263
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المؤمنون متّحدون متآزرون متضافرون كأنّهم نفس واحدة.

و لذلك قال عليه‏السلام: المؤمنُ للمؤمنِ بمَنزلةِ البنيانِ۱ يَشُدُّ بعضُه بعضاً.۲

و قال عليه‏السلام: المؤمنونَ۳ يدٌ واحدةٌ على مَن سِواهم.۴

شبّه عليه‏السلام المؤمنين في اتّحادهم و مُوازَرتهم بالجسد المجتمع من آلات و أعضاء، إذا اشتكى بعضُه كانت الجملة آلمةً سقيمةً ساهرةً محمومةً ؛ لاتّصال بعضه ببعض، و لأنّ الألم هو الجملة و هي في حكم الجزء الواحد بسبب الحياة الّتي هي كالمسمار يَضُمّ أجزاءَها و ينتظمها، و لفظ الحديث خبر و تشبيه، /۴۱۴/ و المعنى أمرٌ يأمرهم عليه‏السلام أن يتوادّوا و يتحابّوا و يَرحم بعضُهم بعضاً.

و فائدة الحديث: الأمر بالتناصر و التعاون.

و راوي الحديث: النعمان بن بشير.

۸۳۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَثَلُ القَلبِ مَثَلُ رِيشَةٍ بِأَرضٍ تُقَلِّبُها الرِّياحُ.۵

و روي: بأرضِ فلاة.۶ شبّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله القلب بريشةٍ۷ ساقطة بأرضٍ عَراء لا حاجز بها و لا مانع،

1.. في المصادر : «كالبنيان» بدل «بمنزلة البنيان»

2.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۴۰۴ و ۴۰۵ و ۴۰۹ ؛ صحيح البخاري ، ج ۱ ، ص ۱۲۳ ؛ و ج ۳ ، ص ۹۸ ؛ و ج ۷ ، ص ۸۰ ؛ صحيحمسلم ، ج ۸ ، ص ۲۰ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۲۱۸ ، ح ۱۹۹۳ .

3.. في الغارات : «المؤمنون إخوة تتكافأ دماؤهم و يسعى بذمّتهم أدناهم ، و هم» . و في بقية المصادر : «المسلمون» .

4.. الاُمّ ، ج ۷ ، ص ۳۷۰ ؛ الغارات ، ج ۲ ، ص ۸۲۸ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۳۳ ، ح ۱۶۹ ؛ إمتاع الأسماع ، ج ۱ ، ص ۳۹۳ ؛سبل الهدى و الرشاد ، ج ۵ ، ص ۲۴۳ .

5.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۸۴ ، ح ۱۳۶۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۴۰۸ و فيه مع اختلاف ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ،ص ۳۴ ، ح ۸۸ ؛ مسند ابن الجعد ، ص ۲۱۹ (مع اختلاف يسير فيه) ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۲۰۴ ، ح ۷ ؛ كتاب السنّة لابن أبي العاصم ، ص ۱۰۲ ، ح ۲۲۷ ؛ العلل للدارقطني ، ج ۷ ، ص ۲۴۷ ، ح ۱۳۲۴ (مع اختلاف يسير فيه) .

6.. كتاب السنّة لعمرو بن أبي عاصم ، ص ۱۰۲ ، ح ۲۲۷ ؛ تاريخ جرجان ، ص ۱۴۳ ؛ ذيل تاريخ بغداد ، ج ۲ ، ص ۷۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۲۴۴ ، ح ۱۲۲۹ .

7.. الرِّيش : كسوة الطائر ، و الجمع أرياش و رياش ، و واحدته ريشة . انظر : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۳۰۸ ريش .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
262

‏ تعالى لا يعاتبه و لا يؤدِّبه۱ ؛ بل يبقى كالشجرة العظيمة المُعرِقة۲. و ضَرَبَ شجرةَ الصنوبر له مثلاً لأنّها من أعظم الأشجار طولاً و بقاءً، تمتنع على العواصف، و لا تكاد تقدر عليه حتّى إذا أراد اللّه‏ أن يقلعها بعث ريحاً زَعزَعاً۳ فسلّها۴ قَلعاً من الأرض بعروقها، كذلك الكافر لا يُصدَع۵ و لا يَمرَض، إنّما يكون هلاكه بمَرّة إمّا فُجأةً أو قتلاً أو بعض ميتات السوء.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه‏ تعالى يعاتِب المؤمن و يُمرِضه تأديباً له و إحرازاً لأعواضه، و يُمهِل الكافَر فيأخذه بغتةً.

و راوي الحديث: جابر بن عبد اللّه‏.

و روي: مَثَلُ المؤمنِ مَثَلُ الخامةِ مِن الزرع.۶

۸۳۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَثَلُ المُؤمِنينَ۷ في تَوادِّهِم /۴۹۵/ وَ تَراحُمِهِم كَمَثَلِ الجَسَدِ ؛ إِذَا اشتَكى بَعضُهُ تَداعَى سَائِرُهُ بِالسَّهَرِ وَ الحُمَّى.۸

يقال: تَداعَت الحيطانُ إذا تَهادمتْ و تهيّأت للسقوط بأن تميل أو تتهوّر.۹

1.. «ب» : و لا يؤذيه .

2.. أعرَقَ الشجرُ و عَرَّقَ و تَعَرَّق : امتدّت عروقُه في الأرض . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۲۴۲ عرق .

3.. الزعزعة : تحريك الريح الشجرةَ و نحوها . و ريح زَعزَعٌ و زَعزاع و زعزعان و زُعزان تُزَعزِع الأشياءَ . انظر : القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۴۴ ؛ تاج العروس ، ج ۱۱ ، ص ۱۸۹ زعزع .

4.. السَّلّ : انتزاع الشيء و إخراجه في رفق ، كسَلِّ الشعر من العجين و نحوه ، يقال : سَلَّه و استَلَّه فانسَلَّ ، و سَلَتُ السيفَ و أسللتُه بمعنى . و انسلَّ من بينهم أي خرَج . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۳۳۸ سلل .

5.. صَدَعَ الشيءَ: شَقَّه بنصفين . انظر: لسان العرب ، ج۸ ، ص۱۹۴ صدع. ۶ . «ألف» : فيأخذ .

6.. مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۴۵۴ ، سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۳۱۰ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۴ ، ص ۳۵۱ ، ح ۷۴۷۹ ؛ المعجمالكبير للطبراني ، ج ۱۹ ، ص ۹۴ ؛ مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۸۱ ، ح ۱۳۶۱ .

7.. «ألف» : المؤمن .

8.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۸۳ ، ح ۱۳۶۶ ـ ۱۳۶۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۷۰ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۲۰ ؛ السننالكبرى للبيهقي ، ج ۳ ، ص ۳۵۳ ؛ مسند أبي داود ، ص ۱۰۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۳۲ ، ح ۸۱۵۵ .

9.. تَهَوَّرَ و تَهَيَّرَ : تهدَّم . و يقال : هار البناءُ يَهور و تَهَوَّرَ : إذا سقط . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۶۸ هور .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15116
صفحه از 465
پرینت  ارسال به