307
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

۴۸۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَمِطِ الأَذَى عَن طَريقِ المُسْلِمينَ تَكثُرْ حَسَناتُكَ.۱

«المَيْط»: التنحّي، و «الإماطة»: التنحية، و قد يقال: مِطتُ غيري و أمَطْتُه، و ظاهر الحديث واضح، و الأولى أن يكون معناه كفّ الأذى و المَعَرَّة۲ و المَضَرَّة عن الناس، و يكونُ ذكرُ الطريق مثلاً.

و قد قال عليه‏السلام: الإيمان بِضعةٌ و سبعون۳ بابا ؛ أدناها إماطةُ الأذى،۴ و أعلاها كلمةُ۵ لا إله إلاّ اللّه‏.۶

و إنّما قال عليه‏السلام: «تكثر حسناتك» لأنّ ترك القبيح إحدى الطاعتين، و الإنسان يَستحقّ المدح و الثواب بأحد شيئين ؛ بفعل الحسن و ترك القبيح.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَجَنَّبوا أذى المسلمين، و اكفوهم شَرَّكم إن لم تُولُوهم خيركم۷، و اتركوهم كفافا.

و فائدة الحديث: الأمر /۳۲۵/ بتجنّب الأذى و ما يَكرهه الأخُ المسلم.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۳۰ ، ح ۷۳۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۴۲۳ و ۴۲۴ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۲۲۸ ؛ صحيحمسلم ، ج ۸ ، ص ۳۴ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۲۱۴ ، ح ۳۶۸۲ ؛ فتح الباري ، ج ۵ ، ص ۸۴ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱۳ ، ص ۴۲۲ ، ح ۷۴۲۷ مع الاختلاف في الأربعة الأخيرة .

2.. المَعَرَّة : الأذى ، و تلوُّن الوجه في الغضب ، و الجناية ، و الإثم ، و الأمر القبيح المكروه . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۵۵۶ ـ ۵۵۸ عرر .

3.. في المصدر : «بضع و ستّون أو سبعون» .

4.. فى المصدر : + «عن الطريق» .

5.. في المصدر : «و أرفعها قول» .

6.. سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۲۲ ، ح ۵۷ . و روي مع تفاوت في بعض الألفاظ في صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۴۶ ؛ الجامعالصغير ، ج ۱ ، ص ۴۷۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۳۵ ، ح ۵۲ .

7.. يقال : أوليتُ فلانا خيرا ، و أوليته شرّا كقولك : سُمْتُه خيرا و شرّا ، و أولَيتُه معروفا إذا أسديتَ إليه معروفا . و أولى على اليتيم : أوصى . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۴۱۲ ـ ۴۱۳ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
306

و روي عنه عليه‏السلام: اللّهمّ ارزقْ۱ آلَ محمّد العَفافَ و الكَفاف.۲

و قد أخَذَ هذا المعنى محمودُ بن الحسن الورّاق فقال:

لا تَنظُرَنَّ إلى ذَوي المال المؤثَّلِ۳ و الرِّياشِ

فتَظَلَّ موصولَ النهار بحسرةٍ قَلِقَ الفِراشِ

و انظر إلى مَن كان مِثلَك أو نظيرَك في المعاشتَقْنَعْ بعَيشك كيف كان و تَرْضَ منه بانتعاش۴

و أخَذَه بعضُ المتأخّرين۵ أيضا فقال و۶ أحسَنَ:

مَن شاءَ عَيشا رَخيّا۷ يستفيد به

في دِينه ثمّ في دنياه إقبالا

فليَنظُرنّ إلى مَن فوقَه أدباو لْيَنظُرَنّ إلى مَن دونَه مالا۸

و فائدة الحديث: الأمر بالقناعة و الشكر على ما رَزَقَ اللّه‏ُ، و كَفِّ النفْس عن طلب الفضول و النظر إلى أموال الأغنياء، و إعلامُ أنّ هذا أجدَرُ حرمةً لنعمة اللّه‏ الّتي رَبَطَها عنده۹ اعترافا بها و شكرا عليها.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

1.. في الكافي والنوادر : + «محمّدا و آل محمد و من أحبّ محمّدا و» . و في المشكاة : + «محمّدا و» .

2.. الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۴۰ ، باب الكفاف ، ح ۳ ؛ النوادر للراوندي ، ص ۱۲۴ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۲۲۵ .

3.. «ب» : المؤتل .

4.. ربيع الأبرار ، ج ۵ ، ص ۹۲ مع اختلاف ؛ فيض القدير ، ج ۳ ، ص ۷۸ ، ذيل الرقم ۲۷۴۲ .

5.. هو أبو الفتح البستي الشاعر المشهور ، و قد اختلف في سنة وفاته بين ۴۰۰ ـ ۴۰۱ هـ . راجع : وفيات الأعيان ، ج ۳ ،ص ۳۷۶ ـ ۳۷۸ .

6.. «ألف» : ـ و .

7.. «ألف» : ـ «رخيّا» . و في تاريخ مدينة دمشق : «رخيصا» .

8.. يتيمة الدهر ، ج ۴ ، ص ۳۷۹ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۴۳ ، ص ۱۶۶ .

9.. «ب» : + و .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5595
صفحه از 488
پرینت  ارسال به