33
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

يقولون لا قالوا و يحكون لا حكوا

بأنّ غداً يحدو بظعنهم الحادي

فيا نفس قيظي لات حين تبلّدٍ

و يا عين فيضي ليس ذا وقت إبلاد

فهذا و لمّا يخل منهم نديّهم

فكيف بأحوالي إذا ما خلا النادي

فديتك هل بعد الفراق تواصل

و هل يُرتجى التبعيد من بعد إبعاد

هداني إليك الحبّ ثمّ أضلّني

فكيف احتيالي و المضلّ هو الهادي

دعاني الهوى سرّاً فلبّيت جهرة

و إن كان إضلالي إليه و إرشادي

فقال الحجى مهلاً فقلت له مهٍ

فإنّي في وادٍ و إنّك في واد

ألا ليت شعري هل أرى قلّة الحمى

و هل يروين شكّانها غلّة الصادي

و هل تسهلن للعاشقين بذي الغضا

موارد طلاّب مطالب ورّاد

و قوله رحمه‏الله:

ذكرتكم و الشهب رزحي من السرى

و كفّ الثريّا للغروب تشير

و قد نشرت صدغ الظلام يد الدُّجى

فلم يبن من صدغ الظلام ضفير

فقلت لندمانيَّ قوما فعالجا

فؤداً يسير الوجد حيث يسير

فقاما إلى صبٍّ له من جوى النوى

قرين و من فرط الغرام عشير

له رنّةٌ من بعدها ألف رنّةٍ

إليكم و من بعد الزفير زفير

فقالا معاً في السرّ: ناد فؤده

فإن لم يعد لا عاد فهو أسير

فهل من فؤدٍ سالمٍ نستعيره

فإنّ فؤد الهاشميّ كسير

و قوله رحمه‏الله:

سلا عذبات رامة بل رباها

سلاها لا أعدمتكما سلاها

أ نازحة فراجعة سليمى

إليك أم استقرّ بها نواها

أما و منى و زمزم و المصلّى

و أركان العقيق و من بناها

لقد ألف الفؤد هوى سليمى

و لم يخلص إليه هوى سواها


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
32

و وقع اسمه الشريف أيضاً في بعض الطرق و الإجازات، منها إجازة ذكرت في المخطوطة من نهج البلاغة الموجودة في المكتبة المرعشية، وفيها:

... ثمّ بعد ذلك على ابنه السيّد الإمام الكبير عزّ الدين المرتضى ـ رضي اللّه‏ عنه و أرضاه، و جعل الجنّة مأواه ـ... شهر ربيع الأوّل سنة إحدى و ستمئة هجرية....۱

و جاء أيضاً في بعض الأسانيد:

«... أخبرني مولانا السعيد السيّد الإمام عزّ الدين حجّة الإسلام المرتضى عليّ بن فضل اللّه‏ بن عليّ الحسني، قال: أخبرني مولانا السعيد الوالد علم الهدى ضياء الدين أبو الرضا فضل اللّه‏ ـ روّى اللّه‏ ثراه ـ قال: أنبأنا الحافظ أبو عبد اللّه‏ النطنزي، عن أبي منصور الاُستوائي، عن السيّد محمّد بن عليّ الكوفي...».۲

قال سيّد علي خان المدني في الدرجات الرفيعة:

«ابنه السيّد الإمام أبو الحسن عليّ عزّ الدين ابن السيّد الإمام أبي الرضا فضل اللّه‏ ضياء الدين الحسنيّ الراونديّ، هو شبل ذلك الأسد، و سالك نهجه الأسدّ، و العلم ابن العلم، و من يشابه أبه فما ظلم، كان سيّداً عالماً فاضلاً فقيهاً ثقةً أديباً شاعراً، ألّف و صنّف، و قرّط بفوائده الأسماع و شنّف، و نظم و نثر، و حمد منه العين و الأثر، فوائده في فنون العلم صنوف، و فرائده في آذان الدهر شنوف، و من تصانيفه: تفسير كلام اللّه‏ المجيد لم يتمّه، و الطراز المذهب في إبراز المذهب، و مجمع اللطائف و منبع الظرائف، و كتاب غمام الغموم، و كتاب مزن الحزن، و كتاب نثر اللآلي لفخر المعالي، وكتاب حسيب النسيب للحسيب النسيب ؛ و هو ألف بيتٍ في الغزل و التشبيب، و كتاب غنية المتغنّي و منية المتمنّي.

و من نظمه الباهر المزري بعقود الجواهر، قوله في حسيب النسيب:

يقولون إنّ الركب بعد غدٍ غادٍ

فهل لفؤدي إن غدا الركب من فاد

1.. فهرست المرعشي ، ج ۳۳ ، ص ۵۳۱ .

2.. لمعة النور و الضياء في ترجمة السيّد أبي الرضا ، ضمن موسوعة العلاّمة المرعشي ، ج ۱ ، ص۲۷۴ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4173
صفحه از 503
پرینت  ارسال به