63
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

فأنا مَلَكُ الحسد، أضرِب به۱ وجهَ صاحبِه ؛ فإنّه حاسِد.۲

و يقال: لا يوجَد ظالمٌ و هو مظلومٌ إلاّ الحاسد.۳

و أنشد:

قُل للحسود إذا تنفّسَ حسرةً۴

يا ظالما و كأنّه مظلوم۵

و فائدة الحديث: النهي عن الحسد، و الأمر بتجنّبه.

و راوي الحديث: ابن عمر.

۶۷۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ أكثَرَ مَا يُدخِلُ النَّاسَ النَّارَ الأَجوَفانِ الفَرْجُ وَ الفَمُ، وَ إِنَّ أَكثَرَ مَا يُدخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ تَقوَى اللّه‏ِ وَ حُسنُ الخُلقِ.۶

إنّما اختصّهما صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بالذِّكر لأنّ أكثر الشهوات تتعلّق بهما، و لذلك كَنَتِ العربُ عن اللَّذَّة الموجودةِ بهما بالأطيَبَين، يَعنون الأكلَ و النكاحَ، و تانِكَ الشهوتانِ هُما اللتان تُنكِسان الخَلقَ في نار جهنّم.

ثمّ قال عليه‏السلام: و إِنّ أكثرَ ما يُدخِل الناسَ الجَنّةَ تَقوى اللّه‏ و حُسنُ الخُلق ؛ و ذلك لأنّ التقوى تَندرِج تحتها الاحترازُ مِن كُلِّ معصية، و حُسنُ الخُلق هو الّذي ذكره عليه‏السلام بأنّه أوَّلُ ما يوضَع في الميزان.۷

1.. «ب» : ـ به .

2.. الرسالة القشيريّة ، ص ۲۵۲ . و نقل بالمعنى في : فلاح السائل ، ص ۱۲۳ ؛ عدّة الداعي ، ص ۲۲۹ .

3.. لم نعثر عليه ، نعم نقل هذه الرواية في المصادر : «ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من الحاسد أو من حاسدٍ» عن علي عليه‏السلام أونسب إلى قيل و عن عمر بن عبد العزيز . راجع : تحف العقول ، ص ۲۱۶ ؛ المجازات النبوية ، ص ۲۲۲ ، ح ۱۷۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۰ ، ص ۲۵۶ ، ح ۲۹ ، و ص ۲۵۷ ، ح ۳۰ ؛ و ج ۷۵ ، ص ۵۵ ، ح ۱۰۸ ؛ و ص ۱۱۱ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱ ، ص ۳۱۷ ؛ فتح القدير ، ج ۵ ، ص ۵۲۱ ؛ روح الأحباب لأبي الفتوح الرازي المخطوط .

4.. في شرح النهج : «ضغنه» . و في تفسير القرطبي : «طعنة» .

5.. شرح نهج البلاغة ، ج ۱ ، ص ۳۱۷ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۲۰ ، ص ۲۵۹ .

6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۳۷ ، ح ۱۰۵۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۴۴۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۱۰۳ ، ح ۴۴۰۷۲ ؛ تفسيرالبغوي ، ج ۴ ، ص ۳۷۷ ؛ تفسير الثعالبي ، ج ۲ ، ص ۱۷۶ .

7.. المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۶ ، ص ۹۰ ، ح ۲۴ ؛ منتخب مسند عبد بن حميد ، ص ۴۵۲ ، ح ۱۵۶۵ ؛ قرب الإسناد ، ص ۴۶ ، ح ۱۴۹ ؛ المعجم الكبير ، ج ۲۴ ، ص ۲۵۴ ؛ و ج ۲۵ ، ص ۷۳ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۶ ، ص ۱۸۴ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۴ ، ح ۲۱۴ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
62

و قيل في قوله تعالى: «إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا /۴۱۹/ وَ مَا بَطَنَ»۱ يعني الحسدَ.۲

و قيل: الحسد منصف ؛ لأنّه يؤثِّر في الحاسدِ، و لا يؤثِّر في المحسود.۳

و قال:

اصبِرْ على كيدِ الحسود

فإنّ صبرَك قاتِلُه

يَكفيك منه بأنّه

حَيٌّ تَموت مفاصله۴

فالنار۵ تَأكل نفسَها۶إن لم تَجدْ ما تأكُله۷

و قال:

إنّي لأرحَمُ حاسدي لحرّ۸ ما

ضَمِنَتْ صدورُهم من الأوغار

نَظروا صنيعَ اللّه‏ بي فعُيونهمفي جنّةٍ و قلوبُهم في نار۹

و قيل: الحسود لا يسود.۱۰

و روي: أنّ في السماء الخامسةِ مَلَكٌ يَمُرّ به عَمَلُ عبدٍ، له ضَوءٌ كضَوء الشمس، فيقول: قِفْ

1.. الأعراف ۷ : ۳۳ .

2.. روح الأحباب لأبي الفتوح الرازي المخطوط ؛ و أيضا قاله التستري : راجع : تفسير التستري ، ص ۶۶ ؛ الرسالة القشيريّة ،ص ۲۵۲ ؛ إرشاد القلوب للديلمي ، ج ۱ ، ص ۱۲۹ .

3.. لم نعثر عليه .

4.. هذا البيت لم يرد في المصدر و «ب» .

5.. «ألف» : كالنار .

6.. في المصدر : بعضها .

7.. الشعر لعبد اللّه‏ بن المعتزّ . راجع : نهاية الإرب في فنون الأدب ، ج ۳ ، ص ۱۰۰ .

8.. «ألف» : بحرّ .

9.. «ألف» : النار . و الشعر لأبي الحسن عليّ بن محمّد التهامي . راجع : دمية القصر ، ج ۱ ، ص ۱۴۸ ، الرقم ۶ .

10.. روي عن أمير المؤمنين عليه‏السلام في غرر الحكم ، ص ۲۹۹ ، ح ۶۷۹۵ ، و نقله الثعلبي عن ذي النون المصري في تفسيره ، ج ۳ ،ص ۶۳ ؛ الرسالة القشيريّة ، ص ۲۵۱ ؛ إرشاد القلوب ، ج ۱ ، ص ۱۲۹ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14829
صفحه از 465
پرینت  ارسال به