31
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن تَرَفَّقَ في أمره و تَثَبَّتَ أصاب ؛ أي بلغ الصواب، و كان بالحَريِّ أن لا تَزلّ رِجلُه، و لا يَأتي بما يُلام عليه، و بالعكس من ذلك «مَن عجل» ؛ لأنّه أقدَمَ على الأمر من غير تدبّر و نظر، و ذاك دأبُ العَجلان يَنتشر عليه أمرُه، و يتشعّب عليه رأيه.

و قال عليه‏السلام: التأنّي من الرحمن، و العجلة من الشيطان.۱

و قوله عليه‏السلام: «أو كاد» أي۲: أو كاد أن يصيب۳، و كاد أن يخطئ، فاختَصَر لتقدّم الفعل عليه.

و فائدة الحديث: الأمرُ بالتثبّت و الرفق، و النهي عن العجلة و الخُرق.

و راوي الحديث: عُقبة بن عامر.

۲۶۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن يَزرَعْ خَيراً يَحصُدْ رَغْبَةً، وَ مَن يَزرَعْ شَرّاً يَحصُدْ نَدَامَةً.۴

«الزَّرع»: الإنبات ؛ قال تعالى: «أَ فَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ»۵ فنَسَبَ الحرثَ الّذي هو إلقاء البذر في الأرض إليهم، و الزرعَ الّذي هو الإنبات إلى ذاته تبارك و تعالى ؛ لأنّه هو المُنبِت.

1.. السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱۰ ، ص ۱۰۴ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۸ ، ص ۱۹ ؛ تفسير البغوي ، ج ۲ ، ص ۱۶۴ . و ورد مضمونهفي : المحاسن ، ج ۱ ، ص ۲۱۵ ، ح ۱۰۱ ؛ تحف العقول ، ص ۴۳ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۲۴۸ ، ح ۲۰۸۱ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۶ ، ص ۱۲۹ .

2.. «ألف» : ـ أي .

3.. الفصيح : كادَ يُصيبُ ، بحذف «أن»؛ و «كاد» في هذا عكس «عَسى» ؛ إذ الفصيح : «عسى أن» . و حذفُ «أن» بعد «عسى» غير فصيح ؛ و لكنَّه صحيحٌ أيضا . عبد الستّار .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۳۲ و ۲۳۳ ، ح ۳۶۴ و ۳۶۵ ؛ العلل لأحمد بن حنبل ، ج ۲ ، ص ۳۷۳ ؛ المعجم الكبير ، ج ۹ ،ص ۱۰۶ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۳۳ ، ح ۱۷۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۹۳۴ ، ح ۴۳۶۰۳ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۴۵۸ ، ح ۱۹ ؛ تحف العقول ، ص ۴۸۹ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۵۲۷ ، ح ۱۱۶۲ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۴۶ مع اختلاف يسير في الأربعة الأخيرة .

5.. الواقعة ۵۶: ۶۳ ـ ۶۴ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
30

۲۶۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن لَم يَأخُذْ شارِبَهُ فَلَيسَ مِنَّا.۱

«الشارب»: اسم۲ الشَّعر النابت على أجراف۳ الشَّفَة العليا، و سُمِّي بذلك لأنّه يَشرب ما يشربه صاحبه و يبتلّ به.

و الكلام في هذا الحديث و «ليس منّا» كما تقدّم مِن أنّ معناه أنّه ليس من أخلاقنا.

و في الحديث: أحْفوا الشواربَ، و أعفوا اللُّحى.۴ و الإحفاء: أخذُ الشارب، و الإعفاء: التكثير، مِن عَفا شَعرُه أي كَثُرَ.

/۱۷۷/ و فائدة الحديث: الأمر بأخذ الشارب حتّى لا يتشبّه بالأكراد و الأتراك.

و راوي الحديث: زيد بن أرقم.

۲۶۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن تَأنَّى أَصابَ أَو كادَ، وَ مَن عَجِلَ أَخطَأَ أَو كادَ.۵

«الأناة»: التُّؤَدة، و هو اسمٌ مِن تَأنَّى، و «تأنّى» أي ترفّق و تنظّر، و استَأنيتُه أي انتظرت به، و الأناة من النساء: الوَقور.

قال سيبويه: أصله وَناةٌ من الوَني كأحَدٍ مِن وَحْدٍ، و آنيتُ الشيءَ إيناءً أخَّرتُه أتربّص به وقته.۶

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۲۹ ، ح ۳۵۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۳۶۶ و ۳۶۸ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۸۶ ، ح ۲۹۱۰ ؛سنن النسائي ، ج ۱ ، ص ۱۵ ؛ و ج ۸ ، ص ۱۳۰ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱ ، ص ۶۶ ، ح ۱۴ ؛ و ج ۵ ، ص ۴۰۶ ، ح ۹۲۹۳ . مكارم الأخلاق ، ص ۶۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۳ ، ص ۱۱۲ ، ح ۱۴ و فيه عن المكارم .

2.. «ألف» : ـ اسم .

3.. «ب» : أجواف .
و الجُرُف : ما أكل السيلُ مِن أسفل شقّ الوادي و النهر ، و الجمع أجراف و جُروف و جِرَفَة . انظر : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۲۵ جرف .

4.. عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۳۵ ، ح ۳۲ ؛ التحفة السنيّة ، ص ۹۹ ؛ الشرح الكبير لابن قدامة ، ج ۱ ، ص ۱۰۵ ؛ المحلّى لابن حزم ، ج ۲ ، ص ۲۲۰ .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۳۱ و ۲۳۲ ، ح ۳۶۲ و ۳۶۳ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۳ ، ص ۲۵۹ و ۳۰۰ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۷ ،ص ۳۱۰ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۴ ، ص ۱۵۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۸۷ ، ح ۸۵۷۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۹۹ ،ح ۵۶۷۸ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۲۹۵ ، ح ۹۴۳ .

6.. نقل عنه الجوهري في الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۷۴ أنا .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5395
صفحه از 488
پرینت  ارسال به