317
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

لا، رجَع المالُ كُلُّه إلى أصحابه. قالت: فقلت لها: فبأيّ شيء غَفر لك؟ قالت: بكلمات كنتُ أقولهنّ، و هنّ في رَبعَتي۱. قالت: فانتبهتُ فدعوتُ بالربعة، فإذا برقعة فيها مكتوب: لا إله إلاّ اللّه‏ اُرضي بها ربّي، لا إله إلاّ اللّه‏ ألقى بها ربّي، لا إله إلاّ اللّه‏ اُؤنس بها قبري، لا إله إلاّ اللّه‏ اُفني بها عمري.۲

و كان بعض مَن يَدخل على السلاطين ذَكر لصَديق له أنّه كلّما دَخل على صاحبه يقع عليه الرِّعدة، فقال: إذا دَخلتَ عليه و وقعتْ عينك على عينيه۳ فقل و لا يسمعك: أطفأتُ غضبك يا فلان ـ و تسمّيه۴ ـ بلا إله إلاّ اللّه‏۵. ففعلتُ ذلك، فكان۶ يَبسطني و يلاطفني، فذكرت ذلك لمن علّمنيه، فقال: كأنّك مجنون! أ ما عَلمتَ أنّ لا إله إلاّ اللّه‏ يُطفئ غضبَ الربّ تعالى، فكيف غضب آدميٍّ؟

و معنى الكلام و اللّه‏ أعلم: إنّي أرحَمُ مَن آمن بي /۵۱۴/ و وحّدني و ارتسم أوامري و نواهيَّ.

و راويه: عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

۸۷۵.قوله عَزَّ وَجَلّ: اشتَدَّ غَضَبي عَلَى مَن ظَلَمَ مَن لاَ يَجِدُ ناصِراً غَيري.۷

«الغضَب» إذا وُصف به اللّه‏ تعالى كان معناه الانتقام دونَ غيره.

1.. الرَّبْعَة : إناء مربَّع كالجونة ، جونة العطار . و الربعة : صندوق يوضع فيه المصحف . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۱۰۷ ؛ فرهنگ أبجدي عربي فارسي ، ج ۱ ، ص ۴۲۱ ربع .

2.. نقل الغزّالي : «و رُئيت زبيدة في المنام ، فقيل لها : ما فعل اللّه‏ بك ؟ قالت : غفر لي بهذه الكلمات الأربع ، لا إله إلاَّ اللّه‏ ألقىبها ربّي . . .» ، إحياء العلوم ، ج ۱۶ ، ص ۲۰ .

3.. «ألف» : عينه .

4.«ألف» : يسمّيه .

5.. المصباح للكفعمي ، ص ۲۳۳ .

6.. «ألف» : و كان .

7.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۲۴ ، ح ۱۴۵۲ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۴ ، ص ۲۰۶ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۱۲۹ ، ح ۳۶۹ ؛الطبقات الكبرى ، ج ۱ ، ص ۱۶۶ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۶۱ ، ص ۹۶ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۴۰۵ ، ح ۹۰۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۲ ، ص ۳۱۱ ، ح ۱۲ و فيه عن الأمالي .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
316

مُخلِصاً فقد تفصّى۱ من الكفر، و إذا خَلَصَ من الشرك باللّه‏ كان بالحَريّ أن يؤمنه اللّه‏ تعالى من عذابه.

و جاء في الحديث: من كان آخِرُ كلامه لا إله إلاّ اللّه‏ُ دَخَلَ الجنَّةَ.۲ و قد قال اللّه‏ تعالى: «إِنَّ اللّه‏َ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ»۳.

و كلمة التوحيد تدلّ على التزام جميع أبواب۴ الشريعة ؛ لأنّها كالعنوان لها و كالمفتاح لبابها، فقد عَلمتَ بذلك أنّ الغرض بذلك الإقرارُ بجميع أركان الإسلام.

و في الحديث: من قال لا إله إلاّ اللّه‏ صَعدتْ، فلا يَردّها حجاب حتّى تصل إلى اللّه‏ عزّ وجلّ، فإذا وصلتْ نَظَرَ اللّه‏ تعالى إليها،۵ و حَقٌّ على اللّه‏۶ أن لا يَنظر إلى موحِّد إلاّ رحمه.۷

و قال عليه‏السلام: لا إله إلاّ اللّه‏ مِجَنُّ الإسلام، و المجنّ إذا لم يكن وثيقاً نَفَذَ السّهمُ فيه، و كلّ سهم جاوَزَ المجنَّ قَتَلَ صاحبَ المِجنِّ.۸

و روى أبو عُمَرَ غلامُ ثَعلَب: أنّ جاريةً مِن جَواري زُبَيدةَ رأتْها في المنام بَعدَ موتها فقالت: ما فَعَلَ اللّه‏ بك؟ قالت: رحِمني و غَفر لي. قالت: أفبنفقاتك في طريق مكّة؟ قالت:

1.. «ألف» : تفضى .
و تَفَصَّى من الشيء : تخلّص . و أصل التفصِّي : أن يكون الشيء في مضيق ثمّ يخرج إلى غيره . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۵۶ فصي .

2.. سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۶۲ ، ح ۳۱۱۶ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ج ۲۰ ، ص ۱۱۲ ؛ كتاب الدعاء للطبراني ، ص ۴۳۳ ، ح ۱۴۷۱ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۳۵۱ و ۵۰۰ .

3.. النساء ۴ : ۴۸ .

4.. «ألف» : ـ أبواب .

5.. في المصدرين : ما قال عبد : «لا إله إلاّ اللّه‏» مخلصا إلاّ صعدت ، لا يردّها حجاب ، فإذا وصلت إلى اللّه‏ تعالى ، نظر اللّه‏ إلىقائلها .

6.. «ب» : + تعالى .

7.. تاريخ بغداد ، ج ۱۱ ، ص ۳۹۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۵۷ ، ح ۱۸۱ .

8.. لم نعثر عليه .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15080
صفحه از 465
پرینت  ارسال به