَتّى لا يَبقى مِنكُم إلّا عِصابَةٌ لا تَضُرُّها الفِتنَةُ شَيئاً۵ .
1.أي جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي .
2.قال لمجلسي : قوله عليه السلام : «كالنحل في الطير» أمر بالتقية ؛ أي لا تُظهِروا لهم ما في أجوافكم من دين الحقّ كما أنّ النحل لا يظهر ما في بطنها على الطيور ، وإلّا لأفنوها (بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۱۱۶ ذيل ح ۳۷) .
3.السُّوس : العُثُّ، وهو الدود الذي يأكل الحبَّ ، واحدته سُوسة (لسانالعرب : ج ۶ ص ۱۰۸) .
4.الرزمة - بالكسر ، والفتح لغة - : الكارة من الثياب . والأندر : صبرة من الطعام (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۶۹۷ «رزم» ، النهاية : ج ۱ ص ۷۴ «أندر») .
5.ورد في تفسير العياشي (ج ۱ ص ۱۹۹ ح ۱۴۶) حديث مشابه لهذا الحديث ، تقدم نقله في باب «امتحان الخلق و تمحيصهم» من المجلد السابق .