تمام الحديث: مَن تَرَكَه خَوفا مِن اللّه آتاه إيمانا يَجِدُ حَلاوتَه في قَلبِه.
و المعنى يجوز أن يكون على أنّ۱ النظر سهم يصيب المَرميَّ۲ فيقتله۳، و يجوز ـ و اللّه أعلم ـ أن يكون على أنّه كالسهم المسموم الّذي يرتدّ۴ على الناظر فيقتله، و هذا أقرب من جهة المعنى ؛ لأنّ الخطاب للناظر لا المنظور إليه، و هذا نهي عن النظر إلى المحارم، فربّما أورث ذلك ذهاب النفس و المال /۱۵۱/ و الولد و الدين و الدنيا، و كم من ذلك، و لذلك قال حكيمهم:
و كنتَ إذا أرسلتَ طرفك رائدا
لِقلبك يوما أتعَبَتْك المناظرُ
رأيت الّذي ما۵ كُلُّه أنت قادرٌ
عليه و لا عن بعضِه أنت صابر۶
و قال النبيّ صلىاللهعليهوآله لأمير المؤمنين عليهالسلام: يا عليّ، إنّ لك في الجنّة كنزا، و إنّك۷ ذو قَرنَيها، و لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النظرةَ ؛ فإنّ لك الاُولى، و ليست لك الاُخرى.۸
و إنّما قال عليهالسلام: «الاُولى لك» لأنّه لا قصد له فيها، و إنّما اتّفقت من غير قصد، و الإنسان لا يؤاخَذ بما لا يقصده و ينويه، و الثانية إنّما كانت عليه لأنّها عن قصد.
و روي عن جرير، قال: سألتُ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله عن نظر۹ الفجأة؟ فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله: اصرف بصرك. و قال تعالى: «قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ»۱۰.۱۱
1.. «ألف» : ـ تمام الحديث . . . على أنَّ .
2.. «ب» : المرقي .
3.. «ألف» : فقتله .
4.. «ألف» : يريد .
5.في المصادر : لا .
6.. اُنظر : التذكرة الحمدونية ، ج ۶ ، ص ۱۶۵ ، عيون الأخبار ، ج ۴ ، ص ۲۳ .
7.. «ب» : + يا عليُّ .
8.. العمدة لابن البطريق ، ص ۲۶۲ ، ح ۴۱۰ ؛ و ص ۲۶۵ ، ح ۴۱۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۳۵۱ و ۳۵۳ و ۳۵۷ ؛ سننالدارمي ، ج ۱ ، ص ۴۷۶ ، ح ۲۱۴۹ ؛ و ج ۲ ، ص ۲۹۸ و في كلّ المصادر : «الأخيرة» أو «الآخرة» بدل «الاُخرى» .
9.. «ألف» : ـ نظر .
10.. النور ۲۴ : ۳۰ .
11.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۳۶۱ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۲۷۸ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۴۷۶ ، ح ۲۱۴۸ .