133
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و قال عليه‏السلام: لو أنّ رجلاً دخل بيتا في جوف بيتٍ حتّى يَدخل سبعين بيتا، على كلّ بيت قُفلٌ من حديد، ثمّ عَمِلَ عملاً، ألبَسَه اللّه‏ُ رداءَ عمله حتّى يَتحدّث به الناسُ.۱ و كم قد رأينا مثل ذلك! سَتَرَ اللّه‏ُ علينا عُيوبَنا، و نَقَّى جيوبَنا بفضله و رحمته.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ ما يُضمره الإنسان مِن خير أو شرّ، سيَظهر و يُعلَم و لو تَنوَّق۲ صاحبُه في كتمانه.

و راوي الحديث: عثمان بن عفّان.

۳۵۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن حَلَفَ عَلى يَمينٍ فَرَأَى خَيراً مِنها، فَليُكَفِّرْ عَن يَمينِهِ، ثُمَّ لْيَفْعَلِ الَّذي هُوَ خَيرٌ.۳

تحقيق قوله عليه‏السلام: «حَلَفَ على يمين» كان۴ تقديره: حَلَفَ على ذي يمين ؛ أي على أمر تُتصوَّر اليمين فيه، فحَذَفَ المضافَ و أضافَ المضافَ إليه مقامه، و هو غايةٌ في الفصاحة.

و معنى الحديث: أنّه إذا حَلَفَ على شيء، ثمّ بدا له بأن۵ عَرَضَ له خيرٌ منه و أولى بالفعل، فعليه أن يكفِّر عن يمينه، و يَفعل ما هو خير و أولى. و تُفرَض هذه الصورة فيمن حلف أن يَفعل بعضَ المباحات، ثمّ فَتَلَ۶ رأيَه إلى بعض الواجبات أو المندوبات، أو حلف على فعل مندوب، فرأى غيره من الواجبات أو المندوبات۷ أولى و أحقّ و أجزل للثواب،

1.. راجع : الدرّ المنثور ، ج ۱ ، ص ۷۹ ؛ فتح القدير ، ج ۱ ، ص ۱۰۱ .

2.. تَنَوَّقَ في الأمر أي تأنَّق فيه ، و تَنَوَّقَ في اُموره : تَجوَّد و بالغ مثل تأنَّق فيها . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۶۳ نوق .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۰۹ ـ ۳۱۱ ، ح ۵۱۴ ـ ۵۲۱ ؛ كتاب الاُمّ للشافعي ، ج ۲ ، ص ۲۳ ؛ و ج ۴ ، ص ۱۹۵ ؛ و ج ۷ ،ص ۶۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۰۴ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۱۸۶ ؛ صحيح مسلم ، ج ۵ ، ص ۸۵ . الخلاف للطوسي ، ج ۴ ، ص ۵۲۰ ؛ و ج ۶ ، ص ۱۱۱ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۲ ، ص ۱۲۳ ، ح ۳۳۹ مع اختلاف يسير فيه ؛ دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۱۰۱ ، ح ۳۲۲ ؛ مختلف الشيعة للحلّي ، ج ۷ ، ص ۴۵۳ ؛ كشف اللثام ، ج ۹ ، ص ۲۳ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۹ ، ص ۵۲ ، ح ۱۹۱۱۵ (و فيه عن الجعفريّات) .

4.. «ألف» : ـ كان .

5.. «ألف» : أن .

6.. فَتَلَه : صَرَفَه و لواه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۵۱۴ فتل .

7.. «ب» : ـ أو حلف على فعل مندوب . . . المندوبات .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
132

المتفرِّس بمكانه، و مثله قول أمير المؤمنين عليه‏السلام: ما أضمَرَ أحدٌ شيئا إلاّ ظهر في صَفَحات وجهه و فَلَتات لسانه.۱

و قال۲ /۲۱۸/ زهيرٌ:

و مهما يكن عند امرئٍ من خليقة

و لو خالَها۳ تَخفى عن الناس تُعْلَم۴

و روي عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أنّ اللّه‏ ـ عزّ و جلّ ـ إذا رضي عن۵ العبد أثنى عليه سبعة أضعافٍ مِن الخير لم يعمله، و إذا سخط عليه أثنى عليه سبعة أضعاف من الشرّ لم يعمله.۶

و قال عليه‏السلام: إذا أحَبَّ اللّه‏ُ تعالى /۲۴۲/ عبدا نادى: يا جبرئيل، قد أحببتُ فلانا فأحِبَّه! ـ قال ـ فينادي في أهل السماء ثمّ يُنزِل المحبّةَ في۷ الأرض، و ذلك قول اللّه‏ تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَنُ وُدّا»۸ ؛ و إذا أبغَضَ عبدا نادى جبرئيلَ: قد أبغضتُ فلانا! فينادي في أهل السماء ثمّ يُنزل له۹ البغضاءَ في الأرض.۱۰

و قال عليه‏السلام: ما مِن عبدٍ إلاّ و له صِيتٌ۱۱ في السماء، فإذا كان صيته في السماء حسنا رُفع في الأرض، و إن كان صيته في السماء سَيّئا وُضع في الأرض.۱۲

1.. نهج البلاغة ، الحكمة ۲۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۵ ، ص ۲۰۴ ، ح ۱۱ .

2.. «ألف» : قول .

3.. «ألف» : و إن حالها .

4.. راجع : الدرجات الرفيعة للسيّد المدني ، ص ۵۳۶ .

5.. «ألف» : من .

6.. مجمع الزوائد للهيثمي ، ج ۱۰ ، ص ۲۷۲ ؛ ذكر أخبار أصبهان ، ج ۲ ، ص ۱۹۶ مع اختلاف يسير في اللفظ .

7.. «ألف» : إلى .

8.. مريم ۱۹ : ۹۶ .

9.. «ألف» : ـ له .

10.. سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۳۷۸ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۸ ، ص ۴۸۳ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۸۵ ، ح ۳۶۴ ؛ الاستذكارلابن عبد البرّ ، ج ۸ ، ص ۴۴۹ .

11.. الصِّيت : الذِّكر ، يقال : ذَهَبَ صيتُه في الناس أي ذِكره ، و الصِّيت : الذِّكر الحسن ، و الذكر الجميل الَّذي ينتشر في الناس دون القبيح . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۸ صوت .

12.. مشكاة الأنوار ، ص ۵۵۴ ؛ فتح الباري ، ج ۱۰ ، ص ۳۸۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۲۰ ، ح ۸۰۷۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۷۷۳ ، ح ۴۳۰۳۸ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5500
صفحه از 488
پرینت  ارسال به