اُفول و فُؤول، و قد تَفأَّلتُ بكذا و افتألت، و يُقال الفال فيما يَحسُن و يسوء، و الطِّيَرَة فيما يسوء فحَسْبُ، و كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يحبّ الفال و يكره الطيرة ؛۱ لأنّه عليهالسلام كان يُحسِن الظنَّ بربّه تعالى، و الطيرة فيها سوء الظنّ باللّه تعالى ؛ لأنّها لا تخلو مِن توقّع شرّ. و إنّما صار الفَأل نعم الشيء لأنّه كالبشارة بما سينساق إلى العبد من الخير يَتقدّم كونَه.
و فائدة الحديث: مدح الفأل.
و راوي الحديث: أبو هريرة. و في أوّله: لا طِيَرَةٌ ؛ و لكنْ نِعمَ الشيءُ الفألُ الخَيرُ.
۸۱۳.قوله صلىاللهعليهوآله: نِعْمَ الإدَامُ الخَلُّ.۲
إذا مدح صلىاللهعليهوآله الخَلَّ دلّ ذلك منه على أنّه لغيره من المطاعم الهنيئة و المشارب الشهيّة أمدح، و لربّه ـ عزّ وعلا ـ أشكر، و يُمكن أن يكون كلامه عليهالسلام مصروفاً إلى منافع الخلّ ؛ فإنّه يقع في أشياء من الطبائخ لا يقوم مقامه فيها غيره و من الأدوية، ثمّ إنّه يسكّن المرّة الصفراء الّتي منشأ الغضب منها.
و في الحديث حثّ على القناعة و أن يَرضى الإنسان بما أعطاه اللّه تعالى من المطاعم و المشارب، و لا يتسخّط شيئاً منها ؛ فإنّ كلّه تفضّل منه تبارك و تعالى، و من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، و مَن غَمط۳ النعمةَ في الخلّ غمطها في العسل، و ما أحسن ما قال الشاعر:
تُنافِس في طِيبِ الطعام و كُلُّهُ
سواءٌ إذا ما جاوَزَ اللَّهَواتِ۴
1.. راجع : المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۶ ، ص ۲۲۵ ، ح ۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۳۲ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۳۵۰ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۴ ، ص ۲۳۰ .
2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۶۱ و ۲۶۲ ، ح ۱۳۱۹ - ۱۳۲۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۳۰۴ و ۳۵۳ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ،ص ۱۰۱ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۱۰۲ ، ح ۳۳۱۶ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۲۱۲ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۱۸۲ . الكافي ، ج ۶ ، ص ۳۲۹ ، ح ۱ ؛ كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ۳ ، ص ۳۵۸ ، ح ۴۲۶۷ ؛ الخصال ، ص ۶۳۶ .
3.. غَمَطَ الناسَ غَمْطا : احتقرهم و استصغرهم ، و الغَمْط : الاستهانة و الاستحقار ، و هو مثل الغَمْص . و غَمِطَ النعمةَ و العافية ـ بالكسر ـ يغمَطها غَمْطا : لم يشكرها . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۶۴ .
4.. محاضرات الاُدباء ، ج ۱ ، ص ۷۳۰ ؛ بهجة المجالس و اُنس المجالس لابن عبد البرّ ، ج ۳ ، ص ۷۷ ، و البيت لأبي العتاهية .