163
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و عن أبي عمرو قال: قال حمّاد۱ الراوية۲: أنفقتُ على الأدب أربعةَ ألفِ دينار، و على الحديث أربعة ألف دينار، فليت ما أنفقته على الحديث أنفقته على الأدب ؛ فإنّ النصارى كفروا إذا صَحَّفوا۳ في حرفٍ أوحى اللّه‏ُ تعالى إلى عيسى عليه‏السلام: أنا وَلَّدْتُك، و أنت نبيٌّ. فصَحَّفوا۴ و قرؤوا: أنا وَلَدْتُك، /۲۵۷/ و أنت بُنَيَّ!۵

و ذُكرتْ۶ عند عُمَرَ بنِ هُبيرةَ الفصاحةُ، و كان أميرَ البصرة، فقال: ما يستوي رجلان دينُهما واحد و مروّتهما واحدة، غيرَ أنّ أحدَهما يَلحَن و الآخر لا يلحن، إلاّ كان الّذي لا يلحن أفضلَهما في الدنيا و الآخرة، فقيل: فضله في الدنيا لفصاحته، فكيف صار خيرا منه في الآخرة؟ قال: لأنّه يَقرأ كتابَ اللّه‏ تعالى على ما اُنزل، و الّذي يَلحن يَزيدُ فيه و يَنقصُ. فقالوا: صَدَقَ الأمير.۷

و فائدة الحديث: الأمر بإصلاح اللسان و تقويمه بتعلّم النحو و التصريف.

و راوي الحديث: عمر بن الخطّاب رضى‏الله‏عنه.

۳۷۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: رَحِمَ اللّه‏ُ عَبداً قَالَ خَيراً فَغَنِمَ، أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ.۸

مَدَحَ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الناطقَ بالخير الغانمَ بثوابه و الساكتَ إن لم يَقدر على كلام الخير، و هذا مِثل

1.. حمّاد بن سابور بن المبارك ، أوّل من لُقِّب بالراوية ، و كان من أعلم الناس بأيّام العرب و أشعارها و أخبارها . هو الذي جمع السبع الطوال . توفِّي في بغداد سنة ۱۵۵ هـ . راجع : الأعلام ، ج ۲ ، ص ۲۷۱ .

2.. «ب» : ـ الراوية .

3.. «ألف» : ـ إذا صَحَّفوا .

4.. «ألف» : فَصَحّفته .

5.. لم نعثر عليه .

6.. «ألف» : ذُكر .

7.. راجع : تاريخ مدينة دمشق ، ج ۴۵ ، ص ۳۸۰ .

8.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۳۸ و ۳۳۹ ، ح ۵۸۱ و ۵۸۲ و فيه : ـ «خيرا» ؛ كتاب الصمت و آداب اللسان لابن أبي الدنيا ، ص ۴۸ ، ح ۴۱ ؛ أدب المجالسة لابن عبد البرّ ، ص ۴۲ ، ح ۳۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۱ ، ح ۴۴۲۵ و ۴۴۲۶ . كتاب سليم بن قيس ، ص ۳۶۸ ؛ المحاسن ، ج ۱ ، ص ۱۵ ؛ علل الشرائع ، ج ۲ ، ص ۶۰۶ ، ح ۸۰ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۶۶ ، ح ۱۸۴ (مع اختلاف يسير في الأربعة الأخيرة) .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
162

يَعملون عليه. فقال: كيف أصنع؟ فهداه إلى الرفع و النصب و الجرّ، أو كما قال و فعل. و قد رُوي مِن وجوه: أنّ أبا الأسود فَتق علمَ النحو من عند أمير المؤمنين صلوات اللّه‏ عليه و آله، ثمّ بنوا عليه على مرّ السنين و الأعوام فزادوا و شَرَحوا.۱

و روي: أنّ عمر بن الخطّاب مرّ بقوم يَرمون نبلاً۲ فعابَهم فقالوا: إنّا قومٌ متعلّمين. فقال: لَحنُكم أشدّ علَيَّ مِن سوء رميكم، سمعت رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يقول: رَحِمَ اللّه‏ُ امرأً أصلَحَ مِن لسانه.۳

و كانت العَرَب العارِبة۴ يتكلّمون بطِباعهم و جِبِلَّتهم ؛ فلا يلحنون أصلاً، و لا يَعرفونه قطعا ؛ حتّى رُوي۵ أنّ ذا الرُّمّة۶ سَمِعَ إنسانا يَذكر غيره و يقول: «عليه لعنةَ اللّه‏!» بفتح التاء، فظَنَّ أنّه قد۷ ثنّى اللعنةَ فقال: عليه لعنتا اللّه‏! فقال: له! ما رضيتَ /۲۳۲/ له الواحدةَ حتّى شفعتَها باُخرى؟! فكأنّه ظنّ أنّ اللحن غير ممكن.

و قال عبدُ الملك بنُ مَروان: تعلّموا العربيّة ؛ فإنّها المروّة الظاهرة، و إنّها من كلام اللّه‏ و كلام ملائكته و كلام النبيّين عليهم‏السلام.۸

و قال أيضا: استَصلِحوا مِن لسانكم ؛ فإنّكم تَجدون في النوائب مَن يُعيركم ثيابَه و دوابَّه، و لا تجدون مَن يعيركم لسانه.۹

1.. روي ما يقرب من هذا في : مناقب آل أبي طالب ، ج ۱ ، ص ۳۲۴ و ۳۲۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۰ ، ص ۲۸۲ و ۲۸۳ ،ح ۲۹۴۵۶ و ۲۹۴۵۷ .

2.. «ألف» : ـ نبلاً .

3.. فيض القدير ، ج ۴ ، ص ۳۱ ؛ ضعفاء العقيلي ، ج ۳ ، ص ۳۹۶ ، ح ۱۴۳۴ .

4.. العرب العاربة : هم الخُلَّص منهم ، كقولك لَيلٌ لائل . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۵۸۶ عرب .

5.. «ألف» : ـ روي .

6.. الشاعر المشهور ، و اسمه غَيلان بن عُقبَةَ ، و هو مِن مُهَر العدنانيّة ، و قيل : فُتح الشعر بامرئ القيس ، و خُتم بذي الرمّة . له ديوان مطبوع في كمبريج . راجع : الأعلام ، ج ۵ ، ص ۳۲۰ .

7.. «ألف» : ـ قد .

8.. راجع لهذا و نحوه : الأحاديث و الآثار الواردة في فضل اللغة العربية لأحمد الباتلي ، ص ۸۹ ، مع اختلاف .

9.. لم نعثر عليه .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5391
صفحه از 488
پرینت  ارسال به