413
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و فائدة الحديث: الحثّ على قراءة القرآن و تحصيل علومه و التزام أحكامه، و تعريف أنّه هو الغنى البليغ.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۲۰۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: /۱۴۲/ الإِتيانُ۱ بِالقَدَرِ يُذهِبُ الهَمَّ وَ الحَزَنَ.۲

أصل «القدَر»: تبيين كمّيّة الشيء، و يقال فيه القَدْر، يقول: قَدَرتُ الشيءَ أقدِره قَدْرا، و قدّرته تقديرا، قال اللّه‏ تعالى: «فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ»۳، و قَدَرُ اللّه‏ ما يقدِّره و يقضيه، و يقال فيه قَدْر.

قال:

ألا يا لَقَومِ۴ للنوائب و القَدْر

و لِلأمرِ۵ يأتي المرءَ مِن حيثُ لا يَدري۶

و المَقدُرَة و المَقدَرَة بمعنى القُدرة، فأمّا مِن القضاء و القدر فمقدَرة بالفتح لا غير.

و «الهمّ»۷: الغمّ الّذي يذيب الإنسانَ، من قولهم: /۱۳۴/ هَمَّ الشحمَ، و الهاموم ما ذاب منه.

1.. في أكثر المصادر : الإيمان .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۸۷ ، ح ۲۷۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۴۷۹ ، ح ۳۱۰۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۱۰۶ ، ح ۴۸۱ ؛ميزان الاعتدال ، ج ۲ ، ص ۱۱۷ ، ح ۳۰۸۹ ؛ لسان الميزان ، ج ۳ ، ص ۱۲ .

3.. المرسلات ۷۷ : ۲۳ .

4.. «ألف» : ألا بالقوم .

5.. «ألف» : الأمر .

6.. اُنظر : سمط اللآلي ، ج ۲ ، ص ۶۳۹ ؛ و في الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۸۶ نقله عن الأخفش ، و فيه : «لقومي» بدل «لقوم» ، كمافي لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۷۴ ؛ و تاج العروس ، ج ۷ ، ص ۳۷۰ قدر . خلافا للتبيان للطوسي ، ج ۶ ، ص ۲۳۹ ؛ و تفسير مجمع البيان ، ج ۲ ، ص ۱۲۱ ، و ج ۶ ، ص ۲۸ ، و فيهما : لقوم .

7.. و على هذا يكون قولُ أكثر المتأخِّرين : هذا أمرٌ هامٌّ ، مِن الغلط الفاحش ؛ لأنَّ الهامَّ هو «المُحزِن» ، و الصَّوابُ : أمرٌ مُهمٌ ،مِن «الأهميَّة» . عبد الستّار .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
412

سَلًى۱ قَطُّ و جنينا، و لم تَضُمّ رحمها على ولد، و السَّلى: الجلدة الرقيقة التي تكون فيها ولد المواشي.

و «الغنى»: الاستغناء، فمعنى قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: القرآن ـ أي التزام أحكامه، و العمل بأوامره، و الانتهاء عن مناهيه ـ غنى لا فقر بعده، و لعمري إنّه الغنى الّذي لا غنى فوقه، و لا يفتقر بعده صاحبه، و بعد فإنّه۲ مَدعاة إلى مكارم الأخلاق و التصوّن و كسر النفس و قصر الآمال۳ و قمع الشهوات و حسم الأطماع، و أيّ فقر أفقر من الطمع؟! و قد قيل: الطمع فقر حاضر.۴ و ما أكثر مَن صرعه الطمع، و ورّطه في عاثور۵ لم ينتعش۶ منه!

و قال أمير المؤمنين صلوات اللّه‏ عليه: مَصارع العقول تحتَ بروق الأطماع.۷ فإذا حَسَمَ المؤمنُ موادّ الطمع عن الخَلق، و قصّر رغبته على ربّه تبارك و تعالى، فقد تخلّق بأخلاق القرآن، و تطبّع بطباعه، و أمن الفقر ؛ لأنّه حينئذٍ يكون قد سلّم ربقته۸ من ربّه تبارك و تعالى، و هو أغنى الأغنياء، و أولى مَن أغنى عبدَه عن غيره.

و قوله عليه‏السلام: «لا غنى دونه» أي ليس في الدنيا غنى ماوراء ذلك ؛ لأنّه إن أخلد إلى الأموال و الحطام كانت بعرض الزوال و الانتقال، و كان راغبا في لا مَرغب، فالغنى الحقيقي هو التزام أحكام القرآن، و مِثل ذلك ما روي عنه عليه‏السلام: من لم يَتَغَنَّ بالقرآن فليس منّا ؛۹ أي من لم يستغن۱۰ به و يقتبس من نوره، و لا يريد۱۱ به الغناء و ترجيع الصوت.

1.. السَّلَى : الجلدة الرقيقة التي يكون فيها الولد ، يكون ذلك للناس و الخيل و الإبل . اُنظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۹۶ سلو .

2.. «ب» : فهو .

3.«ب» : قصر الآمال و كسر النفس .

4.. راجع : فقه الرضا عليه‏السلام ، ص ۳۶۷ ؛ الدعوات للراوندي ، ص ۴۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۹ ، ص ۴۰۸ .

5.. العاثور : البئر ، و حفرة تُحفَر للأسد ليقع فيها للصيد أو غيره . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۵۴۰ عثر .

6.. «ألف» : ينعش .
و انتَعَش العاشر : نَهَضَ من عثرته ، و انتعش : ارتفع ، و الانتعاش أيضا : رفع الرأس ، و نَعَش الإنسانَ : تَدَاركه من هلكة ، ونَعَشَه اللّه‏ُ يَنعَشه : رَفَعه ، و سدّ فقره . انظر : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۳۵۵ نعش .

7.. عيون الحكم و المواعظ ، ص ۱۲۵ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ، ص ۶۳ ، ح ۴۷ ؛ المناقب للخوارزمي ، ص ۳۷۶ .

8.. الرِّبقة مِن الرِّبْق ، و هو الحبل تكون فيه عِدَّة عُرا جمع عروة تُشَدُّ به البَهْم (أولاد الضَّأْن وَ المَعز) ، الواحدةُ من العُرا : رِبقةٌ ، و في الحديث : «خَلَعَ رِبقَةَ الإسلام مِن عُنُقِه» ، و هو من باب الاستعارة . (عبد الستّار) .

9.. الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۱ ، ص ۲۵ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۴ ، ص ۲۷۱ ، ح ۴۶۷۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۹۲ ، ص ۱۹۱ ،ح ۲ ؛ فتح الباري ، ج ۹ ، ص ۶۰ ؛ عمدة القاري ، ج ۲۰ ، ص ۳۹ .

10.. «ألف» : لم يستيقن .

11.. هكذا في المخطوطتين ، و الأولى أو الصحيح : أو لا يريد .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3336
صفحه از 503
پرینت  ارسال به