345
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

لم تكن على وفق ما يجب ؛ فإنّ الناس ما داموا في قيد الإسلام متديّنين له قائلين به فلن يخلو۱ من صورة صلاة تصلّى في الأوقات قُبِلَتْ أو رُدَّتْ.

و فائدة الحديث: الإخبار عن هذا الغيب و أنّه يقع الخلاف عقيب وفاته عليه‏السلام، و أنّ صورة الصلاة تبقى ما بقي الناس مسلمين.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۱۵۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَوَّلُ ما يُرفَعُ مِن هذِهِ الاُمَّةِ الحَياءُ وَ الأمانَةُ.۲

معنى هذا الحديث كالّذي قبله، و إشارة إلى ما كان يُعلم بالوحي من عند۳ اللّه‏ تعالى أنّ اُمّته يُقدِمون على محارم ينتهكونها و مظالم يرتكبونها استعصاما بالوقاحة و الخروج من حكم الحياء، و لَعَمري إنّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله كأنّه كان يَنظر من۴ وراء ستر رقيق إلى ما سيكون بعده، و كيف لا و الوسيط الصادق يخبره كلَّ يوم من عند ربّه بما سيكون، و ارتكاب القبائح كلّها من ارتفاع الحياء و فقدانه؟! فإنّ العبد لو كان في قيد حيائه لَما۵ شَرِب مسكرا و لا زنى و لا كذب و لا قتل و لا سرق، إلى غير ذلك ممّا لايخلو من السرف و الوقاحة.

و فائدة الحديث: الإخبار۶ بأنّ الأمانة و الحياء من أوّل ما يرتفع من هذه الاُمّة، و فيه حثٌّ على التمسّك بهما و الملازمة للواجب /۱۰۸/فيهما.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۱۵۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الوُدُّ۷ يَتَوارَثُ، وَ البُغضُ يَتَوارَثُ.۸

أصل «الوراثة»: انتقال قُنية۹ إلى غير صاحبها من غير عقد و لا ما هو جارٍ مجراه، يقول:

1.. «ألف» : تخلو .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۵ ، ح ۲۱۵ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱ ، ص ۵۱۱ ، ح ۶۶۳۵ ؛ مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ،ص ۸۸ ، ح ۲۶۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۱۲۱ ، ح ۵۷۷۱ و ۵۷۷۴ .

3.. «ألف» : عبد .

4.. «ألف» : إلى .

5.. «ألف» : ما .

6.. «ألف» : ـ الإخبار .

7.. في بعض المصادر : الحبّ .

8.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۶ ، ح ۲۱۸ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۱۷۶ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۷ ، ص ۱۸۹ ؛ الإصابة ،ج ۴ ، ص ۴۲۴ ، ح ۵۶۰۰ ؛ فيض القدير ، ج ۶ ، ص ۴۸۴ ، ح ۹۶۶۸ . الصراط المستقيم ، ج ۳ ، ص ۱۱۸ ؛ العقد النضيد و الدرّ الفريد لابن الحسن القمّي ، ص ۵۴ .

9.. «ألف» : فيئة . القنية : ما اكتُسب ، و قَنَيتُ الشيءَ و اقتنيتُه : كَسَبتُه ، و القِنوَة و القُنوَة و القِنيَة و القُنيَة : الكِسبة ، قَلَبوا فيه الواو ياءً للكسرة القريبة منها . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۲۰۱ قنا .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
344

ما انتهك من حرمة آل النبيّ ـ صلَّى اللّه‏ عليه و عليهم ـ حتّى لحقوا باللّه‏ تعالى ما بين مسموم و مقتول و مظلوم و مشرَّد في الآفاق لا /۱۱۱/ يستطيع أن يعرِّف نفسه فضلاً عن غير ذلك۱ ؛ حتّى روي أنّ الرواة في زمن بني اُميّة كانوا إذا أرادوا الرواية عن أمير المؤمنين عليه‏السلام قالوا: عن رجل من قريش! و ربّما قالوا: عن أبي زينب۲! إلى كثير ممّا يَجرَح الفؤادَ و يورِث الكُباد۳.

فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أوّل ما تفقدون من دينكم الأمانة، ثُمّ قال: و آخر ما تفقدون الصلاة ؛ إخبار منه عليه‏السلام ثانٍ أنّ۴ فرض۵ الصلاة و الإتيان بها ممّا لا يرتفع عن الاُمّة ما دام التكليف باقيا، و يندرج تحت هذه الأمانة العبادات كلّها ؛ فإنّها كالأمانة عند ابن آدم و خاصّةً الصلوات، فقد فُسِّر قوله تعالى: «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ»۶ على أنّها الصلاة،۷ و يكون المعنى حينئذٍ الصلاة و أداؤها على ما يجب فيها۸ من الشروط، و تكون الصلاة الثانية الّتي تُرفع آخرا صورة الصلاة و إن

1.. «ألف» : + و .

2.. نقل ابن ابي الحديد عن شيخه أبي جعفر النقيب : . . . و قد صحّ أنّ بني أمية منعوا من إظهار فضائل عليّ عليه‏السلام ، و عاقبوا [على ]ذلك الراوي له ، حتّى أنّ الرجل إذا روى عنه حديثاً لا يتعلّق بفضله بل بشرائع الدين لا يتجاسر على ذكر اسمه ، فيقول : عن أبي زينب . و روى عطاء ، عن عبد اللّه‏ بن شدّاد بن الهاد ، قال : وددت أن اُترك فأحدِّث بفضائل عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام يوماً إلى الليل ، و أنّ عنقي هذه ضُربت بالسيف . قال : فالأحاديث الواردة في فضله لو لم تكن في الشهرة و الاستفاضة و كثرة النقل إلى غاية بعيدة ، لانقطع نقلها للخوف و التقية من بني مروان مع طول المدّة وشدّة العداوة ، و لولا أنّ للّه‏ تعالى في هذا الرجل سرّاً يعلمه من يعلمه لم يُروَ في فضله حديث ، و لا عرفت له منقبة ، أ لا ترى أنّ رئيس قرية لو سخط على واحد من أهلها ، و منع الناس أن يذكروه بخير و صلاح لخمل ذكره ، و نسي اسمه ، و صار و هو موجود معدوماً ، و هو حيّ ميّتاً ! هذه خلاصة ما ذكره شيخنا أبو جعفر رحمه‏الله في هذا المعنى في كتاب التفضيل شرح نهج البلاغة ، ج ۴ ، ص ۷۳ .

3.. الكُباد : وَجَعُ الكَبِد أو داء . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۳۷۵ كبد .

4.. «ألف» : بأنّ .

5.. «ب» : ـ فرض .

6.. الأحزاب ۳۳ : ۷۲ .

7.. عن ابن مسعود ، راجع : تفسير السمعاني ، ج ۴ ، ص ۳۱۱ ؛ معالم التنزيل ، ج ۲ ، ص ۶۶۸ .

8.. «ألف» : عليها .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4170
صفحه از 503
پرینت  ارسال به