43
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

أوردته ؛ فإنّ الموضع اقتضاه:

مشط و منشفة فيه حسدتهما

دمعي لذاك هما فيّاض عارضه

فتلك حاظية من مسّ أخمصه

و ذاك مستغرق في لمس عارضه

و أنشدني كمال الدين أحمد لوالده السيّد أبي الرضا فضل اللّه‏ في تعريب معنى بهلويّ:

أبيت أسْلي القلب عن حبّه

أقول قلبي منه فرّغته

حتّى إذا واجهته مصبحاً

عاد هباءً كلّ ما قلته

و قال: و قلت أنا أيضاً في المعنى و أنشدني لنفسه:

اُحدّث طول الليل نفسي أنّني

اُفرّغ قلبي عن ودادك ساليا

فأغدو و قد أبصرت وجهك ضاحكاً

فحينئذٍ يضحى هباءً مقاليا۱

قال العلاّمة السيّد شهاب الدين المرعشي: «و في المشجّرة القديمة لهذه السلسلة ما نصّه: الخبير الديّن الورع، الشاعر الفقيه، له عقب ببلدة قاشان. أقول: توفّي سنة ۵۵۰ ه».۲

۳. السيّد تاج الدين أبو الفضل محمّد بن فضل اللّه‏ الحسني الراوندي

قال منتجب الدين رحمه‏الله في الفهرست:

«السيّد تاج الدين أبو الفضل محمّد ابن السيّد الإمام ضياء الدين أبي الرضا فضل اللّه‏ بن علي الحسنيّ الراوندي، فقيه فاضل».۳

و عبّر عنه الشيخ محمّد عليّ السهوريّ رحمه‏الله في كتابه عدّة الخلف بهذا البيت:

و نجل فضل اللّه‏ ذو الفضل التقي

محمّد مجد الكرام السيلقي۴

1.. خريدة القصر و جريدة العصر قسم شعراء بلاد العجم ، ج ۳ ، ص ۷۶ ـ ۷۸ .

2.. لمعة النور و الضياء في ترجمة السيّد أبي الرضا ، ضمن موسوعة العلاّمة المرعشي ، ج ۱ ، ص ۲۴۳ .

3.. الفهرست لمنتجب الدين ، ص ۱۸۰ ، ش ۴۵۳ .

4.. نقل عنه المحدّث الأرموي الفقيد في الفهرست للرازي ، ص ۱۷۵ و في مقدّمته لديوان الراوندي ، ص «لد» .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
42

أشأمت، و ما أنست لبيانه ببارقة و لا شمت، و أنا بالشام الآن لا أدري أ هو في الأحياء، أم لحق بالسعداء؟ و قد ذهب عنّي ما علقته من شعر ولده الكمال، و إنّما أذكر يوما و قد تناشدنا رباعيّةً عجميّةً يتكلّف كلّ منّا الفكر في تعريبها و سبكها على ترتيبها، و ستعرف معناها بما نلمّحه من الأبيات ؛ فممّن عرّبها السيّد كمال الدين أحمد بن فضل اللّه‏ بقوله يصف المشط و حجر الرِّجل مع الحبيب:

إنّي لأحسد فيه المشط و النشفة

لذاك فاضت دموع العين مختلفة

هذا يعلّق في صدغيه أنملة

و ذي تقبّل رجليه بألف شفة

ثمّ أعاد المعنى في مرّة اُخرى فقال:

كم أحسد نشفة و مدرى

فيه فمدامعي هوا ذى

فوق الصدغين كفّ هذا

تحت القدمين وجه هاذى

و كان حبيب شمس الدين أحمد شاد الغزنويّ بأصبهان، فعمل:

إنّي أغار على مشط يعالجه

و نشفة حظيت من قربها زمنا

هذا يغازل صدغيه و أحرمه

و ذي تقبّل رجليه و ليت أنا

و قال أحمد شاد الغزنويّ أيضاً في المعنى:

المشط و النشفة المحسود شأنهما

كلاهما و الهوى يا سعد ملحوظ

فتلك باللثم من رجليه فائزة

و ذاك بالمسك من صدغيه محظوظ

و عرّب المعنى أيضاً فخر الدين أبو المعالي محمّد بن مسعود القسّام، فقال:

أغار منه على مشط و منشفة

حتّى أغصّ بدمع منه منسجم

فذا يمدّ يديه تحت طرّته

و ذي يقبّل فوها صفحة القدم

و إنّما ذكروا الدمع ؛ لأنّ نظم الفارسيّة مرتّب على هذه القاعدة، فدخلتُ في زمرتهم و انتهجت في محجّتهم، وعرّبت البيتين و قلت، و شعري حينئذٍ لا أرضاه، غير أنّي

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3412
صفحه از 503
پرینت  ارسال به