155
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و فائدة الحديث: إعلام أنّه عُلم مِن جهة اللّه‏ تعالى بتأييدٍ خاصٍّ إيرادُ الكلام المختصر المفيد الجامع للمعاني، أو۱ اُنزل عليه القرآن.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۳۷۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: نُصِرتُ بِالصَّبا، وَ اُهلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ.۲

«النَّصر» و «النُّصرة»: المعونة. و «الصَّبا» هي الريح الّتي تَضرب قَفا المصلِّي، و بإزائها «الدَّبور» ؛ و الشَّمال: الّتي تَضرب يمينَ المصلّي، و بإزائها الجَنوب، و قالوا: مَهبُّ الصبا المستوي أن تهُبّ مِن مطلع الشمس إذا استوى الليلُ و النهار، قالوا: و نَيِّحَتُها۳ الدَّبور يقول: صَبَتْ يَصْبو صُبُوّا، و زَعموا أنّ الدَّبور تُزعِج السحابَ، و تُشخِصه في الهواء، ثمّ تَسوقه، فإذا علا كَشفتْ عنه و استقبلَتْه۴ الصبا، فوَزّعْتُه بعضَه على بعضٍ حتّى يصير كِسَفا واحدا، و الجَنوب تُلحِقُ روادفَه به۵، و تَمُدّه من المَدَد، و الشَّمال تُمَزِّق السحاب، و الصابية: النُّكَيباء۶ و هي الّتي [تجري۷] بين۸ الصَّبا و الشمال، و الّذي في الحديث إشارةٌ

1.. «ألف» : و .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۳۴ و ۳۳۵ ، ح ۵۷۲ ـ ۵۷۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۲۲۳ و ۲۲۸ و ۳۲۴ ؛ صحيح البخاري ،ج ۲ ، ص ۲۲ ؛ و ج ۴ ، ص ۷۶ و ۱۰۸ ؛ و ج ۵ ، ص ۴۷ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۲۷ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱ ، ص ۱۲۸ . النوادر للراوندي ، ص ۱۰۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۱ ، ص ۳۶۳ ، ح ۲۶ ؛ و ج ۱۹ ، ص ۱۸۳ ، ح ۳۳ و فيهما عن النوادر للراوندي ؛ و ج ۵۷ ، ص ۱۹ ، ح ۲۱ (و فيه عن مسند الشهاب) .

3.. ناحَتِ المرأة تَنوح نَوحا و نُواحا و نِياحا . . . ، و التناوُح : التقابل ، و منه تناوُح الجبلين و تناوُح الرياح ، و منه سُمِّيَت النساءُ النوائح نوائحَ لأنّ بعضهنّ يقابل بعضا إذا نُحْنَ ، و كذلك الرياح إذا تقابلتْ في المَهَبِّ ؛ لأنّ بعضَها يناوح بعضا و يناسج ، فكُلُّ ريحٍ استطالتْ أثَرا فهَبَّتْ عليه ريحٌ طولاً فهي نَيِّحَتُه . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۶۲۸ نوح .

4.. «ألف» : عنه استفتلته .

5.. «ب» : ـ به .

6.. النُّكَيباء: مصغَّر النَّكْباء ، و النَّكباء : الريح الناكبة ، التي تنكُب عن مهابِّ الرياح القُوَّمِ ، فهي كلّ ريح مطلق أو من الرياح الأربع انحرفتْ و وقعت بين ريحين ؛ و هي تُهلِك المالَ ، و تحبس القِطر . أو النَّكباء الّتي لا يُختلف فيها و هي الّتي تَهُبُّ بين الصبا و الشمال . راجع : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۷۷۱ ؛ تاج العروس ، ج ۲ ، ص ۴۵۰ نكب .

7.. أصفناه من لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۴۵۲ صبو .

8.. «ب» : من .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
154

المقتبَسات الجَمَّة، و كذلك كان صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يتكلّم بالكلمة الفَذَّة النافعة الفاتحة أبوابا من العلم، و لذلك قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: عَلَّمني ألفَ بابٍ يَفتح كُلُّ بابٍ ألفَ باب.۱

و في كلام عمر بن عبد العزيز: عَجِبتُ لِمَن لاحَنَ۲ الناسَ، كيف لا يَعرف جوامعَ الكلم؟!۳ أي: كيف لا يُنقِّحُ كلامَه مِن الفضول فيوجِزَه؟!

و قد فُسّرتْ جوامع الكَلِم بالقرآن الكريم ؛ يعني أنّ اللّه‏ تعالى جَمَعَ بلطفه۴ في الألفاظ اليسيرة منه المعانيَ الكثيرة. و المعنى: بُعثتُ بالقرآن ؛ أي: و القرآن في /۲۵۳/ صحبتي. و على الوجه الأوّل يكون التقدير: بعثت بإيراد جوامع الكلم ـ أي بالتكلّم بجوامع الكلم۵ ـ و نصرت بالرعب ؛ معناه: أنّ اللّه‏ تعالى قَذَفَ الرُّعبَ في قلوب الكفّار فلا يَسمعون بذِكره إلاّ /۲۲۸/جَبَنَت۶ قلوبُهم من دون المحاربة، و كانت مخافتُه تفعل في قلوبهم ما لا يفعله حَزُّ۷ السيف.

و سُئل أمير المؤمنين عليه‏السلام: بم غَلبتَ الأقرانَ؟ قال عليه‏السلام: كنت إذا قاتلتُ۸ قِرني قَدَّرتُ أنّي أقتله، و قَدّر هو مثلَ ذلك۹ فكانت نفسي و نفسه عليه. أو عليه كما قال.۱۰

1.. بصائر الدرجات ، ص ۳۲۵ ، ح ۱۱ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۷۳۷ ، ح ۱۰۰۴ ؛ الخصال ، ص ۵۷۲ ، ح ۱ ؛ و ص ۶۴۶ ،ح ۳۰ ؛ روضة الواعظين ، ص ۷۵ .

2.. في لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۳۸۰ لحن : قال عمر بن عبد العزيز : عجبت لمن لاحَنَ الناسَ و لاحنوه . . . أي فاطَنَهم و فاطنوه و جادلهم . و فاطَنَه في الحديث : راجَعَه . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۳۲۴ (فطن) .

3.. الفائق في غريب الحديث ، ج ۳ ، ص ۱۹۵ ؛ غريب الحديث لابن سلاّم ، ج ۲ ، ص ۲۳۲ .

4.. «ألف» : بلفظه .

5.. «ألف» : ـ أي بالتكلّم بجوامع الكلم .

6.. «ب» : نحبت .

7.. الحَزّ : قَطْعٌ في عِلاج . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۳۴ حزز .

8.. «ألف» : قابلت .

9.في هامش «ب» : أي أنَّ عليّا يقتله .

10.. لم نجده في المصادر، و الموجود في المصادر هكذا : ... و قيل لأمير المؤمنين عليه‏السلام بِمَ غلبتَ الأقران؟ قال: بتمكُّنِ هيبتي في قلوبهم. راجع: المناقب لابن شهرآشوب، ج ۲، ص ۱۱۶ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5547
صفحه از 488
پرینت  ارسال به