357
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و قيل۱: أصله من منادمة الحزن للنادم.۲

و معنى الحديث: أنّ طاعة النساء تؤدّي إلى الندامة، فجعل السبب اسما للمسبَّب ؛ لأدائه إليه.

و قد روي عنه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: من أطاع امرأتَه كَبَّهُ۳ اللّه‏ على وجهه في النار. قيل: و ما تلك الطاعة؟ قال: تطلب إليه الذهاب إلى الحمّامات و العُرسات و العيدات و النياحات و الثياب الرقاق، فيجيبها فيه.۴

و۵ قال بعض السلف: إنّ المرأة ريحانة، و ليست بقهرمانة.۶

و كان عَقيل بن عُلَّفَة۷ يَعضل۸ بناته فلا يزوّجهنّ، فقيل له في ذلك، فقال: اُجيعهنّ فلا

1.. «ب» : «قيل : و» بدل «و قيل» .

2.. اُنظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۷۳ ندم .

3.. في أكثر المصادر : أكبّه .
كَبَّ الشيءَ يَكبُّه و كَبْكَبَه : قَلَبه ، و كَبَّه لوجهه فانكبَّ : صَرَعَه . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۶۹۵ كبب .

4.. الكافي ، ج ۵ ، ص ۵۱۷ ، ح ۳ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۲۱۶ ، ح ۸۰۱ ؛ الخصال ، ص ۱۹۶ ، ح ۲ ؛ ثواب الأعمال ،ص ۲۲۴ .

5.. «ألف» : ـ و .

6.. نهج البلاغة، الحكمة ۳۱؛ الكافي، ج۵، ص۵۱۰، ح۳؛ من لا يحضره الفقيه، ج۳، ص۵۵۶، ح۴۹۱۱؛ تحف العقول، ص۸۷ .

7.. عقيل بن عُلَّفة المُرِّيُّ ، أبو الوليد و أبو العميس ، شاعر من شعراء الدولة الاُموية .

8.. «ألف» : يعضد .
و عَضَلَ المرأةَ عن الزَّوج : حَبَسَها ، و عَضَلَ الرجلُ أيِّمَه و عَضَّلها : مَنَعها الزَّوجَ ظلما ، و عَضَل بى الأمرُ و أعضَلَ بي و أعضلني : اشتدّ و غلُظَ و استَغلَق . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۴۵۱ و ۴۵۲ عضل .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
356

و «العذاب» هو الإيجاع الشديد، يقول: عذّبته تعذيبا. قال بعضهم: هو تفعيل للسلب ؛ عذَّبته أي سلبته العُذوبة كما تقول فدَّيته و مرَّضته. و قيل: هو من عَذَبَة السوط۱ أي ضربته بها، ثمّ استعمل في كلّ معاقبة. و قيل: هو من قولهم بات الفرس عَذوبا أي لم يأكل و لم يشرب، و عَذَّبته أي جعلته كذلك، و قد عَذَبَ إذا ترك ذلك، و يقال: أعذبته عن الأمر إذا منعته منه. و ليس في الحديث النهي عن السفر، بل فيه الإخبار عمّا فيه من المَشاقّ.

و قد روي عنه عليه‏السلام: لو يَعلم الناس رحمة اللّه‏ للمسافر لأمسى الناسُ كلّهم على ظَهر السفر ؛ إنّ اللّه‏ بالمسافر رحيم.۲

و قال عليه‏السلام ۳: إذا خرج أحدكم إلى سفر فليودّع إخوانه ؛ فإنّ اللّه‏ تعالى جاعل له في دعائهم البركة.۴

و فائدة الحديث: بيان۵ أنّ السفر نوع من العذاب و المشقّة الّتي تكرهها النفس، و ينفر منها الطباع.

و قد قال بعض المتبرّمين بالسفر۶: لو قُلب۷ هذا الكلام /۱۱۶/ فقيل۸: «العذاب قطعة من السفر» لكان أيضا مفيدا.۹

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۱۶۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: طاعَةُ النِّساءِ نَدامَةٌ.۱۰

«الطاعة» أصلها الانقياد و الإحاطة في المراد. و «الندامة»: التحسُّر على فائت،

1.. عَذَبَة السوط : طَرَفُه ، و العَذَبة : أحد عذبتي السَّوط ، و أطراف السيوف : عَذَبُها و عَذَباتُها ، و عَذَبَة السوط : عِلاقته ، و عذَّبتُ السوطَ فهو معذَّب إذا جعلتَ له عِلاقةً . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۵۸۵ عذب .

2.. كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۲۵۴ ، ح ۷۸۲ ؛ إرواء الغليل ، ج ۵ ، ص ۳۸۴ ، ح ۱۵۴۵ .

3.. «ألف» : ـ لو يعلم الناس . . . و قال عليه‏السلام .

4.. الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۸۹ ، ح ۵۷۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۷۰۲ ، ح ۱۷۴۷۳ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۷ ، ص ۳۷۲ .

5.. «ألف» : ـ بيان .

6.. التبرُّم : الضجر ، و بَرِمتُ و تبرَّمتُ بكذا : ضَجَرتُ منه ، و قد أبرمَه فلانٌ إبراما أي أملَّه و أضجَرَه فبَرِمَ و تَبرَّمَ . انظر : العين ، ج ۸ ، ص ۲۷۲ ؛ لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۴۳ برم .

7.. «ألف» : قلت .

8.. «ألف» : و قيل .

9.. راجع : المبسوط للسرخسي ، ج ۱۶ ، ص ۴ .

10.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۶۰ ، ح ۲۲۶ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ، ص ۱۸ ، ح ۴۰ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۳ ، ص ۲۶۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۳ ، ص ۱۴۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۲۹ ، ح ۵۲۴۷ ، و ص ۵۵ ، ح ۴۷۲۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۴۴۰ ، ح ۷۳۴۶ ؛ و ج ۱۶ ، ص ۲۸۵ ، ح ۲۴۴۹۳ . الرواشح السماويّة ، ص ۲۸۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۳۰ ، ص ۴۱۵ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3175
صفحه از 503
پرینت  ارسال به