433
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و سئل ابن عبّاس: ما الكبائر؟ فذكر النظر.۱

و عن مجاهد: إذا أقبلَتِ المرأةُ جلس الشيطان على رأسها فزيّنها۲ لمن ينظر إليها، و إذا۳ أدبرت جلس على عجُزها فزيّنها لمن ينظر إليها.۴

و قال كعب: إيّاكم و النظر إلى النساء و ثيابهنّ ؛ فإنّهنّ من سهام إبليس الّتي يَقتل بهنّ.۵

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ما من رجل ينظر إلى محاسن امرأة ثمّ يغضّ بصره، إلاّ أحدث اللّه‏ تعالى له عبادةً يجد۶ حلاوتها.۷

و قال عبد الجبّار الخراساني: كنت جالسا مع ابن عمر على باب داره /۱۴۲/ إذ أقبلَ غلامٌ صَبيح، فقام ابن عمر فدخل داره، و أغلق بابه، حتّى خرج الغلام من سِكَّته۸، فسألته عن ذلك؟ فقال: إنّ النظر إليهم حرام، و الجلوس معهم حرام، و الكلام معهم حرام.۹

و في الحديث: لا تجالسوا أولاد الأغنياء ؛ فإنّ لهم فِتَنا كفتن العَذارى.۱۰

و قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: من أصاب من امرأة نظرةً حراما، ملأ اللّه‏ عينيه نارا يوم القيامة، ثمّ يؤمر به إلى النار ؛ و من قدر عليها فتركها، دخل في صحبة اللّه‏ برحمته، ثمّ يؤمر به إلى الجنّة.۱۱

1.. راجع : إرواء الغليل للألباني ، ج ۵ ، ص ۲۵ .

2.. «ألف» : «زيّتها» ، و كذلك المورد الآتي .

3.. «ب» : فإذا .

4.. نقل عنه القرطبي في تفسيره ، ج ۱۲ ، ص ۲۲۷ .

5.. لم نعثر عليه .

6.. «ألف» : أحدث اللّه‏ له عبادةً يجده .

7.. الترغيب و الترهيب ، ج ۳ ، ص ۳۴ ، ح ۲ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ۳ ، ص ۲۹۳ .

8.. «ألف» : سَكنه .
السِّكَّة : الزُّقاق . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۴۴۱ سكك .

9.. لم نعثر عليه .

10.. راجع : تذكرة الموضوعات ، ص ۱۸۱ ؛ الدرّ المنثور للسيوطي ، ج ۳ ، ص ۱۰۱ .

11.. بغية الباحث لابن أبي اُسامة ، ص ۷۳ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
432

تمام الحديث: مَن تَرَكَه خَوفا مِن اللّه‏ آتاه إيمانا يَجِدُ حَلاوتَه في قَلبِه.

و المعنى يجوز أن يكون على أنّ۱ النظر سهم يصيب المَرميَّ۲ فيقتله۳، و يجوز ـ و اللّه‏ أعلم ـ أن يكون على أنّه كالسهم المسموم الّذي يرتدّ۴ على الناظر فيقتله، و هذا أقرب من جهة المعنى ؛ لأنّ الخطاب للناظر لا المنظور إليه، و هذا نهي عن النظر إلى المحارم، فربّما أورث ذلك ذهاب النفس و المال /۱۵۱/ و الولد و الدين و الدنيا، و كم من ذلك، و لذلك قال حكيمهم:

و كنتَ إذا أرسلتَ طرفك رائدا

لِقلبك يوما أتعَبَتْك المناظرُ

رأيت الّذي ما۵ كُلُّه أنت قادرٌ

عليه و لا عن بعضِه أنت صابر۶

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لأمير المؤمنين عليه‏السلام: يا عليّ، إنّ لك في الجنّة كنزا، و إنّك۷ ذو قَرنَيها، و لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النظرةَ ؛ فإنّ لك الاُولى، و ليست لك الاُخرى.۸

و إنّما قال عليه‏السلام: «الاُولى لك» لأنّه لا قصد له فيها، و إنّما اتّفقت من غير قصد، و الإنسان لا يؤاخَذ بما لا يقصده و ينويه، و الثانية إنّما كانت عليه لأنّها عن قصد.

و روي عن جرير، قال: سألتُ رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عن نظر۹ الفجأة؟ فقال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اصرف بصرك. و قال تعالى: «قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ»۱۰.۱۱

1.. «ألف» : ـ تمام الحديث . . . على أنَّ .

2.. «ب» : المرقي .

3.. «ألف» : فقتله .

4.. «ألف» : يريد .

5.في المصادر : لا .

6.. اُنظر : التذكرة الحمدونية ، ج ۶ ، ص ۱۶۵ ، عيون الأخبار ، ج ۴ ، ص ۲۳ .

7.. «ب» : + يا عليُّ .

8.. العمدة لابن البطريق ، ص ۲۶۲ ، ح ۴۱۰ ؛ و ص ۲۶۵ ، ح ۴۱۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۳۵۱ و ۳۵۳ و ۳۵۷ ؛ سننالدارمي ، ج ۱ ، ص ۴۷۶ ، ح ۲۱۴۹ ؛ و ج ۲ ، ص ۲۹۸ و في كلّ المصادر : «الأخيرة» أو «الآخرة» بدل «الاُخرى» .

9.. «ألف» : ـ نظر .

10.. النور ۲۴ : ۳۰ .

11.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۳۶۱ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۲۷۸ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۴۷۶ ، ح ۲۱۴۸ .

تعداد بازدید : 4118
صفحه از 503
پرینت  ارسال به