«الرِّفق» في الاُمور: اللِّين و السهولة، و هو ضدّ العنف، تقول: رَفَقَ به يرفُق رِفقا. و «المعيشة»: ما يُتعيّش به، و هي مَفعلة مِن عاش يعيش، و العَيش: الحياة و هي أخصّ من الحياة ؛ لأنّ اللّه تعالى يوصَف بكونه حيّا، و لا يصحّ وصفه بالعيش، بل يختصّ بالحيوان. و «التجارة»: التصرّف في رأس المال طلبا للربح.
فيقول صلىاللهعليهوآله: إنّ الإنسان إذا أنفق على قدر وسعه و لم يُسرِف، كان ذلك الرفق خيرا له من أن يَتّجر و يجمع المال من حلّه و غير حلّه، فيركُم بعضَه على بعض. و الإسراف داخل في الخُرق.
و قال عليهالسلام: مِن فِقهِ الرَّجُلِ رِفقُه في معيشتِه.۱
و قال مجاهد: إذا كان في يد أحدكم شيء فليقتصد، و لا يتلونَّ هذه الآية: «وَ مَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ»۲ ؛ فإنّ الرزق مقسوم، فلعلّ رزقه قليل، و هو ينفق نفقة الموسَّع عليه.۳
و معنى الآية: و ما كان مِن خلفٍ فهو منه تعالى.
و عن أبي اُمامة: و ربما أنفق الإنسان ماله أجمع في الخِيَرَة، ثمّ لا يزال عائلاً۴ حتّى يموت، و لكن ما كان من خلف فهو منه تعالى.۵
و عن أبي اُمامة الباهليّ قال: إنّكم۶ تأَوِّلون هذه الآية على غير تأويلها: «وَ مَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ»! سمعتُ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يقول و إلاّ فصَمَّتا: إيّاكم و السرف في المال و النفقة، و عليكم بالاقتصاد، فما افتقر قوم اقتصدوا.۷
1.. مجمع الزوائد ، ج ۴ ، ص ۷۴ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۱۸۴ ؛ مسند الشاميّين ، ج ۲ ، ص ۳۵۳ ؛ الجامع الصغير ،ج ۲ ، ص ۵۴۵ ، ح ۸۲۵۶ .
2.. سبأ ۳۴ : ۳۹ .
3.. نقل عنه الثعلبي في تفسيره ، ج ۸ ، ص ۹۲ .
4.. العائل : الفقير ، قال تعالى «وَ وَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَى» . و مؤنَّثه : العائلة ، من الغلط الفاحش منذ القديم تسمية العيال و الاُسرةُ بـ«العائلة» . عبد الستّار .
5.. «ألف» : ـ و عن أبي اُمامة . . . منه تعالى .
6.. «ألف» : أيّكم .
7.. تفسير مجمع البيان ، ج ۸ ، ص ۲۲۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۵۳ ، ح ۵۴۵۴ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۸ ، ص ۹۲ .