مراعاتهم و مضافرتهم۱ على ما يَعرض لهم، و مساعدتهم بما في اليد، و المدافعة عنهم، و المبادرة إلى قضاء حوائجهم، و كأنّه عليهالسلام جعل إكرام الجيران شرطا لتتمّة الإيمان.
و لَعَمري إنّ الجِوار نَسَبٌ ثانٍ و اُخوّةٌ مستأنَفة، و ربّما تَستنفع بجيرانك ما لا تستنفع بإخوانك.
و روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال: ما زالَ جبرئيلُ يوصيني بالجار حتّى قُلتُ: إنّه ليورِّثه.۲
و فائدة الحديث: الإيصاء بالجيران، و الأمر بإكرامهم.
هذا الحديث و ما بعده حديث واحد.
۳۳۰.قوله صلىاللهعليهوآله: مَن كانَ يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ فَليَقُلْ خَيراً أَو لِيَصمُتْ.۳
هذا الحديث مِثل الّذي قبله في جعل النطق بالخير و الصُّموت مِن تتمّة الإيمان و شرطه، و هذه نصيحة منه صلىاللهعليهوآله لاُمّته، و أمرٌ لهم بقول الخير أو الصُّموت ؛ و لعمري إنّ من كلامه معدودٌ عليه من فعله و مكتوبٌ في صحيفته، و هو مسؤول /۲۱۰/عنه غدا في ذلك المشهد المشهود و اليوم المورود، [و]لحقيق أن يَزِنَ كلامَه وَزنا أو يَخزُن لسانَه خَزْنا ؛ فإنْ نَطَقَ قال الصوابَ، و إن صمت أمِنَ الجوابَ فأراحَ۴ و استراح، و قد تقدّم ذَرْوٌ۵ مِن الكلام في النطق و الصمت.
و فائدة الحديث: الحثّ على ذكر الخير إن استطاع، أو الصمت إن لم يقدر على الخير.
1.. «الف» : مظافرتهم .
و المضافرة : التظاهر و التعاون و التظافر . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۹۰ ضفر .
2.. سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۵۰۹ ، ح ۵۱۵۱ .
3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۸۶ ـ ۲۸۸ ، ح ۴۶۷ ـ ۴۷۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۷۴ و ۲۶۷ و ۴۳۳ ؛ صحيح البخاري ،ج ۷ ، ص ۷۹ و ۱۸۴ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۴۹ . الفضائل لابن شاذان ، ص ۱۵۳ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۱۳۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۸ ، ص ۱۴۴ ؛ مدينة المعاجز ، ج ۲ ، ص ۳۵۹ .
4.. «ألف» : و أراح .
5.. الذَّرْو مِن الكلام كأنّه طَرْف من الخبر ، و الذَّرْو من الحديث : ما ارتفع إليك و تَرامى من حواشيه و أطرافه ، من قولهم : ذَرا لي فلان أي ارتفع و قصد . انظر : كتاب العين ، ج ۸ ، ص ۱۹۵ ؛ لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۲۸۶ ذرو .