و الأخذُ على يديه، و هي أجلّ موقعا مِن نصرة الحضور و المشاهدة ؛ و ذلك أنّها تحتمل الرياءَ و السُّمعة و غير ذلك من الأغراض۱، و هي على ظهر الغيب تدلّ على خشونة۲ الجانب و المناصحة في اللّه تعالى و المحافظة و المحاماة.
فيقول صلىاللهعليهوآله: مَن نَصر أخاه، و ذَبَّ عنه و هو غائب، تولّى اللّهُ تعالى نصرته في الدنيا، فحفظه فيها من آفاتها و عاهاتها، و في الآخرة فأعاذها۳ مِن ضيق الحساب و شرّ المآب.
و فائدة الحديث: الحثّ على نصرة الغائب و الذبّ عنه و المناصحة له.
و راوي الحديث: أنس بن مالك.
۳۳۳.قوله صلىاللهعليهوآله: مَنْ فَرَّجَ عَن أَخيهِ كُربَةً مِن كُرَبِ الدُّنيا فَرَّجَ اللّهُ عَنهُ كُربَةً مِن كُرَبِ يَومِ القيامَةِ، و مَن كانَ في حَاجَةِ أَخيهِ كانَ اللّهُ في حاجَتِهِ، وَ مَن سَتَرَ عَلى أَخيهِ سَتَرَهُ اللّهُ فِي الدُّنيا وَ الآخِرَةِ، وَ اللّهُ في عَونِ العَبدِ ما كانَ العَبدُ في عَونِ أَخيه.۴
دعا صلىاللهعليهوآله بهذا الكلام إلى مكارم الأخلاق فقال عليهالسلام: مَن فَرّج عن أخيه كُربةً فانيةً متقضِّيةً۵ مِن كُرَب هذه الدار، فرّج اللّه ـ عزّ و جلّ ـ عنه كربةً من كُرَب الدار الباقية الّتي يَعظُم مَسُّها، و يكبُر وَقْعُها، و يَطِمُّ أمرها۶، و يُخاف دوامها ؛ و مَن عناه أمر أخيه المسلم و إطلاب۷
1.. «ألف» : الأعراض .
2.. «ألف» : حشوبة .
3.. «ألف» : ـ فأعاذها .
4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۹۰ و ۲۹۱ ، ح ۴۷۶ ـ ۴۷۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۴۰۷ ؛ السنن الكبرى ، ج ۴ ، ص ۳۰۹ ؛التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۲۳ ، ح ۱۲۷ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱۰ ، ص ۱۵ ؛ روضة العقلاء ، ص ۲۴۶ . ثواب الأعمال ، ص ۲۸۹ ؛ أعلام الدين ، ص ۴۲۱ مع اختلاف فيهما ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۶ ، ص ۳۴۴ ، ح ۲۱۷۱۸ (و فيه عن ثواب الأعمال) ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۳ ، ص ۳۶۸ .
5.. «ألف» : منقضية .
و انقضاء الشيء و تقضِّيه : فناؤه و انصرامه . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۸۸ قضي .
6.. كُلُّ ما كثر و علا حتّى غلب فقد طَمَّ يَطِمُّ . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۳۷۰ طمم .
7.. إطلاب الطَّلِبَة : إطلاب الحاجة ، و هو إنجازها و قضاؤها . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۵۶۰ طلب .