49
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و روي: مَن مشى مع ظالم ليُعينه و هو يَعلم /۲۰۰/ أنّه ظالم فقد خرج من الإسلام.۱ نعوذ باللّه‏ من الخذلان.

و فائدة الحديث: النهي عن صُحبة الظَّلَمة، و الركوب في موكبهم، و المشي معهم.

و راوي الحديث: معاذ بن جبل.

۲۸۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن تَشَبَّهَ بِقَومٍ فَهُوَ مِنهُم.۲

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن تكلّف شَبَهَ قومٍ، و تَزَيّا بِزيِّهمْ، و تخلّق بأخلاقهم، و اقتدى بأفعالهم، عُدَّ في جُملتهم، سواءٌ إن كان منهم عَقدا و نيّةً أو لم يكن، و ينبغي للعاقل أن لا يتخلّق بالأخلاق المذمومة، و لا يتزيَّا بالزيّ المنكر ؛ لأنّه إذا فعل ذلك اندرج في جملة الّذين تَشبّه بهم، و عُدَّ مَعَدَّهم، و أصبح أحدَهم.

و هذا إشارة إلى تكلّف شعار الصالحين ؛ /۱۸۶/ فإنّه مَن تكلّف شيئا مُدَّةً أوشَكَ أن ينطبع۳ فيه.

و يقال: إنّ العادة إذا قَدُمتْ صارت طبيعةً،۴ و كم قد رأينا مِن صالحٍ صاحَبَ طالحا فأصبح في جلدته، و لابَسَ بُردَته، و بالعكس من ذلك: كم مِن مُفسدٍ صاحَبَ المصلحين ؛ فأحذوه صلاحهم، و أعدَوه فلاحهم، فغدا في ظلّ الصلاح مقبلاً، و بشعار الخير مشتملاً.

و فائدة الحديث: الأمر باجتناب تكلّف الشَّبَه المذموم و اختيار القُدوة الحسنة.

و راوي الحديث: طاووس.

1.. جامع الأخبار ، ص ۴۳۶ ، ح ۱۲۲۳ ؛ كنز الفوائد ، ص ۱۶۴ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۵۴۳ ؛ عون المعبود ، ج ۱۰ ، ص ۵ ؛ الآحاد و المثاني ، ج ۴ ، ص ۲۴۹ ، ح ۲۲۵۲ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱ ، ص ۲۲۷ ، ح ۶۱۹ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۴۴ ، ح ۳۹۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۵۰ و ۹۲ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۲۵۵ ؛ المعجمالأوسط ، ج ۸ ، ص ۱۷۹ ؛ مسند الشاميّين ، ج ۱ ، ص ۱۳۶ ، ح ۲۱۶ ؛ المصنَّف للصنعاني ، ج ۱۱ ، ص ۴۵۴ ؛ المصنَّف لابن أبي شيبة، ج ۴ ، ص ۵۷۵ ؛ و ج ۷ ، ص ۶۳۸ . عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۶۵ ، ح ۱۷۰ ؛ مشرق الشمسين ، ص ۴۰۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۱ ، ص ۱۷۴ .

3.. «ألف» : يتطبّع .

4.. عن الجالينوس . راجع : عيون الأنباء في طبقات الأطبّاء ، ص ۴۹ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
48

استُعير لاكتساب المكروه، يقال: جَرَمَ و اجتَرَم، و الجُرْم: اسم لما يُكتسب من الشرّ، و أجرَمَ: صار ذا جُرم، كقولك: ألحَمَ صار ذا لَحم، و كذلك جَنى أصله: قطفُ التمر۱، ثمّ استُعير للاكتسابات۲ المذمومة، يقال: جَنَى جنايةً إذا ارتكب فعلاً يُذَمّ عليه.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن مشى مع ظالم يُكثِر سوادَه و يَنصر أحفاده، اكتسب بذلك جُرما يوجب عليه غُرما ؛ و ذلك أنّ مجالسة الظَّلَمة شُؤم، و مصاحبتهم مَدعاة إلى الفساد، و مَجدَرة بالتهاون۳ بأمر اللّه‏ تعالى و نهيه ؛ لأنّ اللّه‏ تعالى خَلَقَ ابنَ آدم متطبّعا بما تَكثُر ممارستُه له، و توّاقا إلى ما يَستأنس به، و متخلِّقا بالأخلاق الّتي يزاولها۴ و تكثر صحبته لها.

و قال أفلاطون: لا تجالس الأشرار ؛ فإنّ طبعك يَسرِق مِن طبعهم و أنت لا تدري،۵ ثمّ إنّ اللعنة تَنتثر۶ عليهم، فمَن جالسهم أو ماشاهم لم يَفُتْه نصيبُه من اللعنة۷، و في مجالستهم و مصاحبتهم شيء آخر ؛ و هو أنّ ضَعَفَة المسلمين إذا نظروا إلى الصالح يجالسهم ظنّوا بهم خيرا، و وقع لهم أنّ ما يقدِّمون عليه لعلّ له مَساغا في الشرع و جوازا في الدين، و الّذي يفعلونه لعلّه بمشاورته و مفاوضته۸، و تسوء ظنونهم به، و يكون هو الّذي حملهم على ذلك.

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ثلاث مَن فَعَلَهنّ فقد أجرم: مَن اعتَقَدَ لواءً في غير حقّ، أو عَقَّ والديه، أو مشى مع ظالم لينصره.۹

1.. «ألف» : كذلك أصله قطف الثمر .

2.. «ألف» : للاكتساب .

3.. «ألف» : محذّرة من التهاون .

4.. زاوَلَه : عالَجَه ، و حاوله و أراده و طالبه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۳۱۶ زول ، و ص ۱۹۴ (حول) .

5.. راجع : عيون الأنباء في طبقات الأطبّاء ، ص ۸۱ ؛ رياض السالكين ، ج ۳ ، ص ۴۸۴ .

6.. «ألف» : تُنثر .

7.. «ألف» : لم تفته اللعنة .

8.. المفاوضة : المشارَكة و المساواة ، و هي مفاعَلة من التفويض . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۲۱۰ فوض .

9.. المعجم الكبير ، ج ۲۰ ، ص ۶۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۲۶ ، ح ۳۴۲۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۲۶ ، ح ۴۳۷۸۱ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5107
صفحه از 488
پرینت  ارسال به