113
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

طَلِبَتِه و تَوَخِّي محبّته۱، كان اللّه‏ تعالى له مثل ما هو لأخيه أي جزاه بمثل فعله، و طوبى لمن كان اللّه‏ في حاجته! و مَن سَتر على أخيه شيئا من معايره و مثالبه حتّى لا يقف عليه بنو آدم فيعيّروه به۲، كان جزاء ذلك أن يَستر۳ اللّه‏ تعالى عليه عيوبه و ذنوبه، و أنطق۴/۲۱۱/ الألسنةَ /۲۳۲/ بذكره و شُكره، و جَعل له فيما بين الناس ذِكرا جميلاً و صِيتا حسنا.

ثمّ ختم كلامه عليه‏السلام بقوله: «و اللّه‏ تعالى في عون العبد» يقول: إنّ اللّه‏ تعالى ما دام العبدُ حميدَ السريرة حسنَ البصيرة في باب أخيه فيما له و عليه، فإنّه يُعينه و لا يَكِلُه إلى نفسه و لا إلى غيره.

و فائدة الحديث: الأمر بمؤازرة الأخ المؤمن، و تفريج كُرَبه، و الانتداب إلى حوائجه، و الستر على عوراته، و المضافرة۵ له.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۳۳۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن بَنَى لِلّهِ مَسجِداً وَ لَو مِثلَ مَفحَصِ قَطاةٍ، بَنَى اللّه‏ُ لَهُ بَيتاً في الجَنَّةِ.۶

أصل «الفَحص»: البحث، يقال: فَحَصَتِ القطاةُ الأرضَ: إذا أثارَتْها برِجلَيها لتَبِيض فيها، و ذلك الموضع اُفحوص و «مَفحَص»، و فَحَصَ المطرُ الترابَ إذا قَلَّبَه، و مَفْحَصُ القطاة مَثَلٌ للقِلّة۷ يقال: ليس لفلان في هذه البلدة مفحص قطاة أي قليلٌ تافِهٌ۸.

1.. توخَّيتُ محبَّتك أو شيئا آخر : قصدتُ إليه و تعمَّدتُ فعلَه و تحرَّيتُ فيه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۳۸۳ وخي .

2.. «ب» : ـ به .

3.. «ألف» : ستر .

4.. «ألف» : أطلق .

5.. «ألف» : المظافرة .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۹۱ و ۲۹۲ ، ح ۴۷۹ و ۴۸۰ ؛ السنن الكبرى ، ج ۲ ، ص ۴۳۷ ؛ الحلية ، ج ۲ ، ص ۲۱۷ ؛ الكامللابن عدي ، ج ۲ ، ص ۱۱۸ ؛ و ج ۵ ، ص ۲۴ ؛ و ج ۷ ، ص ۱۲۰ ؛ العلل للدارقطني ، ج ۶ ، ص ۲۷۴ . بحار الأنوار ، ج ۶۶ ، ص ۳۸۲ ، ح ۴۴ عن الأمالي للطوسي ؛ و ج ۸۰ ، ص ۳۸۲ ؛ و ج ۸۱ ، ص ۵ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۳ ، ص ۳۶۶ ، ح ۳۷۹۶ (و فيه عن دعائم الإسلام) ؛ و ج ۳ ، ص ۳۶۷ ، ح ۳۸۰۰ .

7.. «ألف» : القِلَّة .

8.. «ألف» : ناقه .
التافه : الحقير اليسير ، و القليل الخسيس . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۴۸۰ تفه .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
112

و الأخذُ على يديه، و هي أجلّ موقعا مِن نصرة الحضور و المشاهدة ؛ و ذلك أنّها تحتمل الرياءَ و السُّمعة و غير ذلك من الأغراض۱، و هي على ظهر الغيب تدلّ على خشونة۲ الجانب و المناصحة في اللّه‏ تعالى و المحافظة و المحاماة.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن نَصر أخاه، و ذَبَّ عنه و هو غائب، تولّى اللّه‏ُ تعالى نصرته في الدنيا، فحفظه فيها من آفاتها و عاهاتها، و في الآخرة فأعاذها۳ مِن ضيق الحساب و شرّ المآب.

و فائدة الحديث: الحثّ على نصرة الغائب و الذبّ عنه و المناصحة له.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۳۳۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ فَرَّجَ عَن أَخيهِ كُربَةً مِن كُرَبِ الدُّنيا فَرَّجَ اللّه‏ُ عَنهُ كُربَةً مِن كُرَبِ يَومِ القيامَةِ، و مَن كانَ في حَاجَةِ أَخيهِ كانَ اللّه‏ُ في حاجَتِهِ، وَ مَن سَتَرَ عَلى أَخيهِ سَتَرَهُ اللّه‏ُ فِي الدُّنيا وَ الآخِرَةِ، وَ اللّه‏ُ في عَونِ العَبدِ ما كانَ العَبدُ في عَونِ أَخيه.۴

دعا صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بهذا الكلام إلى مكارم الأخلاق فقال عليه‏السلام: مَن فَرّج عن أخيه كُربةً فانيةً متقضِّيةً۵ مِن كُرَب هذه الدار، فرّج اللّه‏ ـ عزّ و جلّ ـ عنه كربةً من كُرَب الدار الباقية الّتي يَعظُم مَسُّها، و يكبُر وَقْعُها، و يَطِمُّ أمرها۶، و يُخاف دوامها ؛ و مَن عناه أمر أخيه المسلم و إطلاب۷

1.. «ألف» : الأعراض .

2.. «ألف» : حشوبة .

3.. «ألف» : ـ فأعاذها .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۹۰ و ۲۹۱ ، ح ۴۷۶ ـ ۴۷۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۴۰۷ ؛ السنن الكبرى ، ج ۴ ، ص ۳۰۹ ؛التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۲۳ ، ح ۱۲۷ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱۰ ، ص ۱۵ ؛ روضة العقلاء ، ص ۲۴۶ . ثواب الأعمال ، ص ۲۸۹ ؛ أعلام الدين ، ص ۴۲۱ مع اختلاف فيهما ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۶ ، ص ۳۴۴ ، ح ۲۱۷۱۸ (و فيه عن ثواب الأعمال) ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۳ ، ص ۳۶۸ .

5.. «ألف» : منقضية .
و انقضاء الشيء و تقضِّيه : فناؤه و انصرامه . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۸۸ قضي .

6.. كُلُّ ما كثر و علا حتّى غلب فقد طَمَّ يَطِمُّ . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۳۷۰ طمم .

7.. إطلاب الطَّلِبَة : إطلاب الحاجة ، و هو إنجازها و قضاؤها . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۵۶۰ طلب .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5493
صفحه از 488
پرینت  ارسال به