243
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و فائدة الحديث۱: الأمر بالتفريج۲ عن القلوب الّتي كَدَّتْها۳ العباداتُ بساعةِ فراغٍ و راحةٍ و لذّةٍ حلال.

و رُوي عن أمير المؤمنين عليه‏السلام: إنّ للقلوب شَهوةً و إقبالاً و إدبارا، فأتوها مِن قِبَلِ شَهوَتِها و إقبالها ؛ فإنّ القلب إذا اُكره عَمِيَ.۴

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۴۳۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اعتَمُّوا تَزدادُوا حِلماً.۵

«اعتَمَّ الرجُلُ»: إذا لَبِسَ۶ العِمامةَ، و كذلك تَعَمَّمَ، و عُمِّمَ الرجُلُ: إذا سُوِّدَ۷، و هو في معنى قوله عليه‏السلام: العمائم تيجانُ العرب.۸

و معنى الحديث: أنّه قد تُعُورِفَ مِن حالِ اُولي المُروءات و۹ أهل الحلم و العِلْمِ و المشايخ التعمّم بخلاف الطَّغام۱۰ و الجَهَلَة ؛ فإنّ القَلانسَ لباسُهم و المَشادَّ و أمثالَ ذلك، فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَعمَّموا إمّا حلما أو تحلّما، و تشبُّها بالمشايخ و أهل المروّة. و قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خيرُ

1.. «ألف» : ـ الحديث .

2.. «ألف» : بالتفريح .

3.. «ألف» : أكدتها .

4.. نهج البلاغة ، الحكمة ۱۹۳ ؛ خصائص الأئمّة ، ص ۱۱۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۰ ، ص ۶۱ ، ح ۴۱ .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۹۳ ، ح ۶۷۳ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۱۹۳ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱ ، ص ۱۹۴ ، ح ۵۱۷ ؛ وج ۱۲ ، ص ۱۷۱ ؛ فتح الباري ، ج ۱۰ ، ص ۲۳۲ . مكارم الأخلاق ، ص ۱۱۹ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۹۶ ، ح ۲۰۲ مع اختلاف يسير فيه ؛ وسائل الشيعة ، ج ۵ ، ص ۵۷ ، ح ۵۱۹۳ ؛ التحفة السنية ، ص ۳۱۵ .

6.. «ألف» : اعتمّ .

7.. لأنَّ تيجان العرب العمائم ، فكلَّما قيل في العجم تُوِّج من التاج قيل في العرب عُمِّم . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۴۲۵ عمم .

8.. الكافي ، ج ۶ ، ص ۴۶۱ ، ح ۵ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۱۵۹ ، ح ۵۶۶ ؛ المجازات النبويّة ، ص ۲۰۰ ، ح ۱۵۶ ؛ مسندالشهاب ، ج ۱ ، ص ۷۵ ، ح ۶۸ .

9.. «ألف» : ـ و .

10.. الطَّغام و الطغامة : أراذل الطير و السباع ، و هما أيضا أراذل الناس و أوغادُهم . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۳۶۸ طغم .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
242

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا تُلِحّوا۱ على أنفسكم بالعبادة فتَحطِموها و تَكْسِروها.

و هذا كقوله عليه‏السلام: إنّ هذا الدِّين مَتين، فأوغِلْ فيه برفق،۲ الحديث.

فيقول: فَرِّجوا عن القلوب بساعةِ شهوةٍ أو فراغٍ ؛ فإنّها تَكِلُّ عن العمل الذَّريع۳.

و قوله عليه‏السلام: «ساعة» ظرف لقوله: «روّحوا»، و۴ الباء في «بساعة» للآلة أي: رَوِّحوها بساعةِ راحةٍ عن الكَلال وترفيهٍ مِن حمل الأثقال. و لو قال عليه‏السلام: «ساعةً» و قَطَعَ، لكان الكلام لَعَمري مفيدا ؛ إلاّ أنّه بَيَّنَ و حَقَّقَ و أكَّدَ بقوله عليه‏السلام: «بساعةٍ»، و يجوز أن يكون قوله عليه‏السلام «ساعة بساعة» في موضع الحال، و التقدير: رَوِّحوا القلوبَ متعاقِبا ساعتا۵ كَلالها و جَمامها۶، و يجوز أن يكون التقدير: مستبدِلين ساعةَ الكَلال /۲۹۵/ بساعة الجمام۷.

و كان النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يَمزَح في الأحايين، و قال عليه‏السلام: أنا أمزح، و لا أقول إلاّ حقّا!۸ لقوله عليه‏السلام لِأنس: يا ذا الاُذُنين!۹ و لكلّ واحدٍ اُذنان، و يجوز أن يكون ذلك حقيقةً ؛ كأنّه يعني به إمكانَ الإدراك ؛ لمكان أنّ له اُذنين. و عُيّب أميرُ المؤمنين عليه‏السلام بكثرة الدُّعابة۱۰، و كان السلف الصالح رحمهم‏الله يَمزَحون.

1.. «ألف» : لا تجلوا .

2.. الكافي ، ج ۲ ، ص ۸۷ ، ح ۶ ؛ المجازات النبويّة ، ص ۲۶۰ ، ح ۲۰۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱ ، ص ۱۱۰ ، ح ۲۷۰ .

3.. الذريع : السريع . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۹۷ ذرع .

4.. «ألف» : ـ و .

5.. «ألف» : ساعة .

6.. الجَمام : الراحة . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۱۰۵ جمم .

7.. هذا عكس ما يقتضيه السياق ، و الصواب أن يقال هنا : مستبدلين ساعةَ الجمام بساعة الكلال ؛ لأنَّ «الباءَ» إنَّما تدخلعلى المتروك لا على المختار في الاستبدال ؛ قال تعالى حكايةً عن بعض أنبيائه عليهم الصلاة و السلام : «قال أَتَسْتَبْدِلُوْنَ الَّذِيْ هُوَ أَدْنى بِالَّذِيْ هُوَ خَيْر» ، و قد سبق التنبيه عليه . عبد الستّار .

8.. مكارم الأخلاق ، ص ۲۱ ؛ المناقب لابن شهرآشوب ، ج ۱ ، ص ۳۸۵ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۱ ، ص ۲۹۸ ؛ الفائق في غريب الحديث ، ج ۳ ، ص ۲۰۳ .

9.. المناقب لابن سليمان الكوفي ، ص ۱۱۳ ، ح ۶۲ ؛ المناقب لابن شهرآشوب ، ج ۱ ، ص ۱۲۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۱۷ و ۲۴۲ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۷۷ ، ح ۵۰۰۲ .

10.. الدُّعابة : المزاح . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۳۷۶ دعب .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5671
صفحه از 488
پرینت  ارسال به