289
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

احبسوا الّذي حَبَسَه للموت حتّى يموت، و صبرتُ الرجل حلفته صبرا، و قُتل فلان صبرا أي حُبس على القتل حتّى يُقتل.۱و الصبر صبران: صبر عن المعصية، و صبر على الطاعة.۲ و الصبر عن المعصية يندرج تحته.

و «الأمير»: ذو الأمر المقبول. و «الجُند»: العسكر اعتبارا بالغلظة /۸۶/ من الجَنَد و هي الأرض الغليظة الّتي فيها حجارة، و يُجمع جنودا و أجنادا ؛ فجعل الصبر أمير جنوده لأدائه إلى الثبات و الإحكام و وضعِ الأشياء مواضها، و هذه۳ أمثال ضَرَبَها النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله للمؤمن في الخصال الّتي ذكرها، و فحوى جميعها الأمر.

و فائدة الحديث: الحثّ على هذه الخصال المحمودة الشريفة و التزامها.

و راوي الحديث: أبو الدرداء.

۱۱۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الغَيرَةُ۴ مِنَ الإِيمانِ.۵

«الغَيرة»: كراهية أن يكون لغير ذي المحرم إلى عيال الغائر /۸۵/ سبيل نظرا فما فوقه، و غارَ الرجلُ على أهله يَغَار غَيرا و غَيرَةً و غارا، و رجل غيور و غَيران، و جمع غَيور غُيُر، و جمع غَيران غَيارى و غُيارى، و رجل مِغيار و قوم مَغايير، و امرأة غَيُور، و نسوة غُيُر، و امرأة غَيرى و نسوة غَيارى.

فجعل صلى‏الله‏عليه‏و‏آله غيرةَ الرجُل و حميّتَه و حِمايته من الإيمان ؛ لأنّها من أخلاق الإيمان و ممّا

1.. «ألف» : ـ حتى يموت . . . حتّى يقتل .

2.. الدر المنثور ، ج ۶ ، ص ۳۰۰ مع اختلاف في التعبير .

3.. «ألف» : هذا .

4.. الغَيرة بفتح الغين المعجمة لا غير ـ كما ضُبطت هنا ـ ؛ لكنَّ المتأخِّرين من الخطباء والاُدباء يلفظونها بكسر الغين ، و هوغلط فاحش . عبد الستّار .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۲۳ ، ح ۱۵۴ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱۰ ، ص ۲۲۶ ؛ المصنّف للصنعاني ، ج ۱۰ ، ص ۴۰۹ ، ح ۱۹۵۲۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۰۷ ، ح ۵۸۲۴ . الفقيه ، ج ۳ ، ص ۴۴۴ ، ح ۴۵۴۱ ؛ الجعفريّات ، ص ۹۵ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۲۱۷ ، ح ۸۰۴ ؛ النوادر للراوندي ، ص ۱۷۹ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
288

و «البِرّ»: خلاف العقوق، و المَبرّة مثله، يقال: بَرِرتُ والدي ـ بالكسر ـ أبَرُّه بِرّا فأنا بَرٌّ به و بارٌّ، و فلان يَبَرُّ خالقَه أي يطيعه، و قيل: البِرّ: التوسّع في الخيرات نظرا إلى البَرِّ خلاف البحر، و يوصَف اللّه‏ تعالى بالبَرِّ، والمعنى به الثواب، و يوصَف به العبد نظرا إلى۱ التوسّع في الطاعة۲.

و روي أنّه سئل عليه‏السلام عن البرّ؟ فتلا قوله تعالى: «لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّه‏ِ وَ الْيَوْمِ الاْخِرِ وَ الْمَلاَئِكَةِ وَ الْكِتَابِ وَ النَّبِيِّينَ وَ آتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى»۳ إلى آخر الآية۴. و البِرّ يستعمل في الجود و السماحة.

و «الأخ»: مَن وَلَدَه أبوك أو اُمُّك، و قد تقدّم الكلام فيه، فجعل البرّ أخاه ؛ لأنّه هو جناحه الّذي يطير به، و هو المحبّ الشفيق و الصديق الشفيق۵ الّذي ارتكض معه في الرحم ؛ فهو يعايشه على الطريق الأقوم، و يرافقه على المنهاج الأسلم ؛ فهو الأخ الرحيم و الحَدَب الكريم.

و «الصبر»: الكفّ عن الجزع و الإمساك في۶ ضيق، يقال: صبرتُ الدابّةَ أي حبستها بلا علف، و صَبَرَ الرجلُ على مصيبته۷ يَصبِر صبرا، و صَبَرتُه أنا۸ حبسته و كففته، قال اللّه‏ تعالى: «وَ۹ اصْبِرْ نَفْسَكَ»۱۰، و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اقتلوا القاتل، و اصبروا الصابر۱۱ ؛ أي

1.. «ألف» : ـ البَرِّ خلاف البحر ... نظرا إلى .

2.. اُنظر : سبل السلام للكحلاني ، ج ۴ ، ص ۱۶۰ .

3.. البقرة ۲ : ۱۷۷ .

4.. راجع : جامع البيان ، ج ۲ ، ص ۱۲۸ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۲ ، ص ۴۹ ؛ تفسير ابن الكثير ، ج ۱ ، ص ۲۱۳ .

5.. الظاهِرُ أَنَّ «الشفيق» هُنا مُصحَّفٌ عن «الشقيق»، وَ إِلاّ لَزَمَ تكرارُ اللَّفظِ وَ هُوَ مَعِيبٌ ، و يعضدُهُ ما اسْتَظهرتُهُ ما جاءَ بَعْدُ مِنْ قَوْلِهِ : «ارتَكَضَ مَعَهُ في الرَّحِم»، وَ هذا مِنْ بابِ الاِستعارة المَكنِيَّة . عبد الستّار

6.. «ألف» : عن .

7.. «ألف» : مصيبة .

8.. «ألف» : ـ أنا .

9.. «ألف» : ـ و .

10.. الكهف ۱۸ : ۲۸ .

11.. المجموع للنووي ، ج ۱۸ ، ص ۳۸۲ ؛ نيل الأوطار للشوكاني ، ج ۷ ، ص ۱۶۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۸۶ ، ص ۹۳ ، ح ۱۲ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۹ ، ص ۷۵ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3111
صفحه از 503
پرینت  ارسال به