السيّد العالم الأطهر ضياء الدين فضل اللّه الراونديّ من قاشان إلى أصبهان:
شوقي إلى مولاي عبد الرحيم
عرّض قلبي للعذاب الأليم
وا عجباً من جنّة شوقها
يوقد في الأحشاء نار الجحيم
فأجابه بقصيدة، منها:
لكنّ ما كلّفني من أسى
لبعد فضل اللّه ما أن يريم
فإن يغب أفديه عن ناظري
فهو على النأي بقلبي مقيم
فكاهة زينَتْ بفضلٍ فلا
ينكل عنها الطبع بل لا يخيم
كلّ حميد و جميل إذا
قيس به يوماً ذميم دميم
سل عنه راوند فإن أنكرت
فاسأل به البطحاء ثمّ الحطيم
و هل أنى فاسأل تجدنا طلقاً
عن صئصئ المجد و بيت صميم
ذلك فضل اللّه يؤيه من
يشاء و الفضل لديه عظيم
و امتدح جمال الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن الإخوة السيّدُ ضياء الدين، و كتب بها إلى قاشان ضمن كتاب فيه: كتابي أطال اللّه بقاء المجلس الأسمى الأجلى السيّدي الأميري الإمامي الضيائي، و أدام علوّه في سعادة متواصلة الآماد متلاحقة الأمداد، و أنا إن صدفَتني العوائق عن النهوض بواجب خدمته و الاستقلال بمعترضات منّته، فإنّي مثابر على أدعيةٍ لتلك الحضرة العالية أواليها، و أثنية لا أزال على العلاّت اُعيدها و اُبديها، مدفوع مع ذلك إلى تردّد جيرتي و تلدّد بلدتي، و ذلك أنّي إذا استبنت التقصير خجلت، و إذا اعتراني الخجل قصرت، و تلك خطّة لا يجد القلم معها تمالكاً، و لا الخاطر عندها تماسكاً، فأعدلُ إلى معاينة المقدار، و أتجاوزُ في تعنيفه المقدار، و أقفُ في التشوير بين الباب و الدار هذا.
أمّا أنا فكما علمت فكيف أنت و كيف حالك
يضحي ادّكارك مونسي و يبيت في عيني خيالك
بل لا كيف بأنّ الثناء بحمد اللّه ذائع، و الخير في الأطراف شائع، بانتظام الاُمور لديه، و