فإنّ الّذي يؤذيك منه سماعُه
و إنّ الّذي قالوا وراءَك لم يَقُل
فقال۱ صلىاللهعليهوآله: «إنّ۲ من البيان لسحرا»۳،۴ و هذا لا يُشْبِه أن يكون ذمّا ؛ و قد يوصَف الكلامُ البليغ فيقال: إنّه ماء زلال! و إنّه سحر حلال! فقد صَحّ أنّه عليهالسلام يَمدح البيانَ و يشبّهه بالسِّحر حُسنا و تدقيقا.
و قوله عليهالسلام: «إنّ من الشعر حكما» أي حِكمةً و كلاما /۳۹۷/ يُنتفع به كقول لَبيد:
ألا كُلُّ شيء ما خَلا اللّهَ باطل
و كلّ نعيم لا مَحالةَ زائلُ
و كلّ اُناسٍ سَوفَ تَدخُلُ۵ بينهم
دُوَيهِيَةٌ۶ تَصفرُّ۷ عنها۸ الأناملُ۹
و قال أبو بكر بن دُرَيد۱۰: كلّ كلمة وعَظَتك أو زجرَتك عن قبيح أو دَعَتْك إلى مَكرُمة فهي حكمة و حكم.
و المعنى: إنّ مِن الشِّعر ما يَنفَعُك حِكمةً و وعظا و زجرا.۱۱
و لَعمري إنّه لكذلك ؛ فإنّ مِن الشِّعر ما يَردَعُ عن كثيرٍ مِن المقبَّحات، كما قيل في الأدب و الشَّيب۱۲ و الافتخار و التذمّم ممّا يورِث الإسفافَ۱۳، و مَن أمعَنَ فيه
1.. في كل المصدرين : + النبيّ .
2.. في الأدب : + «من الشعر لحكمة و إنّ» . و في العيون : + «من الشعر حكما و إنّ» .
3.. في العيون : سحرا .
4.. أدب الدنيا و الدين ، ص ۲۱۴ ، عيون الأخبار لابن قتيبة ، ج ۲ ، ص ۲۲ .
5.. «ألف» : يدخل .
6.. في المصدر : دويهية . «ألف» : ذو بهية تصغر .
7.. في حاشية «ب» : اصفرار الأنامل و البنان كناية عن الموت .
8.. في المصدر : منها .
9.. ربيع الأبرار ، ج ۲ ، ص ۲۴۳ .
10.. في تفسير الثعلبي : عن أبي بكر محمّد بن الحسن البريدي .
11.. تفسير الثعلبي ، ج ۱ ، ص ۲۷۶ ؛ شرح صحيح مسلم للنروي ، ج ۲ ، ص ۳۳ ، مع تفاوت يسير .
12.. «ألف» : السبب .
13.. الإسفاف : شدّة النظر و حدّته ، و كُلُّ شيء لزم شيئا و لصق به فهو مُسِفٌّ ، و الطائر يُسِفُّ إذا طار على وجه الأرض . انظر : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۱۵۴ سفف .