379
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و قال عليه‏السلام: ما عالَ مَن اقتصد.۱

و فائدة الحديث: التحذير من السرف، و الحثُّ على حفظ۲ ما في اليد ؛ لكي لا يَحتاج إلى الناس فيُبتلى بحمد المعطي و ذمّ /۱۲۰/المانع، أو يُدفَع إلى تجارة ربّما لا يسلم من مَأثم فيه۳ و معصية.

و راوي الحديث: جابر بن عبد اللّه‏.

۱۷۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: التاجِرُ الجَبانُ مَحرومٌ، وَ التاجِرُ الجَسُورُ مَرزوقٌ.۴

«الجُبْن»: ضعف القلب /۱۲۶/ عمّا ينبغي أن يَقوى فيه. و «المحروم»: المضيَّق عليه في الرزق، و أصل الحرمان: المنع. و «الجَسارة»: الإقدام على الشيء من غير نظر في العاقبة، و «الجسور»: المِقدام.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ التاجر الّذي يَنظر في العواقب، و يُبقي على ماله و على ما في يديه، لا يُرزَق كثيرا ؛ و لكنَّ الّذي يغرِّر بنفسه، و يَحملها على الأخطار، و يقذفها في الأقطار، و يعلّق زِرَّ۵ الليل في عروة۶ النهار، و يَنفُض أحلاس۷ البراري في البحار، فطَورا يركب

1.. عدّة الداعي ، ج ۸ ، ص ۹۳ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۸ ، ص ۹۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۴۴۷ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۶ ،ص ۲۵۲ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۵ ، ص ۲۰۶ .

2.. «ألف» : ـ حفظ .

3.. «ألف» : ـ فيه .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۶۹ ، ح ۲۴۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۲۱ ، ح ۳۳۹۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۲۰ ، ح ۹۲۹۳ ؛كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۲۹۴ ، ح ۹۴۲ . مستدرك الوسائل ، ج ۱۳ ، ص ۲۹۴ ، ح ۹ و فيه عن الشهاب ؛ جامع أحاديث الشيعة ، ج ۱۷ ، ص ۱۱۸ و ۱۲۷ .

5.. الزِّرُّ و جمعه الأزرار : العروة التي تجعل الحبّة فيها ، و الجُويزَة التي تجعل في عروة الجيب . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۳۲۱ زرر .

6.. «ألف» : عدوة .

7.. حِلسُ البيت : ما يُبسط تحت حُرّ المتاع من مِسح و نحوه ، و الجمع أحلاس ، و فلانٌ حِلس بيته إذا لم يَبرحه ، على المثل . انظر : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۵۴ حلس .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
378

«الرِّفق» في الاُمور: اللِّين و السهولة، و هو ضدّ العنف، تقول: رَفَقَ به يرفُق رِفقا. و «المعيشة»: ما يُتعيّش به، و هي مَفعلة مِن عاش يعيش، و العَيش: الحياة و هي أخصّ من الحياة ؛ لأنّ اللّه‏ تعالى يوصَف بكونه حيّا، و لا يصحّ وصفه بالعيش، بل يختصّ بالحيوان. و «التجارة»: التصرّف في رأس المال طلبا للربح.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ الإنسان إذا أنفق على قدر وسعه و لم يُسرِف، كان ذلك الرفق خيرا له من أن يَتّجر و يجمع المال من حلّه و غير حلّه، فيركُم بعضَه على بعض. و الإسراف داخل في الخُرق.

و قال عليه‏السلام: مِن فِقهِ الرَّجُلِ رِفقُه في معيشتِه.۱

و قال مجاهد: إذا كان في يد أحدكم شيء فليقتصد، و لا يتلونَّ هذه الآية: «وَ مَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ»۲ ؛ فإنّ الرزق مقسوم، فلعلّ رزقه قليل، و هو ينفق نفقة الموسَّع عليه.۳

و معنى الآية: و ما كان مِن خلفٍ فهو منه تعالى.

و عن أبي اُمامة: و ربما أنفق الإنسان ماله أجمع في الخِيَرَة، ثمّ لا يزال عائلاً۴ حتّى يموت، و لكن ما كان من خلف فهو منه تعالى.۵

و عن أبي اُمامة الباهليّ قال: إنّكم۶ تأَوِّلون هذه الآية على غير تأويلها: «وَ مَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ»! سمعتُ رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يقول و إلاّ فصَمَّتا: إيّاكم و السرف في المال و النفقة، و عليكم بالاقتصاد، فما افتقر قوم اقتصدوا.۷

1.. مجمع الزوائد ، ج ۴ ، ص ۷۴ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۱۸۴ ؛ مسند الشاميّين ، ج ۲ ، ص ۳۵۳ ؛ الجامع الصغير ،ج ۲ ، ص ۵۴۵ ، ح ۸۲۵۶ .

2.. سبأ ۳۴ : ۳۹ .

3.. نقل عنه الثعلبي في تفسيره ، ج ۸ ، ص ۹۲ .

4.. العائل : الفقير ، قال تعالى «وَ وَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَى» . و مؤنَّثه : العائلة ، من الغلط الفاحش منذ القديم تسمية العيال و الاُسرةُ بـ«العائلة» . عبد الستّار .

5.. «ألف» : ـ و عن أبي اُمامة . . . منه تعالى .

6.. «ألف» : أيّكم .

7.. تفسير مجمع البيان ، ج ۸ ، ص ۲۲۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۵۳ ، ح ۵۴۵۴ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۸ ، ص ۹۲ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3074
صفحه از 503
پرینت  ارسال به