هؤلاء مَن يَطلُب الدنيا بعمل الآخرة. و أنشد:
عدوٌّ راحَ في ثوب الصَّديقِ
شريكُك في الصَّبوح و في الغَبوقِ
له وجهانِ ظاهِرُه وِصالٌ۱
و باطنُه التمسُّكُ بالعُقوقِ۲
يَسُرُّك مُقْبِلاً و يَسوءُ۳ سِرّا۴كذاك يكون۵ ذا الوجهِ الصَّفيقِ۶
و فائدة الحديث: النهي عن النفاق، و ذمُّ مَن يكون ذا وجهين.
و راوي الحديث: أبو هريرة.
۵۶۳.قوله صلىاللهعليهوآله: لا يَصلُحُ المَلَقُ إِلاَّ لِلوالدَينِ وَ الإمامِ العَادِلِ.۷
«المَلَق»: الوُدّ و اللطف الشديد و الخضوع۸ و التواضع، و قد مَلِقَ يَملَق مَلَقا، و المَلِقُ الّذي يُري مِن المودّة فوقَ ما في قلبه.
يقول صلىاللهعليهوآله: لا يَصلُح التواضعُ المُفرِطُ إلاّ للوالدين ؛ لأنّ لهما حقَّ التربية و حقَّ التعليم للخير و السعيَ في ذلك إلى غير ذلك من الحقوق، أو للإمام العادل الّذي له الاُبُوّة الدينيّة، و لذلك قَرَنَ ذكرَهما بذكره فقال: «وَ قَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَ بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا»۹. و قَرَنَ تعالى طاعةَ الإمام العادل بذِكره و ذِكر رسوله فقال: «أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ»۱۰، ففرض بذلك طاعة الإمام العادل كما فَرَضَ طاعتَه و طاعةَ رسوله عليهالسلام.
1.. في المصدر و تاريخ مدينة دمشق : «ابن عمّ» ، بدل «وصال» .
2.. في المصدر و تاريخ مدينة دمشق : و باطنه ابن زانية عتيق .
3.. في تاريخ مدينة دمشق : يسوءك .
4.. في المصدر و تاريخ مدينة دمشق : غيبا .
5.في تاريخ مدينة دمشق : تكون .
6.. في المصدر و تاريخ مدينة دمشق : «أبناء الطريق» بدل «ذا الوجه الصفيق» . و الشاعر هو دعبل الخزاعي ، ديون دعبل الخزاعي ، ص ۲۰۹ ، و راجع : تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۷ ، ص ۲۷۳ .
7.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۵۴ ، ح ۸۷۰ . و لم نعثر عليه في موضع آخر .
8.. «ألف» : الخشوع .
9.. الإسراء ۱۷ : ۲۳ .
10.. النساء ۴ : ۵۹ .