335
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و راوي الحديث: أبو هريرة، و تمامه: ما عُبد اللّه‏ بشيء أفضل من فقه في دين، و لَفقيه أشَدُّ على الشيطان من ألف عابد، و لكلّ شيء عماد، و عماد هذا الدين الفقه. فقال أبو هريرة: لأن أجلس ساعةً فأفقَه أحبُّ إليّ من أن /۱۰۷/ اُحيي ليلةً إلى الغداة.۱

۱۴۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كُلُّ مُشكِلٍ حَرامٌ، وَ لَيسَ في الدِّينِ إِشكالٌ.۲

يقال: أشكَلَ الشيءُ إذا التَبَس و اشتَبَه، و هو مشتقٌّ من الشَّكل، فحقيقة أشكَلَ: دخل في شكل غيره و اشتبه و تماثل و لم يتَّضح أمره. و «الحرام»: الممنوع منه.

و أصل «ح ر م»: المنع، و ينقسم الحرام إلى شرعيّ و بشريّ.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كلّ ما أشكل عليك فلم يتّضح وجهه، و لم يتميّز سقيمه من صحيحه أو صالحه من فاسده، فشروعك فيه حرام، و التوقّف دونه واجب، سواء كان اعتقاديّا أو شرعيّا أو ماليّا أو معامليّا و من أيّ وجه كان، و لذلك قيل: التوقّف فرضُ مَن لا فرض له، و كلّ ما خالطه الحرام فهو مجتنَب عنه.

و قال ابن مسعود: إنّ الحرام يَغلب الحلال.۳

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: دَعْ ما يريبك إلى ما لا يريبك.۴ ثمّ قال عليه‏السلام: «و ليس في الدين إشكال» أي اشتباه ؛ لأنّه واضح بيّن ؛ بشريطة أن يَكشف الإنسان غطاء الهوى عن عينيه، و يسوّي

1.. نقل عنه الدارقطني في سننه ، ج ۳ ، ص ۶۶ ، ذيل ح ۳۰۶۶ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۱ ، ح ۲۰۸ ؛ المعجم الكبير ، ج ۲ ، ص ۵۲ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۲ ، ص ۳۵۶ ؛ الجامعالصغير ، ج ۲ ، ص ۲۸۶ ، ح ۶۳۴۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۴۲۹ ، ح ۷۲۹۸ . و راجع : دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۵۳۴ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۷ ، ص ۳۴۷ ، ح ۲۱۵۴۲ ؛ نهج السعادة ، ج ۵ ، ص ۳۶ .

3.. لم نعثر عليه في منابع العامّة ، و نسبه إليهم المحقّق السبزواري في كفاية الأحكام ، ج ۲ ، ص ۶۰۹ تحت عنوان قاعدةمعروفة لديهم .

4.. وسائل الشيعة ، ج ۲۷ ، ص ۱۶۷ ، ح ۳۳۵۰۶ ؛ و ص ۱۷۰ ، ح ۳۳۵۱۷ ؛ الغارات ، ج ۱ ، ص ۲۱۷ ؛ كنز الفوائد ، ص ۱۶۴ ؛ عيون الحكم و المواعظ ، ص ۲۴۹ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
334

«العِماد»: البناء الرفيع، و يراد۱ به الجمع فيؤنّث.

قال عمرو بن كلثوم:

و نحن إذا عماد الحيِّ۲ خرّت

على الأحفاض نمنع من يلينا۳

و الواحد حينئذٍ عمادة.

قال ابن عَرَفة:۴ يقال عماد، و يجمع أعمِدةً و عَمَدا، و ليس في كلامهم فِعال و جمعه فَعَلٌ إلاّ عِماد و عَمَد و إِهاب و أَهَب۵، و منه قوله تعالى: «فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ»۶ قال اللَّيث: أي في شبه أخبية من النار [ممدودة۷]. و يقال: عَمَدتُ الشيءَ فانعمد أي۸ أقمتُه بعماد يعتمد عليه، و أعمدته جعلت تحته عَمَدا، و فلان طويل العِماد إذا كان مُعمَدا أي طويلاً.

و «الفقه» أصله الفهم، و فَقِهَ الرجُلُ ـ بالكسر ـ، و يقال: فلان لا يَفقَه و لا يَنقَه۹، و أفقهتُك الشيءَ، ثمّ خُصّ به علم الشريعة، و العالم فقيه، و۱۰ قد تفقّه و فقّهه اللّه‏، و لم يكن فقيها ففقُه يفقُه فَقاهةً.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لكلّ شيء عِماد يَعمِده و قوام يقيمه و مساك يُمسكه، و عماد الإسلام الفقه ؛ لأنّه معرفة العبادات الحلال و الحرام و القضايا و الأحكام، و كما لا يقوم البناء و لا يُستمسك /۱۰۳/ إلاّ بالأعمدة فكذلك الدين لا يكمل و لا يقوم إلاّ بالفقه ؛ لأنّه عماده الّذي يَعتمد عليه، و ملاكه الّذي يَعتضد به.

و فائدة الحديث: الحثّ على تعلّم الفقه و الاشتغال به و الإمعان فيه.

1.. «ألف» : فيراد .

2.. «ألف» : «الحقّ» . الصحاح ، ج ۲ : «الحيّ» . و فيه ، ج ۳ : «القوم» .

3.. اُنظر : جمهرة أشعار العرب ، ص ۱۸۷ ؛ سمط اللآلي ، ج ۱ ، ص ۴۸۳ .

4.. اُنظر : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۱۱ عمد .

5.. «ألف» : لهاب و لهب .

6.. الهُمَزة ۱۰۴ : ۹ .

7.. معجم مقاييس اللغة ، ج ۴ ، ص ۱۳۹ عمد .

8.. «ألف» : عمدت إلى الشيء ، فالعمد إذا .

9.. «ألف» : ييفه .

10.. «ألف» : ـ و .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3307
صفحه از 503
پرینت  ارسال به