235
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

فالأولى بالإنسان أن لا يتتبَّع۱ الملاذَّ، و لا يعطي نفسَه جميع شهواتها ؛ /۴۸۵/ فإنّها إذا اُجيبتْ دَعَتْ إلى ما فوقها. و الخَلُّ مَقطعة للشهوات، فهو۲ أغَضُّ للبصر و أعَفُّ للفرج. و اتّباع الشهوات ممّا يُسقِم ؛ و ذلك لأنّ الأطعمة المختلفة يتولّد منها فضول لا تتّفق فيُسقِم أكلُها.

و روي عن جابر بن عبد اللّه‏ راوي هذا الحديث قال: أخذ رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يوماً بيدي و قال: أ ما مِن غداء۳؟ فأخرجتُ إليه فلقاً من خبز، فقال: هل من إدام۴؟ فقلت:۵ لا إلاّ شيء من خلّ. فقال: إنّ الخلّ نعم الإدام.۶

و روي عنه عليه‏السلام أنَّه۷ قال: ما افتَقَرَ۸ بَيتٌ فيه خَلٌّ.۹

و روي عنه عليه‏السلام قال: سَيِّدُ إدامِكُمُ الخَلُّ.۱۰

و قيل: معناه خفّة الحساب يوم القيامة، و الرضا بما يؤتي اللّه‏ تعالى ؛ و أن يكون في جريدتك الخلّ خير أن يكون فيها مخّ العظام محشوّاً في أمعاء البطّ۱۱ مشويّاً و مطبوخاً.

و فائدة الحديث: مدح الخَلّ، و الحثّ على القناعة.

1.. «ألف» : يتبع .

2.. «ألف» : و هو .

3.. «ألف» : غذاء .

4.. في المصادر : «اُدم» ، كما أنّ المورد الآتي : «الاُدم» .

5.. في المصادر : بيدي ذات يوم إلى منزله ، فأخرج إليه فلقا من خبز ، فقال : ما من اُدم؟ فقالوا .

6.. صحيح مسلم ، ج ۶ ، ص ۱۲۵ و ۱۲۶ ، و راجع : مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۴۰۰ ؛ إمتاع الأسماع ، ج ۱۴ ، ص ۲۸۱ .

7.. «ألف» : ـ أنّه .

8.. في بعض المصادر : «لا يفقر» . و في بعضها : «ما أفقر» . و في بعضها : «لم يفتقر» . و ما في المتن لم يرد في أيّ مصدر .

9.. مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۳۵۳ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۱۰۲ ، ح ۳۳۱۸ ؛ المحاسن ، ج ۲ ، ص ۴۸۶ ، ح ۵۴۰ و ۵۴۵ و۵۴۶ ؛ الكافي ، ج ۶ ، ص ۳۲۹ ، باب الخلّ ، ح ۳ ؛ كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ۳ ، ص ۳۵۸ ؛ ح ۴۲۶۷ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۵۴ .

10.. مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۳۰۴ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۱۰۱ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۱۰۲ ، ح ۳۳۱۷ ؛ سنن أبي داود ،ج ۲ ، ص ۲۱۲ ، ح ۳۸۲۱ . فيها : «نعم الإدام الخلّ» .

11.. البَطّ بالفارسية : مرغابي گردن و پا كوتاه . انظر : فرهنگ أبجدي عربي فارسي ، ص ۱۸۷ البط .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
234

اُفول و فُؤول، و قد تَفأَّلتُ بكذا و افتألت، و يُقال الفال فيما يَحسُن و يسوء، و الطِّيَرَة فيما يسوء فحَسْبُ، و كان رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يحبّ الفال و يكره الطيرة ؛۱ لأنّه عليه‏السلام كان يُحسِن الظنَّ بربّه تعالى، و الطيرة فيها سوء الظنّ باللّه‏ تعالى ؛ لأنّها لا تخلو مِن توقّع شرّ. و إنّما صار الفَأل نعم الشيء لأنّه كالبشارة بما سينساق إلى العبد من الخير يَتقدّم كونَه.

و فائدة الحديث: مدح الفأل.

و راوي الحديث: أبو هريرة. و في أوّله: لا طِيَرَةٌ ؛ و لكنْ نِعمَ الشيءُ الفألُ الخَيرُ.

۸۱۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: نِعْمَ الإدَامُ الخَلُّ.۲

إذا مدح صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الخَلَّ دلّ ذلك منه على أنّه لغيره من المطاعم الهنيئة و المشارب الشهيّة أمدح، و لربّه ـ عزّ وعلا ـ أشكر، و يُمكن أن يكون كلامه عليه‏السلام مصروفاً إلى منافع الخلّ ؛ فإنّه يقع في أشياء من الطبائخ لا يقوم مقامه فيها غيره و من الأدوية، ثمّ إنّه يسكّن المرّة الصفراء الّتي منشأ الغضب منها.

و في الحديث حثّ على القناعة و أن يَرضى الإنسان بما أعطاه اللّه‏ تعالى من المطاعم و المشارب، و لا يتسخّط شيئاً منها ؛ فإنّ كلّه تفضّل منه تبارك و تعالى، و من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، و مَن غَمط۳ النعمةَ في الخلّ غمطها في العسل، و ما أحسن ما قال الشاعر:

تُنافِس في طِيبِ الطعام و كُلُّهُ

سواءٌ إذا ما جاوَزَ اللَّهَواتِ۴

1.. راجع : المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۶ ، ص ۲۲۵ ، ح ۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۳۲ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۳۵۰ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۴ ، ص ۲۳۰ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۶۱ و ۲۶۲ ، ح ۱۳۱۹ - ۱۳۲۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۳۰۴ و ۳۵۳ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ،ص ۱۰۱ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۱۰۲ ، ح ۳۳۱۶ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۲۱۲ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۱۸۲ . الكافي ، ج ۶ ، ص ۳۲۹ ، ح ۱ ؛ كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ۳ ، ص ۳۵۸ ، ح ۴۲۶۷ ؛ الخصال ، ص ۶۳۶ .

3.. غَمَطَ الناسَ غَمْطا : احتقرهم و استصغرهم ، و الغَمْط : الاستهانة و الاستحقار ، و هو مثل الغَمْص . و غَمِطَ النعمةَ و العافية ـ بالكسر ـ يغمَطها غَمْطا : لم يشكرها . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۶۴ .

4.. محاضرات الاُدباء ، ج ۱ ، ص ۷۳۰ ؛ بهجة المجالس و اُنس المجالس لابن عبد البرّ ، ج ۳ ، ص ۷۷ ، و البيت لأبي العتاهية .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15204
صفحه از 465
پرینت  ارسال به