457
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

۶۰۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا يَمنَعَنَّ أحَدَكُم مَهابَةُ النَّاسِ أن يَقومَ بِالحَقِّ إذَا عَلِمَهُ.۱

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: و لا يَمنَعَنّ أحدَكم إذا عَلِمَ الحقَّ في قول أو فعل أن يَقومَ به فيقولَه و يَفصِحَ عنه أو۲ يفعلَه مراعاةُ الناس، و لا تَأخُذْكم۳ في ذات اللّه‏ لومةُ لائم ؛ فإنّ اللّه‏ تعالى أحَقُّ۴ أن يُراعى جانِبُه و يُلتزم۵ أمرُه و نهيه، فيؤمَرَ بالمعروف، و يُنهى عن المنكر، و يُقبَضَ على يد الظالم، و يُظافَرَ مع المظلوم حتّى يُنتَصَفَ له.

و فائدة الحديث: الأمر بإقامة الحقّ مِن غير مراعاةٍ لجانب الناس إلاّ أن يُخافَ على نفْسٍ أو مال.

/۳۵۲/ و راوي الحديث: أبو سعيد الخُدريّ، قال: قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ذلك في خطبة له عليه‏السلام.

۶۰۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ يَخلُوَنَّ رَجُلٌ بِامرَأَةٍ ؛ فَإنَّ ثالِثَهُما الشَّيطانُ.۶

قال ذلك صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لأنّ الشهواتِ أدعى في الخلوات، و الحياءَ أقلُّ إذا لم يَطَّلِعْ عليه آدميٌّ، و لو أنصَفَ نفسَه و نَظَرَ فعَلِمَ أنّ رَبَّ الأرباب مطّلِع عليه و كذلك ملائكتُه المقرَّبون، و الكِرامُ /۳۸۹/ الكاتبون شاهدون عليه مُشاهِدون۷ لأحواله، لَكان أزجَرَ له و أردع، و لكن أبَتِ الشهوةُ أن تُبصِرَ أو تَسمَعَ.

فيقول عليه‏السلام: لا يَخلونّ رجلٌ بامرأة ؛ فإنّه ما لم يَخْلُ بها كان أبعَدَ مِن وُقوع المعصية منه، و أقعَدَ عن تَقاضي الشهوة.

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۹ ، ح ۹۴۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۷۱ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱ ، ص ۶۷ ، ح ۱۱۰۱ .

2.. «ألف» : و .

3.. «ألف» : «لا أحدكم» بدل «لا تأخذكم» .

4.. «ب» : ـ أحقّ .

5.. «ألف» : يُلزَم .

6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۹۰ ، ح ۹۴۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۲۶ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۵ ، ص ۲۲۳ ؛ فتح الباري ، ج ۹ ،ص ۲۸۹ ؛ مسند الحميدي ، ص ۲۰ ، ح ۳۲ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۵ ، ص ۳۸۷ ، ح ۹۲۱۹ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱ ، ص ۱۳۳ ، ح ۱۴۳ .

7.. «ألف» : مشاهدة .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
456

العارضة، فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: استَفتِحوا بذِكري و الصلاة علَيَّ في أوّل كلّ أمر له بال، و تَبَرَّكوا باسمي، و اجعلوني شفيعا إلى اللّه‏ تعالى في جميع حوائجكم، و لا تُؤخِّروني كالقَدَح الّذي يعلِّقه الراكبُ في آخِرِ رَحله فيما يَلي ظَهرَه عند الفراغ مِن كُلّ شيء قِلَّةَ التفاتٍ بذِكري و الاستغناء عنّي ؛ فإنّي الّذي تُستنجَح الحاجاتُ بذِكري، و يُستجاب الدعواتُ باسمي. و ذِكر القدح معروف في كلامهم. قال حَسّانٌ:

و أنت دَعِيٌ۱ نِيطَ في۲ آل هاشم

كما نيط خَلْفَ الراكبِ القَدَحُ الفرد۳

و روي هذا التفسير في الحديث، و هو أنّ الإنسان إذا نزل مَلَأَ قَدَحَه و تَرَكَه ؛ فإن احتاجَ إليه، و إلاّ هَرَاقَه عند الفراغ من جميع اُموره، و علّقه، أو كما قال.۴

و فائدة الحديث: الأمر بذِكره، و الافتتاحِ باسمه، و الصلاةِ عليه۵ أوّلَ كلّ شغل.

و راوي الحديث: جابر بن عبد اللّه‏، قال: فقيل له عليه‏السلام:۶ و ما قَدَحُ الراكب؟ فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله:إنّ الرجُل لَيَرفَع متاعَه على راحلته، فيَبقى في قدحه ماءٌ فيُعيده في إداوته۷. قال: اجعلوني۸ أوّل الحديث و أوسطه و آخره صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.۹

1.. في الأغاني : «هجين» . و في زهر الآداب : «زنيم» .

2.. «ألف» : من .

3.. الأغاني ، ج ۴ ، ص ۳۵۷ ؛ زهر الآداب و ثمر الألباب ، ج ۱ ، ص ۶۳ .

4.. راجع : المصنّف للصنعاني ، ج ۲ ، ص ۲۱۶ ، ح ۳۱۱۷ ؛ المنتخب من مسند عبد بن حميد ، ص ۳۴۰ ، ح ۱۱۳۲ ؛ مسندالشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۹ ، ح ۹۴۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۵۰۹ ، ح ۲۲۵۲ ـ ۲۲۵۴ .

5.. «ألف» : ـ عليه .

6.. في المصدر : «قالوا» بدل «فقيل له عليه‏السلام» .

7.. «ب» : إداواته .
و الإداوة : إناء صغير من جلد يُتَّخذ للماء كالسطيحة و نحوها . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۲۵ أدو .

8.. في المصدر : + في .

9.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۹ ، ح ۹۴۴ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5680
صفحه از 488
پرینت  ارسال به