۱۶۸۲. الغيبة للنعماني : بِهِ۱ ، عَن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الكوفِيِّ ، قالَ : حَدَّثَنا يونُسُ بنُ يَعقوبَ ، عَنِ المُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ ، قالَ :
قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام : ما عَلامَةُ القائِمِ؟ قالَ : إذَا استَدارَ الفَلَكُ ، فَقيلَ : ماتَ أو هَلَكَ ، في أيِّ وادٍ سَلَكَ !
قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ ، ثُمَّ يَكونُ ماذا؟ قالَ : لا يَظهَرُ إلّا بِالسَّيفِ .
۱۶۸۳. الغيبة للنعماني : أخبَرَنا أحمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعيدِ بنِ عُقدَةَ ، قالَ : حَدَّثَنا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ التَّيمُلِيُّ مِن كِتابِهِ في صَفَرٍ سَنَةَ أربَعٍ وسَبعينَ ومِئَتَينِ ، قالَ : حَدَّثَنَا العَبّاسُ بنُ عامِرِ بنِ رَباحٍ الثَّقَفِيُّ ، عَن موسَى بنِ بَكرٍ ، عَن بَشيرٍ النَّبّالِ ؛ وأَخبَرَنا عَلِيُّ بنُ أحمَدَ البَندَنيجِيُّ ، عَن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ موسَى العَلَوِيِّ ، عَن أيّوبَ بنِ نوحٍ ، عَن صَفوانَ بنِ يَحيى ، عَن بَشيرِ بنِ أبي أراكَةَ النَّبّالِ - ولَفظُ الحَديثِ عَلى رِوايَةِ ابنِ عُقدَةَ - قالَ :
لَمّا قَدِمتُ المَدينَةَ انتَهَيتُ إلى مَنزِلِ أبي جَعفَرٍ الباقِرِ عليه السلام ، فَإِذا أنَا بِبَغلَتِهِ مُسرَجَةً بِالبابِ ، فَجَلَستُ حِيالَ الدّارِ ، فَخَرَجَ فَسَلَّمتُ عَلَيهِ ، فَنَزَلَ عَنِ البَغلَةِ وأَقبَلَ نَحوي ، فَقالَ : مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ فَقُلتُ : مِن أهلِ العِراقِ .
قالَ : مِن أيِّها؟ قُلتُ : مِن أهلِ الكوفَةِ . فَقالَ : مَن صَحِبَكَ في هذَا الطَّريقِ؟ قُلتُ : قَومٌ مِنَ المُحَدِّثَةِ ، فَقالَ : ومَا المُحَدِّثَةُ؟ قُلتُ : المُرجِئَةُ .
فَقالَ : وَيحَ هذِهِ المُرجِئَةِ۲ ! إلى مَن يَلجَؤونَ غَداً إذا قامَ قائِمُنا؟ قُلتُ : إنَّهُم يَقولونَ : لَو قَد كانَ ذلِكَ كُنّا وأَنتُم فِي العَدلِ سَواءً .
فَقالَ : مَن تابَ تابَ اللَّهُ عَلَيهِ ، ومَن أسَرَّ نِفاقاً فَلا يُبعِدُ اللَّهُ غَيرَهُ ، ومَن أظهَرَ شَيئاً أهرَقَ اللَّهُ دَمَهُ . ثُمَّ قالَ : يَذبَحُهُم - وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ - كَما يَذبَحُ القَصّابُ شاتَهُ - وأَومَأَ بِيَدِهِ إلى حَلقِهِ - .
قُلتُ : إنَّهُم يَقولونَ : إنَّهُ إذا كانَ ذلِكَ استَقامَت لَهُ الاُمورُ فَلا يُهَريقُ مِحجَمَةَ دَمٍ .
فَقالَ : كَلّا وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، حَتّى نَمسَحَ وأَنتُمُ العَرَقَ وَالعَلَقَ۳- وأَومَأَ بِيَدِهِ إلى جَبهَتِهِ - .
1.أي عليّ بن الحسين ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن الرازي .
2.المُرجِئَةُ : هم فرقة من فرق الإسلام يعتقدون أنّه لا يضرّ مع الإيمان معصية ، كما أنّه لا ينفع مع الكفر طاعة ، سمّوا مرجئة لاعتقادهم أنّ اللَّه أرجأ تعذيبهم على المعاصي ، أي أخّره عنهم (النهاية : ج ۲ ص ۲۰۶ «رجا») .
3.العَلَقُ : الدم الغليظ ، ومَسحُ العرق والعلق : كناية عن ملاقاة الشدائد التي توجب سيلان العرق والجراحات المسيلة للدم (بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۳۵۸) .