و قال عليهالسلام: لو أنّ رجلاً دخل بيتا في جوف بيتٍ حتّى يَدخل سبعين بيتا، على كلّ بيت قُفلٌ من حديد، ثمّ عَمِلَ عملاً، ألبَسَه اللّهُ رداءَ عمله حتّى يَتحدّث به الناسُ.۱ و كم قد رأينا مثل ذلك! سَتَرَ اللّهُ علينا عُيوبَنا، و نَقَّى جيوبَنا بفضله و رحمته.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ ما يُضمره الإنسان مِن خير أو شرّ، سيَظهر و يُعلَم و لو تَنوَّق۲ صاحبُه في كتمانه.
و راوي الحديث: عثمان بن عفّان.
۳۵۲.قوله صلىاللهعليهوآله: مَن حَلَفَ عَلى يَمينٍ فَرَأَى خَيراً مِنها، فَليُكَفِّرْ عَن يَمينِهِ، ثُمَّ لْيَفْعَلِ الَّذي هُوَ خَيرٌ.۳
تحقيق قوله عليهالسلام: «حَلَفَ على يمين» كان۴ تقديره: حَلَفَ على ذي يمين ؛ أي على أمر تُتصوَّر اليمين فيه، فحَذَفَ المضافَ و أضافَ المضافَ إليه مقامه، و هو غايةٌ في الفصاحة.
و معنى الحديث: أنّه إذا حَلَفَ على شيء، ثمّ بدا له بأن۵ عَرَضَ له خيرٌ منه و أولى بالفعل، فعليه أن يكفِّر عن يمينه، و يَفعل ما هو خير و أولى. و تُفرَض هذه الصورة فيمن حلف أن يَفعل بعضَ المباحات، ثمّ فَتَلَ۶ رأيَه إلى بعض الواجبات أو المندوبات، أو حلف على فعل مندوب، فرأى غيره من الواجبات أو المندوبات۷ أولى و أحقّ و أجزل للثواب،
1.. راجع : الدرّ المنثور ، ج ۱ ، ص ۷۹ ؛ فتح القدير ، ج ۱ ، ص ۱۰۱ .
2.. تَنَوَّقَ في الأمر أي تأنَّق فيه ، و تَنَوَّقَ في اُموره : تَجوَّد و بالغ مثل تأنَّق فيها . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۶۳ نوق .
3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۰۹ ـ ۳۱۱ ، ح ۵۱۴ ـ ۵۲۱ ؛ كتاب الاُمّ للشافعي ، ج ۲ ، ص ۲۳ ؛ و ج ۴ ، ص ۱۹۵ ؛ و ج ۷ ،ص ۶۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۰۴ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۱۸۶ ؛ صحيح مسلم ، ج ۵ ، ص ۸۵ . الخلاف للطوسي ، ج ۴ ، ص ۵۲۰ ؛ و ج ۶ ، ص ۱۱۱ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۲ ، ص ۱۲۳ ، ح ۳۳۹ مع اختلاف يسير فيه ؛ دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۱۰۱ ، ح ۳۲۲ ؛ مختلف الشيعة للحلّي ، ج ۷ ، ص ۴۵۳ ؛ كشف اللثام ، ج ۹ ، ص ۲۳ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۹ ، ص ۵۲ ، ح ۱۹۱۱۵ (و فيه عن الجعفريّات) .
4.. «ألف» : ـ كان .
5.. «ألف» : أن .
6.. فَتَلَه : صَرَفَه و لواه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۵۱۴ فتل .
7.. «ب» : ـ أو حلف على فعل مندوب . . . المندوبات .