409
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

هؤلاء مَن يَطلُب الدنيا بعمل الآخرة. و أنشد:

عدوٌّ راحَ في ثوب الصَّديقِ

شريكُك في الصَّبوح و في الغَبوقِ

له وجهانِ ظاهِرُه وِصالٌ۱

و باطنُه التمسُّكُ بالعُقوقِ۲

يَسُرُّك مُقْبِلاً و يَسوءُ۳ سِرّا۴كذاك يكون۵ ذا الوجهِ الصَّفيقِ۶

و فائدة الحديث: النهي عن النفاق، و ذمُّ مَن يكون ذا وجهين.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۵۶۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا يَصلُحُ المَلَقُ إِلاَّ لِلوالدَينِ وَ الإمامِ العَادِلِ.۷

«المَلَق»: الوُدّ و اللطف الشديد و الخضوع۸ و التواضع، و قد مَلِقَ يَملَق مَلَقا، و المَلِقُ الّذي يُري مِن المودّة فوقَ ما في قلبه.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا يَصلُح التواضعُ المُفرِطُ إلاّ للوالدين ؛ لأنّ لهما حقَّ التربية و حقَّ التعليم للخير و السعيَ في ذلك إلى غير ذلك من الحقوق، أو للإمام العادل الّذي له الاُبُوّة الدينيّة، و لذلك قَرَنَ ذكرَهما بذكره فقال: «وَ قَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَ بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا»۹. و قَرَنَ تعالى طاعةَ الإمام العادل بذِكره و ذِكر رسوله فقال: «أَطِيعُوا اللّه‏َ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ»۱۰، ففرض بذلك طاعة الإمام العادل كما فَرَضَ طاعتَه و طاعةَ رسوله عليه‏السلام.

1.. في المصدر و تاريخ مدينة دمشق : «ابن عمّ» ، بدل «وصال» .

2.. في المصدر و تاريخ مدينة دمشق : و باطنه ابن زانية عتيق .

3.. في تاريخ مدينة دمشق : يسوءك .

4.. في المصدر و تاريخ مدينة دمشق : غيبا .

5.في تاريخ مدينة دمشق : تكون .

6.. في المصدر و تاريخ مدينة دمشق : «أبناء الطريق» بدل «ذا الوجه الصفيق» . و الشاعر هو دعبل الخزاعي ، ديون دعبل الخزاعي ، ص ۲۰۹ ، و راجع : تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۷ ، ص ۲۷۳ .

7.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۵۴ ، ح ۸۷۰ . و لم نعثر عليه في موضع آخر .

8.. «ألف» : الخشوع .

9.. الإسراء ۱۷ : ۲۳ .

10.. النساء ۴ : ۵۹ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
408

كان ذا لسانين في الدنيا جُعل له۱ لسانان من نار.۲

و معنى الحديث: ذو الوجهين ليستْ له أهليّةُ أن يكون عند اللّه‏ تعالى أمينا.

قال: و كان سعيدُ بن أبي عَروبةَ يقول: لأن يكونَ لي نصفُ لسان و نصفُ وجه۳ علَيَّ فيهما مِن قُبح۴ المنظر و سوء۵ المَخبَرِ ما۶ فيهما۷ أحَبُّ إليّ مِن أن أكونَ ذا وَجهَين و ذا لسانين۸ مختلفين.۹

و قال لقمانُ لابنه: يا بُنَيَّ، كُنْ كالأب لليتيم، و كالزوج للأرملة، و لا تَجْفُ الغريبَ،۱۰ و لا تُجالِسِ السفيهَ، و لا تخالط ذا وجهَين بَتَّةً۱۱.۱۲

و قال الشاعر:

و دَعِ اغتيابَك للصَّديق فإنّه

عارٌ عليك يَعود بالمكروه

فلَقَد رَوَيتَ كما رَوَيناأنّ ذا ال

وَجهين عند اللّه‏ غيرُ وجيه۱۳

/۳۶۸/ و قال عليه‏السلام: إنّ من شرّ الناس ذا الوَجهَين۱۴ ؛ يَأتي هؤلاء بِشَرٍّ۱۵،۱۶ و هؤلاء بشرّ، و يَدخل في

1.. في المصدر : + يوم القيامة .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۸۴ ، ح ۴۶۳ .

3.. في المصدرين : نصف وجه و نصف لسان .

4.. «ألف» : قبيح .

5.في المصدر : و عجز .

6.. «ألف» : ـ ما .

7.. في المصدرين : ـ فيهما .

8.. في المصدرين : + و ذا قولين .

9.. البيان و التبيين ، ج ۲ ، ص ۱۰۲ ؛ أدب الدنيا و الدين ، ص ۲۵۳ .

10.. في المصدر : و لا تحاب القريب .

11.. في المصدر : البتّة .

12.. البيان و التبيين ، ج ۲ ، ص ۱۰۱ .

13.. لم نعثر عليه .

14.. في المصادر : + الذي .

15.. إلى هنا نقل عنه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في المصادر ، و في كلّها : «بوجه» بدل «بشرّ» في الموضعين .

16.. مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۵۱۷ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۲۷ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۸ ، ص ۱۶۴ ؛ و ج ۱۰ ، ص ۱۹۶ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5777
صفحه از 488
پرینت  ارسال به