و قوله عليهالسلام: «و مَن أذنب ذنبا فستره اللّه عليه و عفا عنه» معناه أنّ اللّه تعالى كريم۱، إذا عفا عن عبده لم يرجع فيه فيعيد العقوبة فيما غفره له و عفا عنه.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه تعالى لا يعاقِب العبدَ عقوبتَين على ذنب واحد، و لا يَعود فيما عفا عنه.
و راوي الحديث: أمير المؤمنين عليهالسلام.
۳۴۷.قوله صلىاللهعليهوآله: مَن لَم يَكُن لَهُ وَرَعٌ يَصُدُّهُ عَن مَعصِيَةِ اللّهِ إِذَا خَلا، لَم يَعبَإِ اللّهُ بِشَيءٍ مِن عَمَلِهِ.۲
الغرض من هذا الحديث و اللّه أعلم: أنّ العبد إذا لم يكن متورّعا ذاكرا للّه تعالى في كلّ ما يأتي و يَذَرُ، مراقبا له مراصدا لأمره و نهيه، لم يأت ما يأتيه۳ /۲۴۰/ بنيّةٍ صادقةٍ و طويّةٍ صحيحة، فلا يقع في باب العبادة موقع قبول، و لم يَعبأ اللّه به۴، و لم يُبالِ بمكانه ؛ لأنّه لم يقع على الوجه المشروع، فإن كان متورّعا مترجّحا بين الخوف و الرجاء كان عمله بمحلّ القبول ؛ و إن وقعتْ له فيما بين ذلك خطيئةٌ، كان أقربَ إلى المغفرة، و أدنى إلى الرحمة، و أولى بالعفو و السَّتر.
و فائدة الحديث: أنّ عمل الفاسق لا يُعبأ به كما قال تعالى: «إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ»۵.
و راوي الحديث: أنس بن مالك.
۳۴۸.قوله صلىاللهعليهوآله: مَنْ أَحسَنَ صَلاتَهُ حينَ يَراهُ النَّاسُ، ثُمَّ أَساءَها حينَ يَخلو، فَتِلكَ استِهانَةٌ استَهانَ بِها رَبَّه.۶
يقول صلىاللهعليهوآله: إن كانت الصلاة خاصّةً للّه تعالى مِن دون غيره، فينبغي أن يُتأنّق فيها، و