129
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

تؤتى على المشروع من الركوع و السجود و الرُّكود۱ و الفرائض و النوافل و الآداب متقرّبا بها إلى اللّه‏ تعالى، فإذا شابَها شَوبُ الرياء، و رُوقِب فيها۲ بنو آدم ؛ ليقولوا إنّه خاشع خاضع مقيم للصلاة على حدّها، فليست خالصةً للّه‏ تعالى، بل هي لبني آدم ؛ إذ الغرض إحمادهم ؛ لأنّه إنّما يَتثبّت۳ فيها إذ اطُّلع عليه و يَتجوّز۴ فيها، و لا يأتي بحدودها إذا خلا و تفرّد، فكأنّها استهانة باللّه‏ تعالى ؛ إذ كانت /۲۱۷/مراقبة حرمته دون حرمة بني آدم.۵

و فائدة الحديث: النهي عن المُراءاة في الصلاة، و التحذير منها، و إعلام أنّ ذلك من الاستهانة بحرمة اللّه‏ تعالى.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏.۶

۳۴۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن حَاوَلَ أَمراً بِمَعصيَةٍ، كانَ أَفوَتَ لِما رَجا وَ أَقرَبَ لِمَجيءِ مَا اتَّقَى.۷

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن تَذَرَّعَ۸ إلى أمر يُحاوله و مقصود يزاوله و غرض يطلبه بمعصيةٍ مِن معاصي

1.. الرُّكود : السكون ، و رَكَدَ الميزانُ : استوى ، و ركد القوم : هَدَؤوا و سَكَنوا ، و رَكَدَ الماء و الريحُ و السفينة و الحرّ و الشمس إذا قام قائم الظهيرة . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۱۸۴ ركد .

2.. «ألف» : بها .

3.. «ألف» : تثبّت .

4.. «ألف» : تجوّز .
تجوَّزَ في صلاته أي خَفَّف . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۲۹ جوز .

5.. «ألف» : ـ آدم .

6.. أي عبد اللّه‏ بن مسعود .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۰۷ ، ح ۵۱۲ و ۵۱۳ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ، ص ۹۷ ، ح ۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ،ص ۵۹۴ ، ح ۸۶۲۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۲۰ ، ح ۹۲۹۲ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۲۳۵ ، ح ۲۴۱۱ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۳۷۳ ، ح ۳ و فيه عن الإمام الحسين عليه‏السلام مع اختلاف يسير ؛ أعلام الدين في صفات المؤمنين ، ص ۳۳۴ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۶ ، ص ۱۵۳ ، ح ۲۱۲۲۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۰ ، ص ۳۹۲ ، ح ۲ (و في الأخيرين عن الكافي) .

8.. في «ألف» : يقرأ «تدرَّعَ» أيضا .
تذرَّعَت الإبلُ الماءَ : خاضَتْه بأذرعها . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۹۵ ذرع .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
128

و قوله عليه‏السلام: «و مَن أذنب ذنبا فستره اللّه‏ عليه و عفا عنه» معناه أنّ اللّه‏ تعالى كريم۱، إذا عفا عن عبده لم يرجع فيه فيعيد العقوبة فيما غفره له و عفا عنه.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه‏ تعالى لا يعاقِب العبدَ عقوبتَين على ذنب واحد، و لا يَعود فيما عفا عنه.

و راوي الحديث: أمير المؤمنين عليه‏السلام.

۳۴۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن لَم يَكُن لَهُ وَرَعٌ يَصُدُّهُ عَن مَعصِيَةِ اللّه‏ِ إِذَا خَلا، لَم يَعبَإِ اللّه‏ُ بِشَيءٍ مِن عَمَلِهِ.۲

الغرض من هذا الحديث و اللّه‏ أعلم: أنّ العبد إذا لم يكن متورّعا ذاكرا للّه‏ تعالى في كلّ ما يأتي و يَذَرُ، مراقبا له مراصدا لأمره و نهيه، لم يأت ما يأتيه۳ /۲۴۰/ بنيّةٍ صادقةٍ و طويّةٍ صحيحة، فلا يقع في باب العبادة موقع قبول، و لم يَعبأ اللّه‏ به۴، و لم يُبالِ بمكانه ؛ لأنّه لم يقع على الوجه المشروع، فإن كان متورّعا مترجّحا بين الخوف و الرجاء كان عمله بمحلّ القبول ؛ و إن وقعتْ له فيما بين ذلك خطيئةٌ، كان أقربَ إلى المغفرة، و أدنى إلى الرحمة، و أولى بالعفو و السَّتر.

و فائدة الحديث: أنّ عمل الفاسق لا يُعبأ به كما قال تعالى: «إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّه‏ُ مِنْ الْمُتَّقِينَ»۵.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۳۴۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ أَحسَنَ صَلاتَهُ حينَ يَراهُ النَّاسُ، ثُمَّ أَساءَها حينَ يَخلو، فَتِلكَ استِهانَةٌ استَهانَ بِها رَبَّه.۶

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إن كانت الصلاة خاصّةً للّه‏ تعالى مِن دون غيره، فينبغي أن يُتأنّق فيها، و

1.. «ألف» : أكرم .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۰۳ ، ح ۵۰۴ ؛ فتح الوهّاب ، ج ۱ ، ص ۱۷۵ ؛ الورع لابن أبي الدنيا ، ص ۴۳ .

3.. «ب» : يأتي .

4.. «ب» : ـ به .

5.. المائدة ۵ : ۲۷ .

6.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۰۴ و ۳۰۵ ، ح ۵۰۵ ـ ۵۰۷ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۲۲۱ ؛ المصنّف للصنعاني ، ج ۲ ، ص ۳۷۰ ، ح ۳۷۳۸ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۹ ، ص ۵۴ ، ح ۵۱۱۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۵۶ ، ح ۸۳۳۷ . مستدرك الوسائل ، ج ۱ ، ص ۱۱۴ ، ح ۱۳۱ ؛ جامع أحاديث الشيعة ، ج ۱ ، ص ۳۷۱ ، ح ۷۵۱ و في الأخيرين عن لبّ اللباب للراوندي مع اختلاف يسير .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5244
صفحه از 488
پرینت  ارسال به