«التُّحفة»: ما أتحفتَ به الرجلَ من البِرّ و اللطف، و كذلك التُّحَفة، و الجمع تُحَفٌ، و إذا كان النبيّ صلىاللهعليهوآله جعل الدنيا السجنَ و المؤمنَ مسجونا فيه، فالموت فرجة ذلك السجن الّتي يتخلّص بها منه.
و في الحديث: ما أحدٌ منكم إلاّ و الموتُ أولى به من الحياة ؛ إن كان محسنا استراح من هموم الدنيا، و إن كان مسيئا لم يزدد من الذنوب.۱
نعم، و المؤمن /۸۲/ إذا كان واثقا بعمله آمنا في نفسه كان الموت له مِن أجلّ التُّحف، يتخلّص به من هموم الدنيا و ضُرّها و بؤسها و مخاوفها و أخطارها ؛ و لكنّ الشأن في الوثوق، و إن أردت الواثق فانظر إلى أمير المؤمنين عليهالسلام حيث يقول: اللّهمّ إنّي۲ قد مَلِلتُهم و مَلُّوني، و سَئِمتهم و سَئِموني. ثمّ يقول عليهالسلام: ما يمنع أشقاها أن يقوم فيخضب هذه من هذا؟!۳
و عن أبي هريرة، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله: لا يتمنَّينّ أحدُكُم الموتَ حتّى يَثِقَ بعمل.۴
و عن ابن مسعود قال: «ذهبتْ صفوة الدنيا، و لم يبق إلاّ الكدر، فالموت اليوم تحفة لكلّ مسلم»۵ ؛ يعني بذلك ذهاب الصَّدر الأوّل من الصحابة.
و فائدة الحديث: /۸۱/ الحثّ على التهوين بأمر الدنيا، و ترك استثقال الموت.
و راوي الحديث: عبد اللّه بن عمر.
۱۱۰.قوله صلىاللهعليهوآله: شَرَفُ المُؤمِنِ قيامُهُ بِاللَّيلِ، وَ عِزُّهُ استِغناؤُهُ عَنِ النَّاسِ.۶
«الشَّرَف»: العلوّ و المكان العالي. قال معافر بن يعفر:
1.. راجع : المصنّف لابن أبي شيبة الكوفي ، ج ۸ ، ص ۲۱۱ ، ح ۱ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۷ ، ص ۴۳۵ .
2.. «ألف» : ـ إنّي .
3.. نهج البلاغة ، الخطبة ۲۵ ؛ الغارات ، ج ۲ ، ص ۶۳۶ ؛ الإرشاد للمفيد ، ج ۱ ، ص ۲۸۲ .
4.. إتحاف السادة المتقين ، ج ۱۴ ص ۱۲ نقلاً عن ابن عساكر ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ص ۲۰۶ : لا يتمنّ أحدكم الموت إلاّ أنيثق بعمله ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۵۵۵۴ ، ح ۴۲۱۵۳ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۴۳ ، ص ۸۵ .
5.. مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۳۰۹ ؛ بغية الباحث ، ص ۳۲۷ .
6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۲۱ ، ح ۱۵۱ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۴ ، ص ۲۲۹ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۲ ، ص ۹۲ ؛ الجامعالصغير ، ج ۱ ، ص ۱۹ ، ح ۸۹ . الأمالي للصدوق ، ص ۳۰۴ ، ح ۵ ؛ الخصال ، ص ۷ ، ح ۲۰ مع اختلاف يسير فيهما ؛ روضة الواعظين ، ص ۴۸۸ ؛ جامع الأخبار ، ص ۱۷۸ ، ح ۲ .