241
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

۸۱۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَطيَبُ الطِّيبِ المِسكُ.۱

فَضَّل صلى‏الله‏عليه‏و‏آله المِسك۲ على جميع الطيب، و لعمري إنّه لكذلك، و هو سيّد كلّ طيب في الدنيا، و كان صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يحبّ المسك و شمّه، و يقال: إنّه لا يقبل شميمه و لا يستطيبه إلاّ كلُّ معتدل الأمزجة، و بالعكس من ذلك ؛ فإنّه من لم يكن مزاجه معتدلاً لم يستطبْه۳ إذا شمّه، بلى۴ يصدّعه۵ و يؤذيه.

و فائدة الحديث: تفضيل المسك على كلّ طِيب.

و راوي الحديث: أبو سعيدٍ الخُدريُّ رضى‏الله‏عنه.

۸۱۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: سَيِّدُ إِدَامِكُمُ المِلْحُ.۶

إنّما قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ذلك۷ لأنّه لا يُستطاب الطعامُ إلاّ به، حتّى لو خُبز أو۸ طُبخ أو شُوي من غير أن يُملَّح لكان مَسيخاً۹ مليخاً لا طعم له، و بعد فإنّ فيه منافعَ جُمّةً، و هو من الأدوية الّتي يُنتفع بها، و من الآلات الّتي لا يستغنى عنها، و كلّ طعام لا يُستغنى عنه، و هو يَستغني

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۶۴ ، ح ۱۳۲۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۳۶ ؛ و ج ۳ ، ص ۴۰ ؛ صحيح مسلم ، ج ۷ ، ص ۴۷ ؛ وج ۷ ، ص ۸۱ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۶ ، ص ۲۶ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۱ ، ص ۶۲۳ ، ح ۲۰۳۲ ؛ فتح الباري ، ج ۹ ، ص ۵۶۹ . الخلاف للطوسي ، ج ۳ ، ص ۱۷۰ .

2.. «ب» : ـ المسك .

3.. «ألف» : لم يستبطه .

4.. هكذا في المخطوطتين ، و الأولى : بل .

5.. صدّع خاطرَه : كلَّفه قضاء حاجة عاميّة . المنجد في اللغة ، ص ۴۱۹ (صدع) .

6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۶۵ ، ح ۱۳۲۷ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۱۰۲ ، ح ۳۳۱۵ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۶ ، ص ۳۷۸ ،ح ۳۷۱۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۰ ، ح ۴۷۵۵ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۴۵۸ ، ح ۱۵۰۲ . بحار الأنوار ، ج ۵۹ ، ص ۲۹۳ ؛ و ج ۱۰۹ ، ص ۲۴۵ .

7.. «ألف» : ـ ذلك .

8.. «ألف» : ـ خبز أو .

9.. المسيخ من الطعام : الّذي لا ملح له و لا لون و لا طعم له ، و هو المليخ أيضا . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۵۵ مسخ و ج ۳ ، ص ۵۷ (ملخ) .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
240

و۱ إنّما صارت العروة الوثقى لأنّ من استمسك۲ بها سلم، و الوثقى: تأنيث الأوثق و هو الأشدّ الأحكم.

ثمّ۳ قال عليه‏السلام: «و أحسن الهَدْي هَديُ الأنبياء» أي۴ طريقتهم و هيئتهم في الخير و الصلاح و الإصلاح و الدعاء إلى ما فيه خير الدنيا و الآخرة و الطاعة و الخشوع و السخاء و المواساة و الرأفة و الرحمة، إلى ما لا يُحصى و لا يعدّ من خصالهم صلوات اللّه‏ عليهم.

ثمّ قال عليه‏السلام: «و أشرف الموت قتل الشهداء» ؛ لما فيه من الدرجات الّتي لا تُنال بما سواه، /۴۸۷/ و كيف يكون قتلُ مَن يُستشهد في المعركة، و يَضرب بسيفه، و يَطعن برمحه، إلى أن يُقتل في سبيل اللّه‏ صابراً محتسباً، كموت من يتربّخ۵ على الحشايا۶ و يعلَّل۷ حتّى يموت حتف أنفه؟! لا و اللّه‏، لا يُشبِه هذا ذاك!

و فائدة الحديث: الحثّ على اتّباع ما في كتاب اللّه‏ تعالى، و الاستعصام بكلمة الشهادة و ما يتبعها من الأحكام، و الاهتداء في المعاملات بهدي المرسلين عليهم‏السلام، و الحثُّ على الجهاد.

و راوي الحديث: زيد بن خالد الجُهَني.

1.. «ألف» : ـ و .

2.. «ألف» : استشهد .

3.. «ألف» : و .

4.. «ألف» : + هدي .

5.. «ألف» : يتربّح .
الرَّبْخ و التربُّخ : الاسترخاء أي الوقوع في رخاء بعد شدّة ، حكي عن بعض العرب : مشى حتّى تربَّخ أي استرخى . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۱۷ ربخ ؛ و ج ۱۴ ، ص ۳۱۶ (رخو) .

6.. الحَشيَّة : الفراش المحشوّ . و يتقلَّب على حشاياه أي على فراشه ، واحدتها حشيّة بالتشديد . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۱۸۰ حشو .

7.. عَلَّلَه بطعام و حديث و نحوهما : شغله بهما ؛ يقال : فلان يعلِّل نفسَه بتَعِلَّة . و تَعَلَّلَ به أي تَلَهَّى به و تَجَزَّأ . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۴۶۹ علل .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15045
صفحه از 465
پرینت  ارسال به