445
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و في حديث آخر: لا تَردّوا السائلَ و لو بظِلفٍ۱ مُحرَق۲.۳

و فائدة الحديث: الأمر بالمواساة و أن لا يَرُدَّ عنها استحقارُ المبذول۴.

و راوية الحديث: عائشة.

۵۹۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ تَغتابُوا المُسلِمِينَ، وَ لاَ تَتَّبِعوا /۳۴۸/ عَوراتِهِم.۵

«الغيبة»: ذِكرُ الإنسان بما فيه مِن عيب و هو غائب، و قد اغتابَه يَغتابُه. و «العورةُ»: ما يَكرَه الرجُلُ أن يُطَّلَعَ عليه، و لذلك قيل للسَّوأة: العورة، و يَرجِع الإشفاقُ۶ فيه إلى العار العيب.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا تَذْكروا الناسَ بظَهر الغيب بما يَرجع عليهم بالعيب، و لا تَتَّبِعوا عوراتِهم متفحِّصين عنها حتّى تَعيبوهم بها و تُظهروها للناس إزراءً۷ بهم و طعنا عليهم و وَقيعةً۸ فيهم.

1.. الظَّلْف و الظِّلف : ظُفُر كلّ ما اجتَرَّ ، و هو ظِلف البقرة و الشاة و الظبي و ما أشبهها ، و الجمع أظلاف . قال ابن سكّيت :يقال : رِجل الإنسان و قدمه ، و حافر الفَرَس ، و خُفّ البعير و النعامة ، و ظِلف البقرة و الشاة . انظر : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۲۲۹ ظلف .

2.. في الكافي : «محترق» .

3.. المصنّف للصنعاني ، ج ۱۱ ، ص ۹۴ ، ح ۲۰۰۱۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۴۳۵ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ج ۲۴ ، ص ۲۲۰ ؛ المعجم الأوسط للطبراني ، ج ۱ ، ص ۲۱۹ ؛ الكافي ، ج ۴ ، ص ۱۵ ، ح ۶ .

4.. «ألف» : بالمبذول .

5.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۴ ، ح ۹۳۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۴۲۱ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۵۱ ، ح ۴۸۸۰ ؛ السننالكبرى للبيهقي ، ج ۱۰ ، ص ۲۴۷ ؛ كتاب الصمت و آداب اللسان لابن أبي الدنيا ، ص ۱۰۵ ، ح ۱۶۷ . عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۷۷ ، ح ۱۰۴ ؛ منية المريد ، ص ۳۲۷ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۹ ، ص ۱۱۰ ، ح ۱۰۳۷۸ .

6.. الشَّفَق و الإشفاق : الخوف و الخيفة ، يقال : أشفقت عليه و أنا مُشفِق و شفيق ، و إذا قلتَ : «أشفقت منه» فإنّما تعني حَذِرْتُه ، و أصلهما واحد . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۱۷۹ شفق .

7.. الإزراء : التهاون بالشيء . يقال : أزريتُ به إذا قَصّرتَ به و تهاونتَ . و ازدريتُه : حقّرته . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۵۶ (زري) .

8.. «ألف» : قنعةً .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
444

هذا مَثَلٌ ؛ أي لا تَتَسخَّرْ۱ إنسانا في عملٍ مِن غير اُجرة تقع في مقابلة ما قاساه مِن حَرّ العمل. فأخرَجَه بهذه العبارة، و هي مِن أفصح الكنايات، و قد رأيتُ مَن يفسِّره على أنّ معناه: لا تَمَسَّ ثوبَ غيرك كما يَنظُر المستحسِنُ للشيء ؛ فإنّه ربّما يَظُنُّ أنّك تَرغَب فيه، و لعلّه لا يَحتمل حالُه أن يؤثِرك به! و هذا كماترى.

و فائدة الحديث: النهي عن تسخّر الناس و إيذائهم بالبيجار۲ و السُّخرة.

و راوي الحديث: أبو بكرة.

۵۹۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ تَرُدُّوا۳ السَّائلَ وَ لَو بِشِقِّ تَمرَةٍ.۴

شِقُّ التمرةِ مَثَلٌ۵، و معنى الحديث: لا تَردّوا الّذي أراقَ ماءَ وجهه بالسؤال و لو لم يكن إلاّ بالقليل النزر ؛ فإنّه خير مِن الردّ، و قد قيل: ماشٌ خيرٌ مِن لا شَ۶. و «شِقّ الشيء»: نصفه، و هذا كما قال عليه‏السلام لعائشة۷: اتّقي۸ النارَ و لو بشقّ تمرة۹، فإن لم يكن۱۰ فبكلمة طيّبة.۱۱

1.. «ألف» : مثلٌ لا تسخّر .

2.. «ألف» : «بالسخار» . و في نقل بحار الأنوار عن ضوء الشهاب أي كتابنا هذا أيضا : «بالبيجار» ؛ لكن لم نجد معناه في كتباللغة ، كما لم نعثر على صيغة «السِّخار» أو «المُساخَرَة» .

3.. «ألف» : لا تردّ .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۲ و ۸۳ ، ح ۹۲۹ ـ ۹۳۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۳۸۵ ، ح ۱۶۱۷۶ . بحار الأنوار ، ج ۹۳ ،ص۱۷۰، ذيل ح۲؛ معارج اليقين، ص۳۸۵، ح۱۰۷۵. وراجع: دعائم الإسلام، ج۱، ص۲۴۳؛ وج۲، ص۳۳۳؛ مسند أحمد، ج۴، ص۷۰؛السنن الكبرى للنسائي، ج۵، ص۸۱ .

5.«ألف» : ـ شقّ التمرة مثل.

6.. قال ابن منظور في لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۳۴۹ ميش : «الماش : قماش البيت ، و هي الأوقاب و الأوغاب و الثوى ، قال أبو منصور : و من هذا قولهم : الماش خير مِن لا شَ ؛ أي ما كان في البيت من قماش لا قيمة له خير من بيت فارغ لا شيء فيه ، فخفِّف لاشَ لازدواج ماش» .

7.. في الكامل و الميزان و الكنز : «يا عائشة» . و في باقي المصادر : ـ «لعائشة» .

8.. في باقى المصادر أيضا : «اتّقوا» .

9.. إلى هنا روي في الكامل لابن عبد البرّ ، ج ۳ ، ص ۲۱۲ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۳ ، ص ۷۹ ، الرقم ۲۸۹۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ،ص ۳۶۵ ، ح ۱۶۰۹۴ . و تتمّة الحديث في الكلّ هكذا : «فإنّها تسدّ من الجائع ما تسدّ من الشبعان» .

10.. في النوادر: «لم يجد أحدكم» . و في غير تاريخ بغداد: «لم تجدوا» .

11.. مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۵۶ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۳۹۰ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۸۶ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱۰ ، ص ۴۶۹ ، الرقم ۵۶۴۹ ؛ النوادر للمصنّف ، ص ۸۶ ؛ الرسالة السعدية ، ص ۱۵۵ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۳۶۵ ، ح ۶۵ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5465
صفحه از 488
پرینت  ارسال به