147
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

۳۶۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ عَامَلَ النَّاسَ فَلَم يَظلِمْهُم، وَ حَدَّثَهُم فَلَم يَكذِبْهُم، وَ وَعَدَهُم فَلَم يُخلِفهُم ؛ فَهوَ مِمَّن كَمُلَتْ مُرُوَّتُهُ، وَ ظَهَرَتْ عَدَالَتُهُ، وَ وَجَبَت اُخُوَّتُهُ، وَ حَرُمَت غِيبَتُهُ.۱

هذا الحديث يشتمل على حسن المعاملة و المعايشة، فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن إذا عامَلَ الناسَ لم يَطمع في أموالهم، و لم يَبخسهم حقوقهم، و لم يحتجن ما هو لهم، و إذا حدّثهم لم يَشِنْ۲ وجهَ كلامه بكذبٍ يَمقُتُ هو فيه نفسه فضلاً عن مقت اللّه‏ تعالى إيّاه، و إذا وعدهم وفى بوعده و لم يخالف، فهو ممّن تمّت فيه المروّة و الكرم، و ظَهرت عدالته و صدقه، و حَقّت اُخوّته في اللّه‏ تعالى، و حَرُم۳ أن يُغتاب ؛ لأنّه ليس في جنبته ما يُغتاب عليه.

يُثني صلى‏الله‏عليه‏و‏آله على العدل و الإنصاف و صدق الحديث و الوفاء بالوعد، و يَدعو إلى هذه۴ الأخلاق الجميلة بثنائه على صاحبها، و يُثبت له المروّةَ و العدالة و وجوب المؤاخاة و حرمةَ الغيبة. و «العدلُ»۵: المساواة بين الشيئين فكأنّه إذا عدل على الخصمين فقد سَوّى بينهما في النصفة، و كذلك الإنصاف مشتقٌّ من النِّصْف الّذي هو شطر الشيء، كأنّه جَعَلَ نِصف المخاصَم /۲۵۰/ فيه لنفسه، و النصفَ لخصمه على السواء، و لم يستأثِر بزيادة، يقال للإنصاف: النَّصَف و النَّصَفَة، و قد عَدَلَ عليهم يَعدِل عَدْلاً و مَعدِلَةً، و يُروى: بالعدل قامت السماواتُ و الأرضُ.۶ و عَدُلَ يَعدُل عَدالةً صار عَدْلاً أي مَرضيّا في الشهادات مَقنعا.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۲۲ ، ح ۵۴۳ و ۵۴۴ ؛ حلية الأولياء ، ج ۸ ، ص ۳۱۴ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ، ص ۲۴ ،ح ۶۵ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ۲ ، ص ۲۰۷ ؛ ذكر أخبار أصبهان ، ج ۲ ، ص ۳۰۰ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۲۳۹ ، ح ۲۸ و فيه عن الإمام الصادق عليه‏السلاممع الاختلاف ؛ الخصال ، ص ۲۰۸ ، ح ۲۸ ؛ عيون الأخبار ، ج ۱ ، ص ۳۳ ، ح ۳۴ ؛ تحف العقول ، ص ۵۷ (مع اختلاف يسير في الأخيرين) .

2.. «ألف» : يشِ .

3.. «ألف» : يحرم .

4.. «ب» : ـ هذه .

5.. «ألف» : + و .

6.. تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۲۷۳ ؛ عوالي اللئالي ، ج ۴ ، ص ۱۰۳ ، ح ۱۵۰ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ۸ ، ص ۱۷۷ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
146

المبرّد، و كلا المعنيين حسن.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن عوفي في بَدَنه من الأمراض و الأسقام، و أصبح في مسقط رأسه و محلّ إيناسه مرفَّها آمنا مسلَّما ساكنا عنده، /۲۴۹/ ما يتعلّل به بياض يومه ؛ لأنّ غده ليس في حسابه، و لا يَستيقن أن يكون مِن عمره، فكأنّما الدنيا بأسرها له.

و فائدة الحديث: تعظيم أمر الصحّة و السلامة و الأمن و البلغة.

و راوي الحديث: أبو الدرداء.

۳۶۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ وَلِيَ شَيئاً مِن أَمرِ المُسلِمينَ فَأَرادَ اللّه‏ُ بِهِ خَيراً، جَعَلَ مَعَهُ وَزِيراً صَالِحاً ؛ فَإِنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ، وَ إِن ذَكَرَ أَعانَهُ.۱

يقول: مَن تَقَلَّد۲ أمرا من اُمور المسلمين، و ابتُلي بمراعاة اُمورهم و المحافظة على أحوالهم، فأراد اللّه‏ُ تعالى به خيرا، قَيّض له وزيرا خيّرا يَتحمّل أثقالَه و يُراعي أحواله، فإن نسي أرشده و سدّده، و إن ذكر رفده و عضده، فيكون رداءً له و عونا و ظهيرا و مشيرا، و مدار أمر الملك على الوزير ؛ لِتفرُّغه إلى النظر في مكاسر الاُمور و مصارف الشؤون و فحصِه عن الظاهر /۲۲۴/ و المكنون، و المَلِك مَكفيٌّ موفَّر۳ على ما يَختصّ به محمولٌ عنه جميع ذلك.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الوالي إذا كان له وزير صالح يردّه عن الشرّ و يعينه على الخير، كان ممّن سَبقتْ له عنايةُ اللّه‏ عز و جل.

و راوية الحديث: عائشة.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۲۱ ، ح ۵۴۲ ؛ سنن النسائي ، ج ۷ ، ص ۱۵۹ ؛ المعجم الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۶۷ ؛ المعجم الكبير ،ج ۲ ، ص ۳۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۴۶۶ ، ح ۳۰۰۸ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۸ ، ص ۴۷۳ مع الاختلاف في الأربعة الأخيرة .

2.. «ألف» : يقلّد .

3.. «ألف» : موقر .
و وَفَّر عليه حقَّه توفيرا و استوفره : استوفاه . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۸۷ وفر .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5488
صفحه از 488
پرینت  ارسال به