و راوي الحديث: أبو هريرة، و تمامه: ما عُبد اللّه بشيء أفضل من فقه في دين، و لَفقيه أشَدُّ على الشيطان من ألف عابد، و لكلّ شيء عماد، و عماد هذا الدين الفقه. فقال أبو هريرة: لأن أجلس ساعةً فأفقَه أحبُّ إليّ من أن /۱۰۷/ اُحيي ليلةً إلى الغداة.۱
۱۴۶.قوله صلىاللهعليهوآله: كُلُّ مُشكِلٍ حَرامٌ، وَ لَيسَ في الدِّينِ إِشكالٌ.۲
يقال: أشكَلَ الشيءُ إذا التَبَس و اشتَبَه، و هو مشتقٌّ من الشَّكل، فحقيقة أشكَلَ: دخل في شكل غيره و اشتبه و تماثل و لم يتَّضح أمره. و «الحرام»: الممنوع منه.
و أصل «ح ر م»: المنع، و ينقسم الحرام إلى شرعيّ و بشريّ.
فيقول صلىاللهعليهوآله: كلّ ما أشكل عليك فلم يتّضح وجهه، و لم يتميّز سقيمه من صحيحه أو صالحه من فاسده، فشروعك فيه حرام، و التوقّف دونه واجب، سواء كان اعتقاديّا أو شرعيّا أو ماليّا أو معامليّا و من أيّ وجه كان، و لذلك قيل: التوقّف فرضُ مَن لا فرض له، و كلّ ما خالطه الحرام فهو مجتنَب عنه.
و قال ابن مسعود: إنّ الحرام يَغلب الحلال.۳
و قال النبيّ صلىاللهعليهوآله: دَعْ ما يريبك إلى ما لا يريبك.۴ ثمّ قال عليهالسلام: «و ليس في الدين إشكال» أي اشتباه ؛ لأنّه واضح بيّن ؛ بشريطة أن يَكشف الإنسان غطاء الهوى عن عينيه، و يسوّي
1.. نقل عنه الدارقطني في سننه ، ج ۳ ، ص ۶۶ ، ذيل ح ۳۰۶۶ .
2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۱ ، ح ۲۰۸ ؛ المعجم الكبير ، ج ۲ ، ص ۵۲ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۲ ، ص ۳۵۶ ؛ الجامعالصغير ، ج ۲ ، ص ۲۸۶ ، ح ۶۳۴۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۴۲۹ ، ح ۷۲۹۸ . و راجع : دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۵۳۴ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۷ ، ص ۳۴۷ ، ح ۲۱۵۴۲ ؛ نهج السعادة ، ج ۵ ، ص ۳۶ .
3.. لم نعثر عليه في منابع العامّة ، و نسبه إليهم المحقّق السبزواري في كفاية الأحكام ، ج ۲ ، ص ۶۰۹ تحت عنوان قاعدةمعروفة لديهم .
4.. وسائل الشيعة ، ج ۲۷ ، ص ۱۶۷ ، ح ۳۳۵۰۶ ؛ و ص ۱۷۰ ، ح ۳۳۵۱۷ ؛ الغارات ، ج ۱ ، ص ۲۱۷ ؛ كنز الفوائد ، ص ۱۶۴ ؛ عيون الحكم و المواعظ ، ص ۲۴۹ .