فإنّه أجدَرُ أن يُقْبَل۱ منك، و لا تَرى منه إلاّ خيرا.
أ لا ترى أنّ اللّه تعالى قال لنبيّه موسى و هارون عليهماالسلام في عدوّه فرعون: «فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَيِّنا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى»۲؟
و الأمرُ بالمعروف و النهيُ عن المنكر لهما شروطٌ، فمتى حَصَلَتْ وَجَبا، و إلاّ فلا.
و المرتبة الاُولى: أن تَقدِر على تغيير المنكَر بيدك فعَلَيك به.
و الثانية: أن لا تقدَر على۳ ذلك ؛ و لكن تقدر على أن تَعِظَ، فعِظْه باللسان.
و الثالثة: أن لا تقدر على فعل اليد و اللسان، فأَنكِر بالقلب، و لا حَرَجَ عليك.۴
و فائدة الحديث: إعلام أنّ المؤمن عزيز، فلا ينبغي أن يَجُرَّ إلى نفسه الذُّلَّ.
و راوي الحديث: حذيفة بن اليمان رضىاللهعنه.
۵۶۱.قوله صلىاللهعليهوآله: لاَ يَنبَغي لِلصِّدِّيقِ أَن يَكونَ لَعَّاناً.۵
«الصِّدِّيق»: الكثير الصدق، و قيل: هو مَن لم يَكذِب قَطُّ. و قيل: هو من لا يتأتّى۶ منه الكذب ؛ لِتعوُّده الصدقَ. و قيل: هو مَن صَدَقَ بقوله و اعتقاده، و حَقَّقَ صدقَه بفعله.۷ و أنا أقول: إنّ الصدِّيق هو المؤمن المصدِّق للّه و لرسوله.
و «اللعن» من اللّه تعالى هو الطرد و الإبعاد على سبيل السَّخَط، و مِن العبد الدعاءُ على الإنسان بذلك.