و روي عن أبي الدرداء رضىاللهعنه أنّه كان مضطجِعا بين أصحابه ـ و ثوبُه على وجهه ـ إذ مَرَّ بهم قَسٌّ۱ فأعجَبَهم سِمَنه فقالوا: اللّهمّ العَنْه ؛ ما أعظَمَه و أسمنه! فكَشَفَ الثوبَ عن وجهه و قال: مَن الّذي۲ لَعنتم آنفا؟ فقالوا: قَسٌّ۳ مَرَّ بنا. فقال: لا تلعنوا أحدا ؛ فإنّه لا ينبغي للَعّانٍ أن يكون عند اللّه۴ صدِّيقا.۵
و قال عليهالسلام: لَعنُ المؤمن كقتله.۶
و فائدة الحديث: النهي عن اللعنة و أن يعوِّد الإنسانُ لسانَه لعنَ كلّ مَن يَتأذّى به ؛ فأمّا المؤمن فهو مَعرضٍ لرحمة اللّه فكيف يُلعَن ليت شعري؟! و لعلّ اللعنة تَراجَعُ۷ على من يَلعنه.
و راوي الحديث: أبو هريرة.
۵۶۲.قوله صلىاللهعليهوآله: لا يَنبَغي لِذِي الوَجهَينِ أن يَكُونَ أميناً عِندَ اللّهِ تَعالَى.۸
«ذو الوجهين» و ذو اللسانين كنايةٌ عن المنافق الّذي يأتي هؤلاء فيقول بوجه، و يأتي اُولئك فيقول بوجه، و لا يَثبُت على طريقة، و لا يقول عن حقيقة، غرضُه ترويجُ شغله مِن غير فكر في رضا اللّه تعالى و سخطه.
يقول صلىاللهعليهوآله: مَن كان كذلك لم يكُنْ عند اللّه أمينا، بلى يكون خائنا، و هذا كقوله عليهالسلام: من
1.. القَسّ : رئيس من رؤساء النصارى في الدين و العلم . لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۱۷۳ قسس .
2.. في المصدر : فقال : من ذا الذي .
3.. في المصدر : قسّا .
4.. في المصدر : + يوم القيامة .
5.. تاريخ مدينة دمشق ، ج ۴۷ ، ص ۱۸۷ . و نحوه في كتاب الصمت و آداب اللسان لابن أبي الدنيا ، ص ۲۰۱ .
6.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۳۳ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۱۹۲ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۱۶۶ ، ح ۳۲۶ ؛ المعجم الكبيرللطبراني ، ج ۲ ، ص ۷۳ .
7.. «ب» : يتراجع .
8.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۵۳ ، ح ۸۶۹ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۷۴ ، ح ۳۱۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۸۹ و ۳۶۵ ؛السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱۰ ، ص ۲۴۶ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۵ ، ص ۳۲۶ ؛ و ج ۶ ، ص ۶۸ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۶۵ ، ص ۶۰ ؛ الاستذكار ، ج ۸ ، ص ۵۸۲ ، ح ۱۸۶۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۵۶۸ ، ح ۷۹۳۹ .