و في رواية اُخرى: ما أسكَرَ الفَرقُ۱ منه فالحُسْوةُ۲ منه حرام.۳
قال ثعلب: الفَرَق اثنا عشر مدّا.۴
و فائدة الحديث على الوجه الأوّل: تجنّب ما فيه إشكال، و ترك الخوض فيه و الالتباس به۵ من جميع الوجوه ؛ /۱۰۸/ و على الوجه الثاني: تجنُّب المسكر من الأشربة.
و راوي الحديث: تميم الداريّ.
۱۴۷.قوله صلىاللهعليهوآله: كُلُّكُم راعٍ، وَ كُلُّكُم مَسؤولٌ عَن رَعِيَّتِهِ.۶
أصل «الرَّعي»: الحفظ، تقول: رَعَى يَرعى رَعْيا، و رَعاك اللّه أي حَفِظَ، و «الراعي» يُجمع رُعاةً مثل قاضٍ و قضاةٍ، و رُعيانا مثل شابٍّ۷ و شُبّان، و رِعاء مثل جائع و جِياع. و «الرعيَّة»: من يرعاهم المتولّي لهم، و هو فعيلة مِن رَعى ؛ لأنّه يحوطهم و يحفظهم.
يخاطِب النبيُّ صلىاللهعليهوآله جميع المكلّفين فيقول: كُلُّكم راعٍ مسؤول، فإن كان ذا سلطان سئل عمّن تحت يده وحُكمه، و إن كان حاكما سئل عن المتحاكمين إليه، و إن كان رئيسا سئل عن مرؤوسه، و إن كان واليا سئل۸ عمّن يلي أمرهم، و إن كان ذا زوجة و أهل فهم رعيّته الّذين يُسأل عنهم و يُسألون عمّا فعلوا فيهم سؤال تثبيت و إحكام لا سؤال استفهام و استعلام ليطالَبوا بما اعتَرفوا به: هل راعوا عليهم؟ هل حافظوهم؟ هل كانفوهم؟ هل كانوا
1.. الفَرَق ـ بالتحريك ـ مكيال يسع ستة عشر رطلاً و هي اثنا عشر مُدّا ، و ثلاثة آصع عند أهل الحجاز ، فأمّا الفَرْق ـبالسكون ـ فمئة و عشرون رطلاً . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۰۶ فرق .
2.. الحُسوة : مِلؤ الفم ، الجرعة بقدر ما يُحسى مرَّةً واحدةً . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۱۷۶ حسو .
3.. السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۸ ، ص ۲۹۶ ؛ المصنّف للصنعاني ، ج ۹ ، ص ۲۲۱ ، ح ۱۷۰۰۶ ؛ مسند ابن راهويه ، ج ۲ ، ص ۳۹۸ ، ح ۴۰۶ .
4.. نقل عنه الزبيدي في تاج العروس ، ج ۱۳ ، ص ۳۹۲ فرق .
5.. «ألف» : فيه .
6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۲ ، ح ۲۰۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۵ و ۵۴ و ۱۱۱ ؛ صحيح البخاري ، ج ۱ ، ص ۲۱۵ ؛ وج ۳ ، ص ۸۸ ؛ و ج ۶ ، ص ۱۴۶ ؛ صحيح مسلم ، ج ۶ ، ص ۸ . إرشاد القلوب ، ج ۱ ، ص ۱۸۴ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۲۹ ، ح ۳ ، و ص ۳۶۴ ، ح ۵۱ ؛ كشف المحجّة ، ص ۳۹ .
7.. «ألف» : شباب .
8.. «ب» : ـ عن مرؤوسه ، و إن كان واليا سئل .