عروقَه و أورادَه و تَجاويف أعضائه، بل المعنى أنّه لا يُزايله كما يقال: فلانٌ يلازمني ملازَمةَ الظِّلِّ و ملازمةَ الحفيظين و ملازمة الروحِ الجسدَ و ملازمة القَرْنِ الشاةَ، إلى غير ذلك.
و روى البخاريُّ بإسناد له: أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله كان معتكفا فأتته عمّتُه صفيّةُ بنتُ عبد المطّلب۱ فمَكثتْ عنده ساعةً، فلمّا أرادتِ الانصرافَ خرج النبيّ صلىاللهعليهوآله معها،۲ فأبصَرَه رجُلٌ مِن الأنصار فقال له عليهالسلام: إنّها صفيّةُ،۳ و إنّ۴ الشيطانَ يَجري مِن ابن آدمَ مجرى الدم.۵
و في هذا الحديث أنّه يجب على الإنسان الاحترازُ ممّا يوقِع في التُّهَم.
و ذُكر عن الشافعيّ أنّه خافَ النبيُّ صلىاللهعليهوآله أن يقع في قلبه شيءٌ مِن أمره فيَكفر، فقال ذلك شفقةً /۳۶۳/عليه لا على نفسه.۶
و روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال: لا تَدخُلوا على المُغِيباتِ اللَّواتي أزواجُهنّ غائبون عنهنّ ؛۷فإنّ الشيطانَ يَجري مِنِ ابنِ آدمَ مَجرَى الدَّمِ.
قالوا: و منك يا رسول اللّه؟ قال: نعم ؛ و لكنّ اللّه أعانني عليه فأسلم.۸
و كلام العرب إشارات و تلويحات، و الكلام إذا ذَهب عنه المَجازُ و الاستعارة زالتْ طَلاوتُه۹، و فارَقَه رونقُه، و بَقِيَ مغسولاً، و كان سيّدُنا رسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله مِن أفصح الناس ؛
1.. لعلّها كانت صفيّة بنت حُيَيِّ بن أخطب زوجة النبيّ صلىاللهعليهوآله لاعمّته صفيّة بنت عبد المطّلب ، كما جاء في المصادر مثل : فتح الباري ، ج ۴ ، ص ۲۴۲ ؛ و سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۵۶۶ ، ح ۱۷۷۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۵۶ .
2.. إلى هنا نقل بالمعنى .
3.. في المصدر : فلمّا أبصره ، دعاه فقال : تعال ، هي صفيّة ، و ربما قال سفيان : هذه صفيّة .
4.. في المصدر : فإنّ .
5.. صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۲۵۹ . وفيه «صفيّة» خاليةً عن الوصف .
6.. حلية الأولياء ، ج ۹ ص ۹۲ .
7.. في المصدر : ـ اللواتي أزواجهنّ غائبون عنهنّ .
8.. سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۳۲۰ .
9.. الطَّلاوة و الطُّلاوة : الحُسن و البهجة و القبول في النامي و غير النامي . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۴ طلي .