75
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و قوله عليه‏السلام: «رُوَيدا» أي مُمْهِلاً ساكنا، و هو في موضع الحال من الضمير المستكنّ في لِيَمْشِ، و هو تصغير رَوْدٍ أي مَهَلٍ، و قد أَورَدَ في السَّير إذا رَفِقَ إروادا و هو ممّا۱ جاء على الأصل، و رويدا يُنصَب نصْب المصادر، و يكون تصغير ترخيم من إرواد، و يُستعمل رُوَيدٌ على أربعة أوجُهٍ: اسم للفعل، و صفة، و حال، و مصدر ؛ فالاسم كقولك: رُوَيدَ زيدا۲ أي أروِدْه و أمهله، و الصفة نحو قولك: سِرْتُ سَيرا رُوَيدا، و الحال كقولك: ساروا رويدا أي مُروِدين، و المصدر: رويدَ زيدٍ بالإضافة، و يقول: رويدَكَ زيدا أي أمهله، و الكاف للخطاب لا موضع له من الإعراب.

و فائدة الحديث: الأمر بالسكون و الوقار، و النهي عن الأشَر و البَطَر و الجِماح۳ و الطِّماح.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن مسعود.

۳۰۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن عَمَّرَهُ اللّه‏ُ سِتِّينَ سَنَةً فَقَدْ أَعذَرَ إِلَيهِ.۴

«العُمُر»: اسم لمدّة البقاء، و يخفَّف /۲۱۳/ فيقال: عُمْرٌ، و قد]عَمَرَ يَعمُر و يعمَر، و۵] عَمِرَ يَعمَر عَمْرا و عَمَرا على غير قياس، و قيل: إنّه من العِمارة ؛ لأنّه يَعمُر البدن، و عَمَّرَه اللّه‏ أي بقّاه و أعطاه العمر.

و «العُذْر»: ما يَمحو الإنسانُ به ذَنْبه، يقال: اعتَذَرَ إليّ فعَذَرتُه، و أعذَرَ: صار ذا عُذْر،

1.. «ألف» : ما .

2.. «ألف» : رويدَ زيدٍ .

3.. الجِماح : الإسراع ، و جَمَحَ الفَرَسُ بصاحبه جَمْحا و جِماحا : ذهب يجري جَريا غالبا اعتزَّ فارسَه و غَلَبه ، و يقال : جَمَحَ و طَمَحَ إذا أسرَعَ و لم يَرُدَّ وجهَه شيءٌ . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۲۶ جمح .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۶۱ ، ح ۴۲۳ و ۴۲۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۴۱۷ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۱۷۱ ؛ السننالكبرى ، ج ۳ ، ص ۳۷۰ ؛ فتح الباري ، ج ۱۱ ، ص ۲۰۳ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۶ ، ص ۵۲۰ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۷ ، ص ۳۱۴ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۳ ، ص ۴۸ . بحار الأنوار ، ج ۱۲ ، ص ۲۸۵ ، ح ۶۸ .

5.. أضفناه من لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۶۰۲ عمر.


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
74

يقال: طَمُعَ الرجُلُ زيدٌ، و خَرُجَت المرأةُ هندٌ إذا كانت كثيرة الخروج، و الطَّمَعُ: رزق الجند، يقال: أعطاهم الأمير أطماعهم أي أرزاقهم، و أكثَرُ ما يُستعمل الطمَع في الذمّ، و قد يكون الطمَعُ غيرَ مذموم كقوله تعالى: «إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا»۱، و لمّا كان أكثره مذموما قيل: الطمَع طَبَعٌ۲، و الطمَع يدنِّس الإهابَ۳.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن نازَعَتْه نَفْسُه إلى مطموع فيه فليَعزِل نفْسَه عن الجَشَع و الطُّموح۴ و المَرَح۵ ؛ فإنّه أقرب إلى الغرض، و ربما رُدَّ لفرط الجَشَع و الإلحاح۶، قال البشّار۷:

الحُرُّ يُلحى۸ و العصا للعبد

و ليس لِلمُلْحِف مِثلُ الرَّدّ۹

و قال بعضهم: لا تطْمَعْ ؛ /۱۹۶/ فإنّ الطمع مركّب مِن ثلاثة أحرف كلّها مجوَّف، و لا خير في المجوّف، و هذا كما قال تعالى: «وَ لاَ تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَ لَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً»۱۰، و كما حكاه اللّه‏ تعالى ممّا قال لقمان لابنه: «وَ اقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ»۱۱.

1.. الشعراء ۲۶ : ۵۱ .

2.. الطَّبَع : الدنَس و العيب ، و أصل الطَّبَع الصَّدَأُ يَكثر على السيف و غيره . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۳۲ و ۲۳۴ طبع .

3.. الإهاب : الجِلد من البقر والغنم و الوحش ما لم يُدْبَغ . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۲۱۷ أهب .

4.. طَمَحَ بصري إليه : امتدّ و علا ، و طَمَحَ ببصره : شَخَصَ ، و طَمَحَ أي أبعد في الطلب . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۳۴ و ۵۳۵ طمع .

5.. المَرَح : شدّة الفرح و النشاط حتّى يجاوز قدره . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۹۱ مرح .

6.. «ب» : إلحاح .

7.. «ب» : ـ البشّار .
هو بَشّار بن بُرد من مخضرمي الدولتين الاُمويّة و العباسيّة ، قتل سنة ۱۶۷ هـ .

8.. يُلحى : يُلام . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۲۴۳ لحو .

9.. الأغاني ، ج ۳ ، ص ۱۲۲ ؛ الصحاح ، ج ۹ ، ص ۳۱۴ لحف .

10.الإسراء (۱۷) : ۳۷ .

11.. لقمان ۳۱ : ۱۹ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5628
صفحه از 488
پرینت  ارسال به