الفم من السُّرور، يقال: ضَحِكَ يَضحَك ضَحْكا و ضِحْكا أربعَ لغات، و الضحك قيل: إنّه من قبيل الاعتقاد، و يقال۱: إنّه لا يَضحك مِن الحيوان إلاّ الإنسانُ و القِرَد. و قد تقدّم ذكر ذلك.
يقول صلىاللهعليهوآله: عجبتُ لمن يَغفُل عن اُموره الاُخرويّة من /۲۳۹/سؤال۲ القبر و الحساب و الحشر۳ و النشور، و السؤالِ في عرصة القيامة، و الوقوفِ بين كفّتي الميزان و تطاير الكتب، و الجواز على الصراط، و الترجّح بين رجاء الرحمة و مخافة العذاب، و كلّ ذلك بين يدي العبد، و اللّه تعالى غير غافل عنه، و كلّ ما يشرع فيه فهو بعينه عزّ و علا ؛ و عجبت لِمن۴ أمّل الدنيا، و حَبَسَ نفسَه على حبّها، و قَصَرَ أوقاتَه القصيرةَ العزيزةَ على طلبها، عنها يُنافِح۵، و عليها يُكاوح۶، و الموت يراصده صباحا و مساءً، و عَجبت لمن يَستغرب ضَحكا۷ و هو لا يعلم أ يَرضى اللّهُ تعالى ضحكه هذا أم يَسخَطه؟!
و قوله عليهالسلام: «مِلءَ» فيه نصبٌ بصفة مصدرٍ محذوف، و التقدير: لِضاحكٍ ضحكا مِلْءَ فيه.
و فائدة الحديث: النهي عن الغفلة و الاغترار و الضحك، و كلّ ذلك ممّا يفتِّر العبدَ و يباعده عن الخير.
و راوي الحديث: عبد اللّه بن مسعود رضىاللهعنه.