و ترويجا /۱۶۲/لمعاملته، و لو كان عالما بقدر اسم اللّه ـ عزّ اسمه۱ ـ لكان يربو۲ عن التفوُّه به فيما لا قيمة له۳ و لا قدر ؛ فإنّ حطام الدنيا ـ كائنا ما كان ـ أخسّ و أنذل۴ من ذلك.
و روي: أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله مَرّ بشاةٍ ميّتةٍ فقال لأصحابه: ما قَدْرُ هذه الشاة الميّتة عند أهلها؟ قالوا: لا قدر لها. فقال صلىاللهعليهوآله: و الّذي بعثني بالحقّ، الدنيا عند اللّه تعالى أهوَنُ مِن هذه عند أصحابها.۵ أو كما قال عليهالسلام.
و ليس قدْرُ الدنيا بالغا هذا المبلغ، بل هي جيفةٌ يتنازعها كلاب تَتَهارش عليها.
و ما أحسَنَ ما قال القائل:
و مَن يَذُقِ الدنيا فإنّي طَعِمتُها
و سِيقَ إلينا عَذْبُها و عذابُها
فما هي إلاّ جيفةٌ مستحيلةٌ
عليها كِلابٌ هَمُّهنّ اجتذابُها
فإن تجتنبها۶ كنتَ سِلما لأهلها
و إن تجتذبها نازَعَتْك كلابُها۷
و قال عليهالسلام: لو كانت الدنيا تَزِنُ عند اللّه جناحَ بعوضةٍ لما سَقى كافرا منها شربةَ ماء.۸
1.. «ألف» : بقدر اللّه عزّ و علا اسمه .
2.. رَبَوتُ : عَلَوتُ . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۰۶ ربو .
3.. «ألف» : ـ له .
4.. «ألف» : أبذل .
5.. راجع : مجمع الزوائد للهيثمي ، ج ۱۰ ، ص ۲۸۷ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۱۳۸ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ج ۶ ،ص ۱۵۷ .
6.. «ألف» : تحبَّبتها .
7.. منسوب إلى الإمام عليّ ؛ اُنظر : حياة الحيوان الكبرى ، ج ۱ ، ص ۴۱۱ .
8.. تفسير ابن كثير ، ج ۱ ، ص ۶۸ ؛ فتوح الشام للواقدي ، ج ۱ ، ص ۲۴۲ .