143
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

بعد فسمَّوه النرد، فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اللاعب بالنردشير كآكل لحم الخنزير ؛ يعني عليه‏السلام أنّه كما أنّ أكل لحم الخنزير حرام، فكذلك اللعب بالنرد أيضا حرام، فمَن هتك هذه الحرمة كان كهاتِكِ تلك ؛ لأنّهما جميعا محرَّمان، و صَبغُ اليد و غَمسُها كناية عن مدّ اليد، و ربّما يُعرض۱ الطعام على الإنسان فيقول: أنا لا أصبِغ يدي بذلك، و لا أغمِس يدي فيه. و ذكر لحم الخنزير ليكون أشنعَ له، و إلاّ فالمحرَّمات كثيرة، و قد ورد في الشرع النصّ على تحريم النرد.

و روي: أنّ أمير المؤمنين عليه‏السلام مَرَّ بقوم يلعبون بالشِّطرنج فقال: «مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ»۲؟!۳

و عند أهل البيت عليهم‏السلام كلاهما محرّم، إلاّ أنّ أمر النرد أصعب، و في باب التحريم أذهب.

و فائدة الحديث: النهي عن النرد و جميع اللعب الّتي لا فائدة منها.

و راوي الحديث: بُرَيدة الأسلميّ.

۳۶۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن نَزلَ عَلَى قَومٍ، فَلاَ يَصُومَنَّ تَطَوُّعاً إِلاَّ بِإِذنِهِم.۴

«التطوّع» في الأصل: تكلُّف الطاعة، و هو في العرف: ما تَبرّع به المكلّف و لم يُفرَض عليه.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن ضاف قوما، فليس له أن يتطوّع إلاّ بإذنهم، و كأنّه مراقبةُ جانب المنزول عليهم ؛ فإنّهم ربّما احتَشدوا و تَكلّفوا بما يَفسُد عليهم إن صام ضيفُهم، فعليه أن لا يصوم

1.. «ألف» : تعرض .

2.الأنبياء ۲۱ : ۵۲ .

3.. عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۴۳ ، ح ۱۶۶ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۳ ، ص ۲۲۲ ، ح ۱۵۱۸۹ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱۰ ، ص ۲۱۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۲۲۵ ، ح ۴۰۶۸۵ .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۱۸ ، ح ۵۳۶ ؛ سنن الترمذي ، ج ۲ ، ص ۱۴۲ ، ح ۷۸۶ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۳ ، ص ۴۱۹ ؛الكامل ، ج ۱ ، ص ۳۵۶ ، ح ۱۸۵ ؛ تهذيب الكمال ، ج ۳ ، ص ۵۰۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۵۰ ، ح ۹۵۸ . الكافي ، ج ۴ ، ص ۸۶ ، ذيل ح۱ ؛ الفقيه ، ج ۲ ، ص ۸۰ ، ذيل ح ۱۷۸۴ ؛ التهذيب ، ج ۴ ، ص ۲۹۶ ، ذيل ح ۸۹۵ ؛ الخصال ، ص ۵۳۷ ؛ المقنع ، ص ۱۸۱ ؛ المقنعة ، ص ۳۶۷ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
142

أمرٍ يسهِّله عليه، أعانَه اللّه‏ُ تعالى على إجازة نفسه على الصراط يوم تزِلّ فيه الأقدام ؛ أي أقدام المارّة عليه.

و روي: أنّ الصراط۱ معروض على جهنّم أحَدَّ من السيف و أدقّ من الشَّعر، فمنهم مَن يمرّ عليه كالبرق الخاطف، و منهم من يمرّ عليه كالطائر يطير۲، و منهم من هو كالفَرَس، و منهم الماشي على رِجليه، و منهم من يزحَف عليه ببطنه، و الملائكة يقولون: رَبِّ سلّم، ربّ سلّم! و من كان منهم من أهل النار يُختطف /۲۴۷/ إلى النار بكلاليب، نعوذ باللّه‏ من النار۳.۴

/۲۲۲/ و قوله عليه‏السلام: «يوم تَدحض فيه» الضمير فيه للصراط أي في وروده و المرور عليه، فحُذفَ المضاف، و ليس لليوم.

و عن الصادق عليه‏السلام: كفّارةُ عملِ السلطان الإحسان إلى الإخوان.۵

و فائدة الحديث: الحثّ على التعاون و التناصر و بذل الجاه و الحرمة لأخيك المؤمن، و وَعدُ الإعاذة من النار عليه.

و راوية الحديث: عائشة.

۳۵۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ لَعِبَ بِالنَّردَشيرَ فَكَأَنَّما صَبَغَ يَدَهُ في لَحمِ خِنزِيرٍ وَ دَمِهِ.۶

و روي: غَمَسَ يدَه.۷ كانت العرب تسمّي هذه اللُّعبةَ بأقطاعها النَّردَشيرَ، و اختصروه فيما

1.. «ب» : السراط .

2.«ب» : ـ يطير .

3.. «ب» : ـ من النار .

4.. عمدة القاري ، ج ۲۵ ، ص ۱۲۶ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ۳ ، ص ۳۴ ؛ أضواء البيان ، ج ۳ ، ص ۷۴ .

5.. الفقيه ، ج ۳ ، ص ۱۷۶ ، ح ۳۶۶۶ ؛ تحف العقول ، ص ۴۱۰ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۳۱۴ ، ح ۳۴ مع اختلاف يسير فياللفظ .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۱۷ ، ح ۵۳۴ و ۵۳۵ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۱۲۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۳۵۲ ؛ السننالكبرى للبيهقي ، ج ۱۰ ، ص ۲۱۴ ؛ معرفة السنن و الآثار ، ج ۷ ، ص ۴۳۳ ، ح ۵۹۶۰ . عوالي اللآلي ، ج ۲ ، ص ۱۱۱ ، ح ۳۰۵ مع اختلاف يسير فيه ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۳ ، ص ۲۲۵ ، ح ۱۵۱۹۸ (و فيه عن عوالي اللآلي) .

7.. عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۴۳ ، ح ۱۶۸ ؛ و ص ۱۱۱ ، ح ۳۰۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۳۵۲ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۲۳۸ ، ح ۳۷۶۳ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5439
صفحه از 488
پرینت  ارسال به