عرض الرجل نفسه، و احتجّ بحديث النبيّ صلىاللهعليهوآله في صفة أهل الجنّة: لا يتغوّطون و لا يبولون ؛ إنّما هو عرق يجري من أعراضهم مثل المسك.۱ قال: معناه من أبدانهم ؛ و احتجّ بقول أبي الدرداء: أقرِضْ مِن۲ عِرضك ليوم فقرك. قال: معناه: أقرِض من نفسك بأن لا تَذكُر مَن ذكرك. و احتجّ بحديث أبي ضمضم: اللّهمّ إنّي تصدّقتُ بعِرضي على عبادك۳ ـ قال: معناه بنفسي ـ و أحللتُ مَن يغتابني. قال: فلو كان العِرض الأسلاف لما جاز أن يُحِلَّ مَن سبّ الموتى ؛ لأنّ ذلك إليهم لا إليه.
قال ابن الأنباري: و الّذي ذَكَرَه واضح الخطاء ؛ أ لا ترى مسكينا الدارميَّ يقول:
رُبّ مهزولٍ سَمينٌ عِرضُه
و سمينِ الجسم مهزولُ الحَسَب۴
فلو كان كما قال لكان معنى قول مسكين مستحيلاً ؛ لأنّه لا يقال: «رُبّ مهزول سمين جسمه» ؛ لأنّه مناقضة، و قول النبيّ صلىاللهعليهوآله: «من أعراضهم» قال الاُمويّ: أي مَغابِنهم، و هي المواضع الّتي تَعرَق. و كذلك حديث أبي الدرداء معناه: من عابك۵ بذكر أسلافك فلا تُجازه، و كذلك حديث أبي ضمضم: «أحللت /۲۰۶/مَن ذكرني و ذكر أسلافي» ؛ لأنّ ذكر الأسلاف بالعيب يرجع إليه.
و في كلام عمر للحُطَيئة: «فاندفعتَ تُغَنِّي بأعراض المسلمين» في كلام طويل.۶ و الصحيح ما قاله أبو العبّاس ثعلب.
1.. مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۳۱۶ ؛ الفائق في غريب الحديث ، ج ۲ ، ص ۳۴۵ ؛ غريب الحديث لابن سلاّم ، ج ۱ ، ص ۱۵۴ .
2.. «ألف» : ـ من .
3.. المجموع للنووي ، ج ۲۰ ، ص ۶۲ .
4.. اُنظر : ديوانه ، ص ۲۳ ؛ الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۳ ، ص ۸۶ ؛ الأمالي لأبي علي القالي ، ص ۱۲۲ ؛ لباب الألباب لاُسامةبن منقذ ، ص ۲۶ .
5.. «ألف» : عليك .
6.. راجع : كشف المشكل من حديث الصحيحين ، ج ۲ ، ص ۷ ـ ۸ ؛ البداية و النهاية ، ج ۸ ، ص ۱۰۶ ؛ النهاية في غريب الحديث ، ج ۳ ، ص ۲۰۹ ؛ لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۱۷۰ عِرض .