يقولون لا قالوا و يحكون لا حكوا
بأنّ غداً يحدو بظعنهم الحادي
فيا نفس قيظي لات حين تبلّدٍ
و يا عين فيضي ليس ذا وقت إبلاد
فهذا و لمّا يخل منهم نديّهم
فكيف بأحوالي إذا ما خلا النادي
فديتك هل بعد الفراق تواصل
و هل يُرتجى التبعيد من بعد إبعاد
هداني إليك الحبّ ثمّ أضلّني
فكيف احتيالي و المضلّ هو الهادي
دعاني الهوى سرّاً فلبّيت جهرة
و إن كان إضلالي إليه و إرشادي
فقال الحجى مهلاً فقلت له مهٍ
فإنّي في وادٍ و إنّك في واد
ألا ليت شعري هل أرى قلّة الحمى
و هل يروين شكّانها غلّة الصادي
و هل تسهلن للعاشقين بذي الغضا
موارد طلاّب مطالب ورّاد
و قوله رحمهالله:
ذكرتكم و الشهب رزحي من السرى
و كفّ الثريّا للغروب تشير
و قد نشرت صدغ الظلام يد الدُّجى
فلم يبن من صدغ الظلام ضفير
فقلت لندمانيَّ قوما فعالجا
فؤداً يسير الوجد حيث يسير
فقاما إلى صبٍّ له من جوى النوى
قرين و من فرط الغرام عشير
له رنّةٌ من بعدها ألف رنّةٍ
إليكم و من بعد الزفير زفير
فقالا معاً في السرّ: ناد فؤده
فإن لم يعد لا عاد فهو أسير
فهل من فؤدٍ سالمٍ نستعيره
فإنّ فؤد الهاشميّ كسير
و قوله رحمهالله:
سلا عذبات رامة بل رباها
سلاها لا أعدمتكما سلاها
أ نازحة فراجعة سليمى
إليك أم استقرّ بها نواها
أما و منى و زمزم و المصلّى
و أركان العقيق و من بناها
لقد ألف الفؤد هوى سليمى
و لم يخلص إليه هوى سواها