451
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و قيل: النبيّ: الطريق،۱ قال۲:

لأصبح رَتْما دُقاقَ الحَصَى

مكانَ النبيِّ مِن الكاتب۳

و النبيّ سُمِّي بذلك لأنّه طريقٌ إلى اللّه‏ ـ عزّ و جلّ ـ فيما لا يُعلم عقلاً.

و قال اليزيديّ۴: إنّما سمّي الأنبياء أنبياء لأنّهم قد ارتفعت درَجتُهم و استعلت۵ منزلتهم على سائر الخلق.

أثنى صلى‏الله‏عليه‏و‏آله على هذه الأفعال، و أخبرَ أنّها من أفعال الفتوَّة و أشعار المروّة و أخلاق النبوّة، و صيّر مجموعها /۱۴۹/ جزءا من أجزاء النبوّة ؛ لأنّ كلّ نبيّ نَبَّأَه اللّه‏ُ تعالى فهو۶ متحلٍّ بهذه الأفعال، فكأنّها أجزاء من النبوّة، و هذه الأفعال الأربعة المذكورة في الحديث متقاربة المعنى كان مستقاها من مَعين واحد.

و تخصيصه للستّة۷ و العشرين من بين العَدَد و قوله عليه‏السلام: جزء مِن ستّةٍ و عشرين جزءا من النبوّة ؛ ثلاثةٌ في ستّة و عشرين تكون ثمانيةً و سبعين۸، و هي الخصال المذكورة في الثمانين الّتي ينبغي أن لا يخلو المؤمن المخلص منها، و هي مجموعة معروفة.

و قال عليه‏السلام في موضع آخر۹: الإيمان بضعة و سبعونَ۱۰ بابا، أعلاها شهادةُ أن لا إله إلاّ اللّه‏، و

1.. راجع : إملاء ما منّ به الرحمن للعكبري ، ج ۱ ، ص ۴۰ ؛ جامع البيان للطبري ، ج ۱ ، ص ۴۵۲ .

2.. «ألف» : ـ قال .

3.. عن أوس بن حجر . اُنظر : الأمالي لأبي علي القالي ، ص ۲۹۴ ؛ سمط اللآلي ، ج ۲ ، ص ۶۶۱ .

4.. لم نعثر على قوله في موضع .

5.. «ألف» : اشتعلت .

6.. «ألف» : ـ فهو .

7.. «ألف» : الستّة .

8.. «ألف» : تكن ثمانية و تسعين .

9.. «ألف» : ـ في موضع آخر .

10.. «ألف» : «ستّون» خلافا لأكثر المصادر .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
450

و «الصَّمْت»: السُّكوت، تقول: صَمَتَ يَصْمُتُ صَمتا و صُموتا و صُماتا، و رجُلٌ صِمِّيتٌ: سِكِّيتٌ.

و «النُّبُوَّة»: الرسالة، و هي من النبأ ؛ لأنّه يُخبِر عن اللّه‏ تعالى بأمره و نهيه.

و هو فَعيل بمعنى مُفْعَل أي مُنبَأ، كحبيب بمعنى مُحَبّ، /۱۶۰/ و الجمع نُبَآء كعظيم و عُظَماء.

قال۱ عبّاسٌ۲:

يا خاتِمَ النُّبَاءِ إنَّكَ مُرسَل

بالحقِّ كُلَّ هُدَى السبيلِ هَداكا۳

و يُجمَع على أنبياءَ كوصيٍّ و أوصياء، و دَعِيٍّ و أدعياء، و أصل النبيّ على هذا هَمْزٌ ثمّ تركوه كما تركوا الهمز في الذُّرِّيَّة و الرَّويَّة، و استَدَلّوا على۴ ذلك بقولهم في مُسَيلِمَة: نُبَيِّئَة سوء.۵

و قال بعضهم: هو من النَّبْوَة و النَّباوَة أي الارتفاع.

و روي أنّه قال عليه‏السلام لمن قال له: يا نَبيءَ اللّه‏. فقال: لست بنبيءِ اللّه‏ ؛ أنا نبيُّ اللّه‏.۶ و قال: لا تَنْبِرُوأ باسمي۷ أي لا تَهمِزوا، و النَّبْرَة۸ الهمزة، و قريش لا تَنْبِرُ۹ أي لا تَهْمِز.

1.. «ألف» : + ابن .

2.العبّا بن مرداس السلمي . عبد الستّار .

3.. اُنظر : الكامل في اللغة و الأدب ، ج ۲ ، ص ۴۰ ؛ المقتضب ، ج ۱ ، ص ۱۹۴ ؛ نسب قريش ، ص ۲۳۲ .

4.. «ألف» : في .

5.. يقولون : كانت نُبَيِّئَةُ أو نبوَّةُ مُسَيْلِمةَ نُبَيِّئَةَ سَوءٍ . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۱۶۳ نبأ .

6.. تفسير السمعاني ، ج ۱ ، ص ۸۷ .

7.. في المصدر : «اسمي» . راجع : المحرَّر الوجيز ، ج ۲ ، ص ۴۶۲ .

8.. «ألف» : البترة .

9.. «ألف» : لا تعبّر .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4175
صفحه از 503
پرینت  ارسال به