11
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

وجد دُرَرَه و جواهره.

و قوله عليه‏السلام: «إنّ من القول عِيالاً»، و روي: إنّ من القول عَيِّلاً.۱

و روي عن صَعصَعَةَ بنِ صَوحانَ العبديِّ أنّه قال: هو عَرْضُك حديثَك و كلامك على مَن لا يريده و ليس من شأنه.۲

و قال أبو عبيد عن أبي زيد: عِلتُ للضالّة۳ أَعِيلُ عَيْلاً إذا لم تَدْرِ أيَّ جِهةٍ تَبغيها؟ كأنّه لم يَهتدِ لِمَن يَطلُب كلامَه، فعَرَضَه۴ على من لا يريده.۵

و قال آخَر: يقال: عالَني الشيءُ يَعيلني: أعجَزَني، عَيْلاً و مَعيلاً، هذا۶ ما قاله /۳۵۸/الأئمّةُ في هذا الحديث، و العيال مَن يَحتاج إلى أن تَقوتَه و تَقوم به، و هو جَمعُ عَيِّلٍ، و هو من «ع و ل»، و قد عُلْتُهم أعُولُهم عَوْلاً و عِيالةً۷ أي قُتُّهم و كَفَيتُهم و أقمتُ عليهم.

و يَلوحُ لي۸ فيه وجهٌ آخَرُ۹ فكأنّه يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ربّما يتكلّم الإنسانُ بكلمةٍ يَحتاجُ أن يَقوم عليها و يربِّيها و يصدّقها و يحافِظ عليها، فتصير۱۰ كالعيال الّذين تَلزَمه مؤونَتُهم و كفايتهم و القيام عليهم، و يقوّي ذلك قوله عليه‏السلام: «إنّ من طلب العلم جهلاً»، و اللّه‏ أعلم و رسوله.

1.. النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۳۱ ، ذيل مادّة «عيل» ؛ فتح الباري ، ج ۱۰ ، ص ۴۴۶ .

2.. تاج العروس ، ج ۱۵ ، ص ۵۳۵ ذيل ماّة «عيل» .

3.. «ألف» : الضالّة .
و في لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۴۸۹ عيل : عال للضالّة يَعيل عَيلاً و عيلانا إذا لم يَدر أين يبغيها .

4.. «ألف» : فغرضه .

5.. راجع : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۷۸۰ ؛ النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۳۱ ، ذيل مادّة «عيل» .

6.. «ألف» : فهذا .

7.. «ألف» : عيالاً .

8.. «ألف» : ـ لي .

9.. «ب» : ـ آخَر .

10.. «ب» : ـ فتصير .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
10

فإنّ الّذي يؤذيك منه سماعُه

و إنّ الّذي قالوا وراءَك لم يَقُل

فقال۱ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: «إنّ۲ من البيان لسحرا»۳،۴ و هذا لا يُشْبِه أن يكون ذمّا ؛ و قد يوصَف الكلامُ البليغ فيقال: إنّه ماء زلال! و إنّه سحر حلال! فقد صَحّ أنّه عليه‏السلام يَمدح البيانَ و يشبّهه بالسِّحر حُسنا و تدقيقا.

و قوله عليه‏السلام: «إنّ من الشعر حكما» أي حِكمةً و كلاما /۳۹۷/ يُنتفع به كقول لَبيد:

ألا كُلُّ شيء ما خَلا اللّه‏َ باطل

و كلّ نعيم لا مَحالةَ زائلُ

و كلّ اُناسٍ سَوفَ تَدخُلُ۵ بينهم

دُوَيهِيَةٌ۶ تَصفرُّ۷ عنها۸ الأناملُ۹

و قال أبو بكر بن دُرَيد۱۰: كلّ كلمة وعَظَتك أو زجرَتك عن قبيح أو دَعَتْك إلى مَكرُمة فهي حكمة و حكم.

و المعنى: إنّ مِن الشِّعر ما يَنفَعُك حِكمةً و وعظا و زجرا.۱۱

و لَعمري إنّه لكذلك ؛ فإنّ مِن الشِّعر ما يَردَعُ عن كثيرٍ مِن المقبَّحات، كما قيل في الأدب و الشَّيب۱۲ و الافتخار و التذمّم ممّا يورِث الإسفافَ۱۳، و مَن أمعَنَ فيه

1.. في كل المصدرين : + النبيّ .

2.. في الأدب : + «من الشعر لحكمة و إنّ» . و في العيون : + «من الشعر حكما و إنّ» .

3.. في العيون : سحرا .

4.. أدب الدنيا و الدين ، ص ۲۱۴ ، عيون الأخبار لابن قتيبة ، ج ۲ ، ص ۲۲ .

5.. «ألف» : يدخل .

6.. في المصدر : دويهية . «ألف» : ذو بهية تصغر .

7.. في حاشية «ب» : اصفرار الأنامل و البنان كناية عن الموت .

8.. في المصدر : منها .

9.. ربيع الأبرار ، ج ۲ ، ص ۲۴۳ .

10.. في تفسير الثعلبي : عن أبي بكر محمّد بن الحسن البريدي .

11.. تفسير الثعلبي ، ج ۱ ، ص ۲۷۶ ؛ شرح صحيح مسلم للنروي ، ج ۲ ، ص ۳۳ ، مع تفاوت يسير .

12.. «ألف» : السبب .

13.. الإسفاف : شدّة النظر و حدّته ، و كُلُّ شيء لزم شيئا و لصق به فهو مُسِفٌّ ، و الطائر يُسِفُّ إذا طار على وجه الأرض . انظر : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۱۵۴ سفف .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15297
صفحه از 465
پرینت  ارسال به