و عن أبي عمرو قال: قال حمّاد۱ الراوية۲: أنفقتُ على الأدب أربعةَ ألفِ دينار، و على الحديث أربعة ألف دينار، فليت ما أنفقته على الحديث أنفقته على الأدب ؛ فإنّ النصارى كفروا إذا صَحَّفوا۳ في حرفٍ أوحى اللّهُ تعالى إلى عيسى عليهالسلام: أنا وَلَّدْتُك، و أنت نبيٌّ. فصَحَّفوا۴ و قرؤوا: أنا وَلَدْتُك، /۲۵۷/ و أنت بُنَيَّ!۵
و ذُكرتْ۶ عند عُمَرَ بنِ هُبيرةَ الفصاحةُ، و كان أميرَ البصرة، فقال: ما يستوي رجلان دينُهما واحد و مروّتهما واحدة، غيرَ أنّ أحدَهما يَلحَن و الآخر لا يلحن، إلاّ كان الّذي لا يلحن أفضلَهما في الدنيا و الآخرة، فقيل: فضله في الدنيا لفصاحته، فكيف صار خيرا منه في الآخرة؟ قال: لأنّه يَقرأ كتابَ اللّه تعالى على ما اُنزل، و الّذي يَلحن يَزيدُ فيه و يَنقصُ. فقالوا: صَدَقَ الأمير.۷
و فائدة الحديث: الأمر بإصلاح اللسان و تقويمه بتعلّم النحو و التصريف.
و راوي الحديث: عمر بن الخطّاب رضىاللهعنه.
۳۷۶.قوله صلىاللهعليهوآله: رَحِمَ اللّهُ عَبداً قَالَ خَيراً فَغَنِمَ، أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ.۸
مَدَحَ صلىاللهعليهوآله الناطقَ بالخير الغانمَ بثوابه و الساكتَ إن لم يَقدر على كلام الخير، و هذا مِثل
1.. حمّاد بن سابور بن المبارك ، أوّل من لُقِّب بالراوية ، و كان من أعلم الناس بأيّام العرب و أشعارها و أخبارها . هو الذي جمع السبع الطوال . توفِّي في بغداد سنة ۱۵۵ هـ . راجع : الأعلام ، ج ۲ ، ص ۲۷۱ .
2.. «ب» : ـ الراوية .
3.. «ألف» : ـ إذا صَحَّفوا .
4.. «ألف» : فَصَحّفته .
5.. لم نعثر عليه .
6.. «ألف» : ذُكر .
7.. راجع : تاريخ مدينة دمشق ، ج ۴۵ ، ص ۳۸۰ .
8.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۳۸ و ۳۳۹ ، ح ۵۸۱ و ۵۸۲ و فيه : ـ «خيرا» ؛ كتاب الصمت و آداب اللسان لابن أبي الدنيا ، ص ۴۸ ، ح ۴۱ ؛ أدب المجالسة لابن عبد البرّ ، ص ۴۲ ، ح ۳۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۱ ، ح ۴۴۲۵ و ۴۴۲۶ . كتاب سليم بن قيس ، ص ۳۶۸ ؛ المحاسن ، ج ۱ ، ص ۱۵ ؛ علل الشرائع ، ج ۲ ، ص ۶۰۶ ، ح ۸۰ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۶۶ ، ح ۱۸۴ (مع اختلاف يسير في الأربعة الأخيرة) .