و ربّة ليلةٍ زهراء بتنا
نروّي من جوانحنا صداها
فلفّ الصبح أردية الدياجي
و رفّ على مطارفنا نداها
فقامت تعقد الأزرار عجلى
و قد حلّت مدامعنا حباها
فتبكي تارةً و تنوح اُخرى
أسى فلها بكاي و لي بكاها
و قوله أيضاً رحمهالله
و قالوا سقيمٌ إي و ربّ محمّدٍ
و رَبّ عليٍّ إنّني لسقيم
سقيم جفاه الأقربون فقلبه
به من ندوب الحادثات كلوم
و قالوا لها هلاّ و أنتِ كريمة
وصلتِ الفتى العذري و هو كريم
و ما لكِ قد أصبحتِ لا ترحمينه
و قلبكِ فيما يزعمون رحيم
فقالت لهم حيّ سليم من الهوى
بلى إنّني من حبّه لسليم
و قوله أيضاً رحمهالله
سرى طيفها و الشهب صاحٍ و نشوان
و جنح الدُّجى في عرصة الجوّ حيران
و كفّ الثريّا بالدعاء مليحة
و صحن الثرى من عسكر الزنج ملآن
فأرّقني بالوجد و الركب جنّح
و أكثرهم من قهوة النوم سكران
ألا أيّها الوجد الّذي هو قاتلي
ترفّق قليلاً إنّما أنا إنسان
فلو أنّه ما بي بثهلان بعضه
لأصبح رجراج الثرى منه ثهلان
و شعره كلّه على هذا الاُسلوب الذي يملك السامع و يسترقّ القلوب.۱
ذكره ابن الفوطي في مجمع الآداب بقوله:
«عزّ الدين أبو الحسن عليّ بن فضل اللّه بن عليّ بن عبيد اللّه الحسني الراوندي الكاتب، من سلالة السادات النجباء و أولاد النقباء، رأيت له مجموعة قد كتبها بخطّه الرائق من