أشأمت، و ما أنست لبيانه ببارقة و لا شمت، و أنا بالشام الآن لا أدري أ هو في الأحياء، أم لحق بالسعداء؟ و قد ذهب عنّي ما علقته من شعر ولده الكمال، و إنّما أذكر يوما و قد تناشدنا رباعيّةً عجميّةً يتكلّف كلّ منّا الفكر في تعريبها و سبكها على ترتيبها، و ستعرف معناها بما نلمّحه من الأبيات ؛ فممّن عرّبها السيّد كمال الدين أحمد بن فضل اللّه بقوله يصف المشط و حجر الرِّجل مع الحبيب:
إنّي لأحسد فيه المشط و النشفة
لذاك فاضت دموع العين مختلفة
هذا يعلّق في صدغيه أنملة
و ذي تقبّل رجليه بألف شفة
ثمّ أعاد المعنى في مرّة اُخرى فقال:
كم أحسد نشفة و مدرى
فيه فمدامعي هوا ذى
فوق الصدغين كفّ هذا
تحت القدمين وجه هاذى
و كان حبيب شمس الدين أحمد شاد الغزنويّ بأصبهان، فعمل:
إنّي أغار على مشط يعالجه
و نشفة حظيت من قربها زمنا
هذا يغازل صدغيه و أحرمه
و ذي تقبّل رجليه و ليت أنا
و قال أحمد شاد الغزنويّ أيضاً في المعنى:
المشط و النشفة المحسود شأنهما
كلاهما و الهوى يا سعد ملحوظ
فتلك باللثم من رجليه فائزة
و ذاك بالمسك من صدغيه محظوظ
و عرّب المعنى أيضاً فخر الدين أبو المعالي محمّد بن مسعود القسّام، فقال:
أغار منه على مشط و منشفة
حتّى أغصّ بدمع منه منسجم
فذا يمدّ يديه تحت طرّته
و ذي يقبّل فوها صفحة القدم
و إنّما ذكروا الدمع ؛ لأنّ نظم الفارسيّة مرتّب على هذه القاعدة، فدخلتُ في زمرتهم و انتهجت في محجّتهم، وعرّبت البيتين و قلت، و شعري حينئذٍ لا أرضاه، غير أنّي