۱۵۱.الكافي : مُحَمَّدُ بنُ يَحيى ، عَن مُحَمَّدِ بنِ أحمَدَ ، عَن مُحَمَّدِ بنِ الحُسَينِ ، عَن أبي سَعيدٍ العُصفورِيِّ ، عَن عَمرِ(و ) بنِ ثابِتٍ ، عَن أبي حَمزَةَ ، قالَ : سَمِعتُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام يَقولُ :
إنَّ اللَّهَ خَلَقَ مُحَمَّداً وعَلِيّاً وأَحَدَ عَشَرَ مِن وُلدِهِ مِن نورِ عَظَمَتِهِ ، فَأَقامَهُم أشباحاً في ضِياءِ نورِهِ ، يَعبُدونَهُ قَبلَ خَلقِ الخَلقِ ، يُسَبِّحونَ اللَّهَ ويُقَدِّسونَهُ ، وهُمُ الأَئِمَّةُ مِن وُلدِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله .
راجع : ص ۳۵۸ (ما روى بلفظ اثنا عشر اماماً)
وص ۲۹۲ (فصل دوم / معنى العترة وأهل البيت عليهم السلام)
وج ۲ ص ۱۴۲ (القسم الثاني / الفصل الأوّل / المهدى هو التاسع من ولد الحسين عليه السلام).
۳ / ۹
حَديثُ اللَّوحِ
۱۵۲.الكافي : مُحَمَّدُ بنُ يَحيى ومُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللَّهِ ، عَن عَبدِ اللَّهِ بنِ جَعفَرٍ ، عَنِ الحَسَنِ بنِ ظَريفٍ وعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ ، عَن صالِحِ بنِ أبي حَمّادٍ ، عَن بَكرِ بنِ صالِحٍ ، عَن عَبدِ الرَّحمنِ بنِ سالِمٍ ، عَن أبي بَصيرٍ ، عَن أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام قالَ :
قالَ أبي لِجابِرِ بنِ عَبدِ اللَّهِ الأَنصارِيِّ : إنَّ لي إلَيكَ حاجَةً ، فَمَتى يَخِفُّ عَلَيكَ أن أخلُوَ بِكَ فَأَسأَلَكَ عَنها ؟ فَقالَ لَهُ جابِرٌ : أيُّ الأَوقاتِ أحبَبتَهُ ، فَخَلا بِهِ في بَعضِ الأَيّامِ فَقالَ لَهُ :
يا جابِرُ ، أخبِرني عَنِ اللَّوحِ الَّذي رَأَيتَهُ في يَدِ اُمّي فاطِمَةَ عليها السلام بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله ، وما أخبَرَتكَ بِهِ اُمّي أنَّهُ في ذلِكَ اللَّوحِ مَكتوبٌ ؟
فَقالَ جابِرٌ : أشهَدُ بِاللَّهِ ، أنّي دَخَلتُ عَلى اُمِّكَ فاطِمَةَ عليها السلام في حَياةِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله ، فَهَنَّيتُها بِوِلادَةِ الحُسَينِ ، ورَأَيتُ في يَدَيها لَوحاً أخضَرَ ، ظَنَنتُ أنَّهُ مِن زُمُرُّدٍ ، ورَأَيتُ فيهِ كِتاباً أبيَضَ ، شِبهَ لَونِ الشَّمسِ ، فَقُلتُ لَها : بِأَبي واُمّي يا بِنتَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله ، ما هذَا اللَّوحُ ؟ فَقالَت : هذا لَوحٌ أهداهُ اللَّهُ إلى رَسولِهِ صلى اللَّه عليه و آله ، فيهِ اسمُ أبي وَاسمُ بَعلي وَاسمُ ابنَيَّ وَاسمُ الأَوصِياءِ مِن وُلدي ، وأَعطانيهِ أبي لِيُبَشِّرَني بِذلِكَ ، قالَ جابِرٌ : فَأَعطَتنيهِ اُمُّكَ فاطِمَةُ عليها السلام فَقَرَأتُهُ وَاستَنسَختُهُ .
فَقالَ لَهُ أبي : فَهَل لَكَ يا جابِرُ ، أن تَعرِضَهُ عَلَيَّ ؟ قالَ : نَعَم ، فَمَشى مَعَهُ أبي إلى مَنزِلِ جابِرٍ فَأَخرَجَ صَحيفَةً مِن رَقٍ۱ ، فَقالَ : يا جابِرُ انظُر في كِتابِكَ لِأَقرَأَ (أنَا) عَلَيكَ ، فَنَظَرَ جابِرٌ في نُسخَتِهِ فَقَرَأَهُ أبي ، فَما خالَفَ حَرفٌ حَرفاً .
فَقالَ جابِرٌ : فَأَشهَدُ بِاللَّهِ أنّي هكَذا رَأَيتُهُ فِي اللَّوحِ مَكتوباً :
« بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، هذا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ العَزيزِ الحَكيمِ ، لِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ ونورِهِ وسَفيرِهِ وحِجابِهِ ودَليلِهِ ، نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمينُ مِن عِندِ رَبِّ العالَمينَ ، عَظِّم يا مُحَمَّدُ أسمائي ، وَاشكُر نَعمائي ولا تَجحَد آلائي ، إنّي أنَا اللَّهُ لا إلهَ إلّا أنَا قاصِمُ الجَبّارينَ ، ومُديلُ۲ المَظلومينَ ، ودَيّانُ الدّينِ ، إنّي أنَا اللَّهُ لا إلهَ إلّا أنَا ، فَمَن رَجا غَيرَ فَضلي أو خافَ غَيرَ عَدلي ، عَذَّبتُهُ عَذاباً لا اُعَذِّبُ بِهِ أحَداً مِنَ العالَمينَ ، فَإِيّايَ فَاعبُد وعَلَيَّ فَتَوَكَّل ، إنّي لَم أبعَث نَبِيّاً فَاُكمِلَت أيّامُهُ وَانقَضَت مُدَّتُهُ ، إلّا جَعَلتُ لَهُ وَصِيّاً ، وإنّي فَضَّلتُكَ عَلَى الأَنبِياءِ ، وفَضَّلتُ وَصِيَّكَ عَلَى الأَوصِياءِ ، وأَكرَمتُكَ بِشِبلَيكَ وسِبطَيكَ حَسَنٍ وحُسَينٍ ، فَجَعَلتُ حَسَناً مَعدِنَ عِلمي ، بَعدَ انقِضاءِ مُدَّةِ أبيهِ ، وجَعَلتُ حُسَيناً خازِنَ وَحيي وأَكرَمتُهُ بِالشَّهادَةِ ، وخَتَمتُ لَهُ بِالسَّعادَةِ ، فَهُوَ أفضَلُ مَنِ استُشهِدَ وأَرفَعُ الشُّهَداءِ دَرَجَةً ، جَعَلتُ كَلِمَتِيَ التّامَّةَ مَعَهُ ، وحُجَّتِيَ البالِغَةَ عِندَهُ ، بِعِترَتِهِ اُثيبُ واُعاقِبُ .
أوَّلُهُم عَلِيٌّ سَيِّدُ العابِدينَ وزَينُ أولِيائِي الماضينَ ، وَابنُهُ شِبهُ جَدِّهِ المَحمودِ مُحَمَّدٌ الباقِرُ عِلمي وَالمَعدِنُ لِحِكمَتي ، سَيَهلِكُ المُرتابونَ في جَعفَرٍ ، الرّادُّ عَلَيهِ كَالرّادِّ عَلَيَّ ، حَقَّ القَولُ مِنّي لَاُكرِمَنَّ مَثوى جَعفَرٍ ، ولَأَسُرَّنَّهُ في أشياعِهِ وأَنصارِهِ وأَولِيائِهِ ، اُتيحَت بَعدَهُ موسى۳ فِتنَةٌ عَمياءُ حِندِسٌ ، لِأَنَّ خَيطَ فَرضي لا يَنقَطِعُ ، وحُجَّتي لا تَخفى ، وأَنَّ أولِيائي يُسقَونَ بِالكَأسِ الأَوفى ، مَن جَحَدَ واحِداً مِنهُم فَقَد جَحَدَ نِعمَتي ، ومَن غَيَّرَ آيَةً مِن كِتابي فَقَدِ افترى عَلَيَّ ، وَيلٌ لِلمُفتَرينَ الجاحِدينَ عِندَ انقِضاءِ مُدَّةِ موسى عَبدي وحَبيبي وخِيَرَتي ، في عَلِيٍّ وَلِيّي وناصِري ، ومَن أضَعُ عَلَيهِ أعباءَ النُّبُوَّةِ ، وأَمتَحِنُهُ بِالاِضطِلاعِ بِها ، يَقتُلُهُ عِفريتٌ مُستَكبِرٌ ، يُدفَنُ فِي المَدينَةِ الَّتي بَناهَا العَبدُ الصّالِحُ۴ إلى جَنبِ شَرِّ خَلقي ، حَقَّ القَولُ مِنّي لَأَسُرَّنَّهُ بِمُحَمَّدٍ ابنِهِ وخَليفَتِهِ مِن بَعدِهِ ووارِثِ عِلمِهِ ، فَهُوَ مَعدِنُ عِلمي ومَوضِعُ سِرّي وحُجَّتي عَلى خَلقي ، لا يُؤمِنُ عَبدٌ بِهِ إلّا جَعَلتُ الجَنَّةَ مَثواهُ ، وشَفَّعتُهُ في سَبعينَ مِن أهلِ بَيتِهِ كُلُّهُم قَدِ استَوجَبُوا النّارَ ، وأَختِمُ بِالسَّعادَةِ لِابنِهِ عَلِيٍّ وَلِيّي وناصِري وَالشّاهِدِ في خَلقي وأَميني عَلى وَحيي ، اُخرِجُ مِنهُ الدّاعِيَ إلى سَبيلي وَالخازِنَ لِعِلمِيَ الحَسَنَ .
واُكَمِّلُ ذلِكَ بِابنِهِ «م ح م د» رَحمَةً لِلعالَمينَ ، عَلَيهِ كَمالُ موسى ، وبَهاءُ عيسى ، وصَبرُ أيّوبَ ، فَيُذَلُّ أولِيائي في زَمانِهِ ، وتُتَهادى رُؤوسُهُم كَما تُتَهادى رُؤوسُ التُّركِ وَالدَّيلَمِ ، فَيُقتَلونَ ويُحرَقونَ ، ويَكونونَ خائِفينَ مَرعوبينَ وَجِلينَ ، تُصبَغُ الأَرضُ بِدِمائِهِم ، ويَفشُو الوَيلُ وَالرَّنَّةُ۵ في نِسائِهِم ، اُولئِكَ أولِيائي حَقّاً ، بِهِم أدفَعُ كُلَّ فِتنَةٍ عَمياءَ حِندِسٍ ، وبِهِم أكشِفُ الزَّلازِلَ ، وأَدفَعُ الآصارَ وَالأَغلالَ «أُوْلَل-ِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَ تٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُوْلَل-ِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ » » .۶
قالَ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ سالِمٍ : قالَ أبو بَصيرٍ : لَو لَم تَسمَع في دَهرِكَ إلّا هذَا الحَديثَ لَكَفاكَ ، فَصُنهُ إلّا عَن أهلِهِ .
1.الرَقُّ : ما يُكتب فيه ، وهو جلد رقيق ( الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۸۳ « رقق » ) .
2.الإدالة : الغلبةُ ، اُديل لنا على أعدائنا : أي نصرنا عليهم ( النهاية : ج ۲ ص ۱۴۱ «دول») .
3.وفي الاحتجاج : «انتجبتُ بعده موسى ، واتيح بعده فتنة عمياء حندس» .
4.هو ذو القرنين ، لأنّ طوس من بنائه كما صرّح في رواية النعماني لهذا الخبر ( مرآة العقول : ص ۲۱۵) .
5.الرُّناء : الصوت . . . أي الصياح ( الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۶۳ «رنا») .
6.البقرة : ۱۵۷ .