333
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و يعني بالطرفين الإفراطَ و التفريطَ.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن مسعود.

۵۰۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا أَعَزَّ اللّه‏ُ بِجَهلٍ قَطُّ، وَ لاَ أَذَلَّ بِحِلمٍ قَطُّ.۱

أصل «العِزّ»: الامتناع من الظلم، و اللّه‏ُ تعالى عزيز لا يُغلَب، و العَزاز: الأرضُ الصُّلْبة، و تَعَزَّزَ اللحمُ أي اشتَدَّ، و بخلافه الذُّلّ. و الجَهلُ أصلُه اعتقادُ الشيء على خِلاف ما هو به، و بخلافه العلم، و يُكنى به عن الفعل المذموم الّذي لم يَتأنَّقْ فيه فاعلُه، و منه قول عمرو بن كلثوم:

ألا لا يَجهَلَنّ أحدٌ علينا

فنَجهَلَ فوقَ جهلِ الجاهلينا۲

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ما أعَزَّ اللّه‏ُ تعالى أحدا بالجَهل أي بوضعه الشيءَ في غير موضعه، و بالعكس من ذلك: ما أذَلَّ عبدا بحِلمه و تثبُّته و مراقبةِ الجوانب و النظر في العواقب، و لذلك قال: ما عَزَّ ظالمٌ و لو طَلَعَ مِن جبينه القَمَرُ!۳ و بمقابلته عليه‏السلام الجهل۴ بالحِلم دون العلم و مُزاوَجَتِه به

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۵ ـ ۶ ، ح ۷۷۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۱۳۲ ، ح ۸۳۰ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۱۷۸ ، ح ۲۱۷۴ ؛لسان الميزان ، ج ۴ ، ص ۴۷۹ ، ح ۱۵۱۰ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۲ ، ح ۵ ؛ مشكاة الأنوار للطبرسي ، ص ۳۷۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۸ ، ص ۴۰۴ ، ح ۱۶ .

2.. راجع : الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۱ ، ص ۴۲ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۶ ، ص ۱۰۱ ؛ عمدة القاري ، ج ۱ ،ص ۲۵۷ .

3.. نقله الصفري في الوافي بالوفيات ، ج ۲ ، ص ۲۱۷ هكذا : «و من كلام المنتصر باللّه‏ : و اللّه‏ ما عزّ ذو باطل و لو طلع من جبينه القمر» .

4.. «ألف» : يجهل .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
332

تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَ لاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ»۱، و قال في معنى التوسّط: «وَ لاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَ لاَ تُخَافِتْ بِهَا وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً»۲.

و قيل لبعضِ مَن يُسرِفُ في الخير: لا كَرَمَ في الإسراف! فقال: لا إسراف في الكرم!۳

و قيل: الإسراف النفقة في معصية اللّه‏، و الإقتار منع الحقوق في ذات اللّه‏ تعالى، و هو قول ابن عبّاس.۴

و قال عون بن عبد اللّه‏: ليس المُسرف مَن يَأكُلُ مالَه ؛ إنّما المسرفُ مَن يَأكل مالَ غيره.۵

و قال غيره: لو أنفَقَ جميع ماله في الحقّ ما كان إسرافا، و لو أنفَقَ مُدّا في باطل كان تبذيرا.۶

و فائدة الحديث: الحثّ على الطريق القصد الّذي هو مَنهَجٌ بين۷ الإسراف و التقتير ؛ و ذلك أنّ /۳۳۵/ كلا طَرَفَيه مذموم، و الواسطةُ محمودة.

و قد أحسَنَ الشاعرُ:

كِلا طَرَفَي كُلِّ۸ الاُمور ذَميم۹

1.. الإسراء ۱۷ : ۲۹ .

2.. الإسراء ۱۷ : ۱۱۰ .

3.. قال الحسن بن سهل يوما : الشَّرف في السَّرف . فقيل له : لاخيرَ في السَّرف . فقال : لا سرفَ في الخير . فردَّ اللفظة ، واستوفى المعنى . راجع : بهجة المجالس و اُنس المجالس لابن عبد البر ، ج ۲ ، ص ۶۱۴ .

4.. و نقل عن غيره أيضا . راجع : الكشف و البيان ، ج ۷ ، ص ۱۴۷ ؛ تفسير البغوي ، ج ۳ ، ص ۳۷۶ ؛ لباب التنزيل ، ج ۳ ،ص ۳۱۸ ، ذيل الآية ۶۷ من سورة الفرقان ۲۵ .

5.. نقل عنه في جامع البيان ، ج ۱۹ ، ص ۴۹ ، ح ۲۰۱۱۷ ، ذيل الآية ۶۷ من سورة الفرقان ۲۵ .

6.. نقل عن ابن جريح و مجاهد في : جامع البيان ، ج ۱۵ ، ص ۹۵ ؛ مجمع البيان ، ج ۶ ، ص ۲۴۴ ، ذيل الآية ۲۶ من سورةالإسراء ۷ .

7.. «ألف» : من .

8.في المصادر : قصد .

9.. عجز بيت لشاعر لم يذكر أحد اسمه . و تمام البيت على ما نقله الثعالبي هكذا :

لا تغل في شيء من الأمر واقتصد كلا طرفي قصد الأمر ذميم
و على ما نقله البغدادي مع بيت آخر قبله هكذا :

عليك بأوساط الاُمور فإنّها طريق إلى نهج الصواب قديمو لا تك فيها مُفْرِطا أو مفرِّطا كلا طرفي قصد الاُمور ذميم
راجع : يتيمة الدهر ، ج ۴ ، ص ۳۸۵ ؛ خزانة الأدب ، ج ۲ ، ص ۱۰۶ و ۱۰۷ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5557
صفحه از 488
پرینت  ارسال به