مُخلِصاً فقد تفصّى۱ من الكفر، و إذا خَلَصَ من الشرك باللّه كان بالحَريّ أن يؤمنه اللّه تعالى من عذابه.
و جاء في الحديث: من كان آخِرُ كلامه لا إله إلاّ اللّهُ دَخَلَ الجنَّةَ.۲ و قد قال اللّه تعالى: «إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ»۳.
و كلمة التوحيد تدلّ على التزام جميع أبواب۴ الشريعة ؛ لأنّها كالعنوان لها و كالمفتاح لبابها، فقد عَلمتَ بذلك أنّ الغرض بذلك الإقرارُ بجميع أركان الإسلام.
و في الحديث: من قال لا إله إلاّ اللّه صَعدتْ، فلا يَردّها حجاب حتّى تصل إلى اللّه عزّ وجلّ، فإذا وصلتْ نَظَرَ اللّه تعالى إليها،۵ و حَقٌّ على اللّه۶ أن لا يَنظر إلى موحِّد إلاّ رحمه.۷
و قال عليهالسلام: لا إله إلاّ اللّه مِجَنُّ الإسلام، و المجنّ إذا لم يكن وثيقاً نَفَذَ السّهمُ فيه، و كلّ سهم جاوَزَ المجنَّ قَتَلَ صاحبَ المِجنِّ.۸
و روى أبو عُمَرَ غلامُ ثَعلَب: أنّ جاريةً مِن جَواري زُبَيدةَ رأتْها في المنام بَعدَ موتها فقالت: ما فَعَلَ اللّه بك؟ قالت: رحِمني و غَفر لي. قالت: أفبنفقاتك في طريق مكّة؟ قالت:
1.. «ألف» : تفضى .
و تَفَصَّى من الشيء : تخلّص . و أصل التفصِّي : أن يكون الشيء في مضيق ثمّ يخرج إلى غيره . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۵۶ فصي .
2.. سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۶۲ ، ح ۳۱۱۶ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ج ۲۰ ، ص ۱۱۲ ؛ كتاب الدعاء للطبراني ، ص ۴۳۳ ، ح ۱۴۷۱ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۳۵۱ و ۵۰۰ .
3.. النساء ۴ : ۴۸ .
4.. «ألف» : ـ أبواب .
5.. في المصدرين : ما قال عبد : «لا إله إلاّ اللّه» مخلصا إلاّ صعدت ، لا يردّها حجاب ، فإذا وصلت إلى اللّه تعالى ، نظر اللّه إلىقائلها .
6.. «ب» : + تعالى .
7.. تاريخ بغداد ، ج ۱۱ ، ص ۳۹۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۵۷ ، ح ۱۸۱ .
8.. لم نعثر عليه .