101
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن حَبس لسانه عن أعراض المسلمين فلم يقع۱ فيهم، و لم يَنحِت۲ أثلاتِهم۳ أي نفوسَهم ـ يقال: نَحَتَ أَثْلَتَهُ إذا ذكره۴ بسوء ـ، فمَن ترك الناس۵ و لم يذكر مثالبهم، غفر اللّه‏ تعالى زلّته يوم القيامة، و رحمه.

و روي عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قال: لمّا عُرج بي إلى السماء رأيتُ قوما أظفارهم من نُحاس يَخمِشون وجوهَهم و لحومهم، فقلت: مَن هؤلاء يا جبرئيل؟ قال: هؤلاء الّذين يَأكلون لحوم الناس، و يقعون في أعراضهم.۶

و قال عليه‏السلام: مَن حمى مؤمنا من منافق يَعيبه۷، بعث اللّه‏ تعالى ملكا يَحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنّم ؛ و مَن قَفَّى مسلما بشيء يريد عيبه، حبسه اللّه‏ على جسر جهنّم حتّى يخرج ممّا قال.۸

و قال عليه‏السلام: من ذبّ عن لحم أخيه في الغيب كان حقّا على اللّه‏ أن يُعتقه من النار.۹

و فائدة الحديث: /۲۲۶/ الأمر بحبس اللسان عن الوقوع في الناس، و إعلام أنّ جزاء ذلك المغفرة.

و راوي الحديث: أبو جعفر.۱۰

1.. «ألف» : فلم يضع .

2.. نَحَتَه يَنحِته ـ بالكسر ـ نَحْتا أي بَراه . و نَحَتَ فلانا : صَرَعَه . و نَحَتَه بلسانه يَنحِته و ينحَته نَحْتا : لامَه و شَتَمَه . و نَحَتَه بالعصا يَنحِته نَحْتا: ضَرَبَه بها . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۹۸ ، القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۱۴ نحت .

3.. الأثْل : شجر عظيم لا ثمر له ، الواحدة أثْلَةٌ ، و قد استُعيرت الإثلَة للعِرض فقيل : نَحَتَ أثلَةَ فلان إذا عابه و تنقّصه ، و هو لا تُنحَتِ أثلَتُه ؛ أي ليس به عيب . المصباح المنير ، ص ۴ أثل .

4.. «ألف» : و لم ينحت أثلاتهم أي يقرضهم بقولك قرضت منه إذا ذكرته .

5.. «ب» : ـ فمَن ترك الناس .

6.. مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۲۲۴ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۵۱ ، ح ۴۸۷۸ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۱ ، ص ۷ .

7.. «ألف» : تغيّبه .

8.. مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۴۴۱ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۵۲ ، ح ۴۸۸۳ ؛ المعجم الكبير ، ج ۲۰ ، ص ۱۹۴ .

9.. مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۴۶۱ ؛ مسند أبي داود ، ص ۲۲۷ ؛ المعجم الكبير ، ج ۲۴ ، ص ۱۷۶ .

10.. أي الإمام محمّد بن علي الباقر عليهماالسلام .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
100

عرض الرجل نفسه، و احتجّ بحديث النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في صفة أهل الجنّة: لا يتغوّطون و لا يبولون ؛ إنّما هو عرق يجري من أعراضهم مثل المسك.۱ قال: معناه من أبدانهم ؛ و احتجّ بقول أبي الدرداء: أقرِضْ مِن۲ عِرضك ليوم فقرك. قال: معناه: أقرِض من نفسك بأن لا تَذكُر مَن ذكرك. و احتجّ بحديث أبي ضمضم: اللّهمّ إنّي تصدّقتُ بعِرضي على عبادك۳ ـ قال: معناه بنفسي ـ و أحللتُ مَن يغتابني. قال: فلو كان العِرض الأسلاف لما جاز أن يُحِلَّ مَن سبّ الموتى ؛ لأنّ ذلك إليهم لا إليه.

قال ابن الأنباري: و الّذي ذَكَرَه واضح الخطاء ؛ أ لا ترى مسكينا الدارميَّ يقول:

رُبّ مهزولٍ سَمينٌ عِرضُه

و سمينِ الجسم مهزولُ الحَسَب۴

فلو كان كما قال لكان معنى قول مسكين مستحيلاً ؛ لأنّه لا يقال: «رُبّ مهزول سمين جسمه» ؛ لأنّه مناقضة، و قول النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: «من أعراضهم» قال الاُمويّ: أي مَغابِنهم، و هي المواضع الّتي تَعرَق. و كذلك حديث أبي الدرداء معناه: من عابك۵ بذكر أسلافك فلا تُجازه، و كذلك حديث أبي ضمضم: «أحللت /۲۰۶/مَن ذكرني و ذكر أسلافي» ؛ لأنّ ذكر الأسلاف بالعيب يرجع إليه.

و في كلام عمر للحُطَيئة: «فاندفعتَ تُغَنِّي بأعراض المسلمين» في كلام طويل.۶ و الصحيح ما قاله أبو العبّاس ثعلب.

1.. مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۳۱۶ ؛ الفائق في غريب الحديث ، ج ۲ ، ص ۳۴۵ ؛ غريب الحديث لابن سلاّم ، ج ۱ ، ص ۱۵۴ .

2.. «ألف» : ـ من .

3.. المجموع للنووي ، ج ۲۰ ، ص ۶۲ .

4.. اُنظر : ديوانه ، ص ۲۳ ؛ الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۳ ، ص ۸۶ ؛ الأمالي لأبي علي القالي ، ص ۱۲۲ ؛ لباب الألباب لاُسامةبن منقذ ، ص ۲۶ .

5.. «ألف» : عليك .

6.. راجع : كشف المشكل من حديث الصحيحين ، ج ۲ ، ص ۷ ـ ۸ ؛ البداية و النهاية ، ج ۸ ، ص ۱۰۶ ؛ النهاية في غريب الحديث ، ج ۳ ، ص ۲۰۹ ؛ لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۱۷۰ عِرض .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5803
صفحه از 488
پرینت  ارسال به