۶۰۸.قوله صلىاللهعليهوآله: لا يَمنَعَنَّ أحَدَكُم مَهابَةُ النَّاسِ أن يَقومَ بِالحَقِّ إذَا عَلِمَهُ.۱
يقول صلىاللهعليهوآله: و لا يَمنَعَنّ أحدَكم إذا عَلِمَ الحقَّ في قول أو فعل أن يَقومَ به فيقولَه و يَفصِحَ عنه أو۲ يفعلَه مراعاةُ الناس، و لا تَأخُذْكم۳ في ذات اللّه لومةُ لائم ؛ فإنّ اللّه تعالى أحَقُّ۴ أن يُراعى جانِبُه و يُلتزم۵ أمرُه و نهيه، فيؤمَرَ بالمعروف، و يُنهى عن المنكر، و يُقبَضَ على يد الظالم، و يُظافَرَ مع المظلوم حتّى يُنتَصَفَ له.
و فائدة الحديث: الأمر بإقامة الحقّ مِن غير مراعاةٍ لجانب الناس إلاّ أن يُخافَ على نفْسٍ أو مال.
/۳۵۲/ و راوي الحديث: أبو سعيد الخُدريّ، قال: قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ذلك في خطبة له عليهالسلام.
۶۰۹.قوله صلىاللهعليهوآله: لاَ يَخلُوَنَّ رَجُلٌ بِامرَأَةٍ ؛ فَإنَّ ثالِثَهُما الشَّيطانُ.۶
قال ذلك صلىاللهعليهوآله لأنّ الشهواتِ أدعى في الخلوات، و الحياءَ أقلُّ إذا لم يَطَّلِعْ عليه آدميٌّ، و لو أنصَفَ نفسَه و نَظَرَ فعَلِمَ أنّ رَبَّ الأرباب مطّلِع عليه و كذلك ملائكتُه المقرَّبون، و الكِرامُ /۳۸۹/ الكاتبون شاهدون عليه مُشاهِدون۷ لأحواله، لَكان أزجَرَ له و أردع، و لكن أبَتِ الشهوةُ أن تُبصِرَ أو تَسمَعَ.
فيقول عليهالسلام: لا يَخلونّ رجلٌ بامرأة ؛ فإنّه ما لم يَخْلُ بها كان أبعَدَ مِن وُقوع المعصية منه، و أقعَدَ عن تَقاضي الشهوة.