المقتبَسات الجَمَّة، و كذلك كان صلىاللهعليهوآله يتكلّم بالكلمة الفَذَّة النافعة الفاتحة أبوابا من العلم، و لذلك قال أمير المؤمنين عليهالسلام: عَلَّمني ألفَ بابٍ يَفتح كُلُّ بابٍ ألفَ باب.۱
و في كلام عمر بن عبد العزيز: عَجِبتُ لِمَن لاحَنَ۲ الناسَ، كيف لا يَعرف جوامعَ الكلم؟!۳ أي: كيف لا يُنقِّحُ كلامَه مِن الفضول فيوجِزَه؟!
و قد فُسّرتْ جوامع الكَلِم بالقرآن الكريم ؛ يعني أنّ اللّه تعالى جَمَعَ بلطفه۴ في الألفاظ اليسيرة منه المعانيَ الكثيرة. و المعنى: بُعثتُ بالقرآن ؛ أي: و القرآن في /۲۵۳/ صحبتي. و على الوجه الأوّل يكون التقدير: بعثت بإيراد جوامع الكلم ـ أي بالتكلّم بجوامع الكلم۵ ـ و نصرت بالرعب ؛ معناه: أنّ اللّه تعالى قَذَفَ الرُّعبَ في قلوب الكفّار فلا يَسمعون بذِكره إلاّ /۲۲۸/جَبَنَت۶ قلوبُهم من دون المحاربة، و كانت مخافتُه تفعل في قلوبهم ما لا يفعله حَزُّ۷ السيف.
و سُئل أمير المؤمنين عليهالسلام: بم غَلبتَ الأقرانَ؟ قال عليهالسلام: كنت إذا قاتلتُ۸ قِرني قَدَّرتُ أنّي أقتله، و قَدّر هو مثلَ ذلك۹ فكانت نفسي و نفسه عليه. أو عليه كما قال.۱۰
1.. بصائر الدرجات ، ص ۳۲۵ ، ح ۱۱ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۷۳۷ ، ح ۱۰۰۴ ؛ الخصال ، ص ۵۷۲ ، ح ۱ ؛ و ص ۶۴۶ ،ح ۳۰ ؛ روضة الواعظين ، ص ۷۵ .
2.. في لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۳۸۰ لحن : قال عمر بن عبد العزيز : عجبت لمن لاحَنَ الناسَ و لاحنوه . . . أي فاطَنَهم و فاطنوه و جادلهم . و فاطَنَه في الحديث : راجَعَه . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۳۲۴ (فطن) .
3.. الفائق في غريب الحديث ، ج ۳ ، ص ۱۹۵ ؛ غريب الحديث لابن سلاّم ، ج ۲ ، ص ۲۳۲ .
4.. «ألف» : بلفظه .
5.. «ألف» : ـ أي بالتكلّم بجوامع الكلم .
6.. «ب» : نحبت .
7.. الحَزّ : قَطْعٌ في عِلاج . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۳۴ حزز .
8.. «ألف» : قابلت .
9.في هامش «ب» : أي أنَّ عليّا يقتله .
10.. لم نجده في المصادر، و الموجود في المصادر هكذا : ... و قيل لأمير المؤمنين عليهالسلام بِمَ غلبتَ الأقران؟ قال: بتمكُّنِ هيبتي في قلوبهم. راجع: المناقب لابن شهرآشوب، ج ۲، ص ۱۱۶ .