و «العذاب» هو الإيجاع الشديد، يقول: عذّبته تعذيبا. قال بعضهم: هو تفعيل للسلب ؛ عذَّبته أي سلبته العُذوبة كما تقول فدَّيته و مرَّضته. و قيل: هو من عَذَبَة السوط۱ أي ضربته بها، ثمّ استعمل في كلّ معاقبة. و قيل: هو من قولهم بات الفرس عَذوبا أي لم يأكل و لم يشرب، و عَذَّبته أي جعلته كذلك، و قد عَذَبَ إذا ترك ذلك، و يقال: أعذبته عن الأمر إذا منعته منه. و ليس في الحديث النهي عن السفر، بل فيه الإخبار عمّا فيه من المَشاقّ.
و قد روي عنه عليهالسلام: لو يَعلم الناس رحمة اللّه للمسافر لأمسى الناسُ كلّهم على ظَهر السفر ؛ إنّ اللّه بالمسافر رحيم.۲
و قال عليهالسلام ۳: إذا خرج أحدكم إلى سفر فليودّع إخوانه ؛ فإنّ اللّه تعالى جاعل له في دعائهم البركة.۴
و فائدة الحديث: بيان۵ أنّ السفر نوع من العذاب و المشقّة الّتي تكرهها النفس، و ينفر منها الطباع.
و قد قال بعض المتبرّمين بالسفر۶: لو قُلب۷ هذا الكلام /۱۱۶/ فقيل۸: «العذاب قطعة من السفر» لكان أيضا مفيدا.۹
و راوي الحديث: أبو هريرة.
۱۶۰.قوله صلىاللهعليهوآله: طاعَةُ النِّساءِ نَدامَةٌ.۱۰
«الطاعة» أصلها الانقياد و الإحاطة في المراد. و «الندامة»: التحسُّر على فائت،
1.. عَذَبَة السوط : طَرَفُه ، و العَذَبة : أحد عذبتي السَّوط ، و أطراف السيوف : عَذَبُها و عَذَباتُها ، و عَذَبَة السوط : عِلاقته ، و عذَّبتُ السوطَ فهو معذَّب إذا جعلتَ له عِلاقةً . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۵۸۵ عذب .
2.. كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۲۵۴ ، ح ۷۸۲ ؛ إرواء الغليل ، ج ۵ ، ص ۳۸۴ ، ح ۱۵۴۵ .
3.. «ألف» : ـ لو يعلم الناس . . . و قال عليهالسلام .
4.. الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۸۹ ، ح ۵۷۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۷۰۲ ، ح ۱۷۴۷۳ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۷ ، ص ۳۷۲ .
5.. «ألف» : ـ بيان .
6.. التبرُّم : الضجر ، و بَرِمتُ و تبرَّمتُ بكذا : ضَجَرتُ منه ، و قد أبرمَه فلانٌ إبراما أي أملَّه و أضجَرَه فبَرِمَ و تَبرَّمَ . انظر : العين ، ج ۸ ، ص ۲۷۲ ؛ لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۴۳ برم .
7.. «ألف» : قلت .
8.. «ألف» : و قيل .
9.. راجع : المبسوط للسرخسي ، ج ۱۶ ، ص ۴ .
10.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۶۰ ، ح ۲۲۶ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ، ص ۱۸ ، ح ۴۰ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۳ ، ص ۲۶۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۳ ، ص ۱۴۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۲۹ ، ح ۵۲۴۷ ، و ص ۵۵ ، ح ۴۷۲۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۴۴۰ ، ح ۷۳۴۶ ؛ و ج ۱۶ ، ص ۲۸۵ ، ح ۲۴۴۹۳ . الرواشح السماويّة ، ص ۲۸۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۳۰ ، ص ۴۱۵ .