و في الحديث: إذا زُكِّيَ الفاسقُ اهتَزَّ العرشُ،۱ فكيف يبارِك اللّه في قوم هذا دأبهم يزكّون على اللّه الظَّلَمةَ و الفاسقين، و لهذا يقال /۱۵۳/ في الشام للكرسيّ الّذي يُقَصُّ عليه: حِمارُ الكذّابين.
فهو۲ ينتظر المقت ؛ أي يَؤول أمرُه إلى ذلك، و العامّي المسكين إذا سَمع منه ذكرَ اللّه تعالى و ذكر رسوله صلىاللهعليهوآله ظنّ به خيرا، فجلس إليه ليسمع موعظةً فهو ينتظر الرحمة.
ثمّ قال عليهالسلام: «و التاجر ينتظر الرزق» ؛ يعني: التاجر الصدوق الأمين الّذي لا يَحلف كاذبا، و لا يَبخس في البيع، و لا يخون و لا يسرق، بل يؤدّي الأمانةَ فيما /۱۶۵/ هو بصدده، فهو ينتظر النماء و البركة من اللّه تعالى، و هو بعرض ذلك.
و في الحديث النبويّ: التاجر الصدوق الأمين مع النبيّين و الصدّيقين و الشهداء.۳
و المحتكر الّذي يَحبس الطعام على الناس عند احتياجهم إليه و استغنائه عنه ـ يتربّص به اصطياد أموالهم و ذهاب بيوتهم ـ ينتظر اللعنة و الإبعاد من رحمة اللّه تعالى، و يصل إليه في الآخرة، و يشقى في دار الدنيا، و اُخبِرَ۴ بذلك عن معاينةٍ، فكم قد رأيتُ من۵ المحتكرين و قد جَمعوا أموالاً جَمَّةً، ثمّ رأيتُهم و لم يَبق لهم ما يتقوّتونه، فهو ينتظر اللعنة أي بعرض ذلك.
و روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله: الاحتكار في عشرة أشياء: في البُرّ و الشعير و التمر و الزبيب و الذرّة و السَّمْن و الزَّيْت و العسل و الجُبن و الجَوز.۶