223
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

إشارة إلى أن لا يَستنكفَ الإنسانُ مِن الإحسان إليهم و إن كان قليلاً فهو مَثَل.

و عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهماالسلام، قال: لمّا ابتَلَعَ يونسَ الحوتُ خَرَقت۱ به البحارَ السبعَ في أسرَعَ مِن طرفة العين، فمرّتِ الحوتُ بقارونَ و معه مَلَكٌ موكَّل بعذابه، فلمّا سَمِعَ قارونُ تسبيحَ يونس عليه‏السلام بالعبرانيّة قال للملك الموكَّل بعذابه: من هذا؟ فأوحى اللّه‏ تعالى إليه أن: أعلِمْه أنّه يونسُ بنُ مَتّى نبيّ اللّه‏ عليه‏السلام. فأعلَمَه، فقال قارون للملك: ائذن لي أن اُكلِّمَه. فأوحى اللّه‏ إليه أن ائذَنْ له. فقال له قارون: يا يونس، ما فعل ابنُ أخي هارون بن عِمران؟ قال: مات. قال: فما فعل ابنُ أخي موسى بن عمران؟ قال: مات. قال: ما فعلتْ بنت أخي كلثوم بنت عمران؟ قال: ماتت. قال: فبكى قارون و قال: وا انقطاع رحماه! فأوحى اللّه‏ تعالى إلى الملك الموكّل بعذابه: ارفَعْ عن قارونَ العذاب أيّام الدنيا بذكره لرحِمِه و بكائه عليها.۲

و فائدة الحديث: الأمر بصلة الرحم.

و راوي الحديث: سويدُ بنُ عامر الأنصاريّ.

۴۲۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَهَادَوا تَزدادُوا حُبّاً، وَ هاجِرُوا تُورِثُوا أَبناءَكُم مَجداً، وَ أَقيلُوا الكِرامَ عَثَراتِهِم.۳

«الهديّة»: التحفة تُهدِيها إلى غيرك، و الجمع الهدايا، و المِهدى: الطَّبَق الّذي يُهدى عليه، و المِهداء: الكثير الإهداء، و التَّهادي: أن /۲۸۷/ تُهدِيَ إلى صاحبِك و يُهدي صاحبُك إليك.

و«المهاجرة»: الهِجرة و هي مفارقة دار الكفر إلى دار الإيمان، و أصل الهَجْر: التَّرك. و «المَجد»: السَّعة في الكَرَم، و قد مَجَدَ يَمجُد مَجْدا و مَجادةً، و هو مِن قولهم: مَجَدَتِ الإبلُ إذا حَصَلتْ في مرعًى واسع، و قد أمجَدَها الراعي، و في كلامهم: في كلّ شجرةٍ نارٌ، و

1.. «ألف» : حرقت . و يُقرأ في «ب» : حزقت .

2.. تفسير القمي ، ج ۱ ، ص ۳۱۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۴ ، ص ۳۹۱ ، ح ۱۱ ؛ قصص الأنبياء للراوندي ، ص ۲۵۳ ، ح ۳۲۳ معاختلاف في اللفظ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۸۰ ، ح ۶۵۵ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۶ ، ص ۵۴ و فيه الفقرة الاُولى فقط ؛ نزهة الناظر و تنبيهالخاطر ، ص ۱۹ ، ح ۴۵ ؛ الأمثال لأبي الشيخ ، ص ۱۲۵ ؛ التلخيص ، ج ۳ ، ص ۷۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۱۸ ، ح ۳۳۷۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۱۱۰ ، ح ۱۵۰۵۷ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۱۶۲ ، ح ۴۸۸ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
222

قال أبو عُبيد۱: بَلَلتُ رحِمي أبُلُّها بَلاًّ و بِلالاً: إذا وَصَلتَها و نَدَّيتَها بالصلة، و هم يقولون: القطيعة يُبسٌ، قال:

فلا توبِسوا۲ بيني و بينكم الثَّرَى

فإنّ الّذي بيني و بينكم مُثْرِي۳

و«الأرحام»: القَرابات، و الواحد رَحِمٌ و رِحْمٌ، و قيل۴: إنّ أصل الرحِم مِن رحِمِ المرأة ؛ لأنّ ذوي القرابات خارجون من رحمٍ واحدة، و «أرحامكم» أي اُولي أرحامكم.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: نَدُّوا إلى قرابتكم بخير يصل إليهم منكم.

و قوله عليه‏السلام: «و لو بالسلام» يعني: و لو لم يكن إلاّ سلاما و تحيّة.

وحثّ عليه‏السلام على ذلك بقوله أيضا: صلة الرحِم تَزيد في العمر.۵

و روي عنه عليه‏السلام أنَّه۶: لمّا خَلَقَ اللّه‏ُ تعالى الرحِمَ قال: /۲۶۴/ أنا الرحمن، و أنت الرحم۷، شَققتُ اسمَك مِن اسمي ؛ فمَن وَصَلَك وصلتُه، و من قَطَعَك بَتَتُّه۸.۹

و ليس معنى الحديث الأمر بالتسليم فحسب ؛ بل معناه الأمر بالإحسان إليهم و المواساة لهم و التعطّف عليهم و الحَفاوة بهم و الدُّنُوُّ منهم و الكفّ عنهم. و ذكر السلام

1.. راجع : غريب الحديث لابن سلاّم ، ج ۱ ، ص ۳۴۷ ؛ لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۶۴ بلل .

2.. «ألف» : تويسوا .

3.. في المخطوطتين : «مثر» خلافا للمصادر . و البيت لجرير ؛ اُنظر : الأمالي لأبي علي القالي ، ص ۱۰۰ ؛ سمط اللآلي ، ج ۱ ،ص ۲۹۲ ؛ طبقات فحول الشعراء ، ج ۱ ، ص ۱۸۳ .

4.. راجع : شرح العينيّة الحميريّة ، للفاضل الهندي ، ص ۴۱۵ .

5.. قرب الإسناد ، ص ۷۶ ، ح ۲۴۴ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۳۳۱ ؛ معاني الأخبار ، ص ۲۶۴ ، ح ۱ ؛ عمدة القاري ، ج ۱۱ ،ص ۱۸۱ ؛ الأدب المفرد ، ص ۲۴ .

6.. «ألف» : ـ أنّه .

7.. «ألف» : الرحيم .

8.. «ب» : بَتتّه .

9.. راجع : معاني الأخبار ، ص ۳۰۲ ، ح ۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۴ ، ص ۹۵ ، ح ۲۵ ؛ المفردات للراغب ، ص ۱۹۱ رحم .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5256
صفحه از 488
پرینت  ارسال به