177
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

۳۸۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: يَا عَجَباً كُلَّ العَجَبِ لِلمُصَدِّقِ بِدَارِ الخُلُودِ وَ هُوَ يَسعَى لِدَارِ الغُرُورِ!۱

هذا في كلام له صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: يا عجبا كلّ العجب للشاكِّ في قدرة اللّه‏ تعالى و هو يرى خَلقه! يا عجبا للمكذِّب۲ بالنشأة الاُخرى و هو يرى الاُولى! و يا عجبا كلّ العجب للمكذّب بنشور الموت و هو يموت كُلَّ يومٍ و ليلةٍ و يحيى! و يا عجبا كلَّ العجب۳ للمصدِّق بدار الخلود و هو يسعى لدار الغرور! و يا عجبا كلّ العجب للمختال الفخور، و إنّما خُلق مِن نطفةٍ، ثمّ يَعود جيفةً، و هو بين ذلك لا يدري ما يُفعل به؟!۴

«العَجَب» و التعجّب: حالةٌ تَعرِض للإنسان عند جهله بسبب الشيء، و قيل: العَجَب: ما لا يُعرَف سببه، و لا يوصَف اللّه‏ تعالى بذلك ؛ لأنّه عالم لذاته.

و قوله عليه‏السلام: «عجبا» الألف فيه بدل من الياء ؛ لأنَّهم كثيرٌ ما يَفزعون۵ من الكسرة إلى الفتحة طلبا للخِفّة، كأنّه ينادي عَجَبَ نفسِه و يَستحضره لِما يَرى و يَستبدع، و هذا على التشبيه و التمثيل، و إلاّ فالعَجَبُ لا يُنادى، /۲۴۰/و هذا كقول القائلة۶: «و هل /۲۶۳/ جزعٌ إن قلتُ: وا بأبا هما۷» أي بأبي هما ؛ أي هما۸ مفديان بأبي، و إن كانت داخلةً على نكرةٍ أي: عجبتُ غايةَ العَجَب!۹ و يجوز أن يكون «كلّ العجب» بدلاً من عجبي، و يجوز أن يكون حالاً من عجبي، و يجوز أن يكون المنادى محذوفا ؛ أي: يا قوم، عجبتُ عجبا!

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۴۷ ، ح ۵۹۵ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۵ ، ص ۱۴۹ ؛ فتح القدير ، ج ۴ ، ص ۲۱۳ ؛ شرح نهج البلاغة لابنأبي الحديد ، ج ۱۹ ، ص ۳۳۰ . المحاسن ، ج ۱ ، ص ۲۴۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۵ ، ص ۱۸۴ ، ح ۱۰ (عن المحاسن) ؛ جامع السعادات ، ج ۲ ، ص ۱۹ .

2.. «ألف» : للمرء يكذِّب .

3.. «ألف» : ـ كلّ العجب .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۴۸ ، ح ۵۹۵ ؛ المحاسن ، ج ۱ ، ص ۲۴۲ ، ح ۱۳۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۸ ، ص ۱۸۴ ، ح ۱۰ .

5.. «ألف» : يقرّبون .

6.. «ألف» : القائل .

7.. هذا على لغة بني الحارث بن كعب . عبد الستّار .

8.. «ألف» : ـ أي هما .

9.. «ب» : ـ و إن كانت داخلةً . . . غاية العجب .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
176

الفم من السُّرور، يقال: ضَحِكَ يَضحَك ضَحْكا و ضِحْكا أربعَ لغات، و الضحك قيل: إنّه من قبيل الاعتقاد، و يقال۱: إنّه لا يَضحك مِن الحيوان إلاّ الإنسانُ و القِرَد. و قد تقدّم ذكر ذلك.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: عجبتُ لمن يَغفُل عن اُموره الاُخرويّة من /۲۳۹/سؤال۲ القبر و الحساب و الحشر۳ و النشور، و السؤالِ في عرصة القيامة، و الوقوفِ بين كفّتي الميزان و تطاير الكتب، و الجواز على الصراط، و الترجّح بين رجاء الرحمة و مخافة العذاب، و كلّ ذلك بين يدي العبد، و اللّه‏ تعالى غير غافل عنه، و كلّ ما يشرع فيه فهو بعينه عزّ و علا ؛ و عجبت لِمن۴ أمّل الدنيا، و حَبَسَ نفسَه على حبّها، و قَصَرَ أوقاتَه القصيرةَ العزيزةَ على طلبها، عنها يُنافِح۵، و عليها يُكاوح۶، و الموت يراصده صباحا و مساءً، و عَجبت لمن يَستغرب ضَحكا۷ و هو لا يعلم أ يَرضى اللّه‏ُ تعالى ضحكه هذا أم يَسخَطه؟!

و قوله عليه‏السلام: «مِل‏ءَ» فيه نصبٌ بصفة مصدرٍ محذوف، و التقدير: لِضاحكٍ ضحكا مِلْ‏ءَ فيه.

و فائدة الحديث: النهي عن الغفلة و الاغترار و الضحك، و كلّ ذلك ممّا يفتِّر العبدَ و يباعده عن الخير.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن مسعود رضى‏الله‏عنه.

1.. «ألف» : قيل .

2.. «ألف» : يسهل .

3.. «ألف» : ـ و الحشر .

4.. «ألف» : من .

5.. نافَحْتُ عن فلان : خاصَمتُ عنه . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۶۲۳ نفح .

6.. «ألف» : يكادح .
و كاوحتُ فلانا مكاوَحةً إذا قاتلته فغلبته . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۷۵ كوح .

7.. استَغربَ في الضحك ، و استُغرِب : أكثَرَ منه . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۶۴۱ غرب .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5574
صفحه از 488
پرینت  ارسال به