29
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

في سنة ۵۷۰ ه. و قال السيّد العلاّمة شهاب الدين المرعشي: «و توفّي في شعبان ۵۶۳ هـ كما في المشجّرة القديمة».۱

و في خصوص وفاته نقول:

أوّلاً: في مكتبة رضا، في رامبور بالهند، مخطوطة خصائص الأئمّة للشريف الرضيّ برقم ۱۱۹۰، كُتبت سنة ۵۵۳ ه، عليها خطّ الراوندي بقراءة عبد الجبّار بن الحسين عليه، و روايته له بإسناده عن مؤلّفه الرضيّ، و بأسفله توقيعه: «و كتب فضل اللّه‏ بن عليّ الحسني أبو الرضا الراوندي»، و إلى جنب «الراوندي» سَجّل بعض القدماء: «توفّي رحمه‏الله يوم عرفة...»، و بقيّة التاريخ بقي خارج التصوير، أو اُتلف بالقصّ عند تجليد النسخة.

ثانياً: الموجود في نسخة الإرشاد للمفيد، المحفوظة في مكتبة آية اللّه‏ المرعشيّ العامّة في قم برقم ۱۱۴۴، و وقع الفراغ من نسخها يوم الجمعة لأربع عشر بقين من شوّال سنة خمس و ستّين و خمسمئة، و بهامشها مكتوب: قابلت نسختي هذه بنسخة مولانا الإمام الأجلّ الكبير العالم العابد السيّد ضياء الدين تاج الإسلام ذي الجلالتين على أبي الرضا فضل اللّه‏ بن عليّ بن عبيد اللّه‏ الحسني الراونديّ أدام اللّه‏ ظلّه، و تمّت المقابلة ليلة الأحد سلخ ربيع الأوّل سنة ۵۶۶ هجرية».۲

ثالثاً: و أيضاً في المتحف العراقي في بغداد مخطوطة لنهج البلاغة برقم ۳۷۸۴، مكتوبة سنة ۵۵۶ ه، ومقابلة فيما بعد على نسخة قرأها الراوندي سنة ۵۷۱ ه. و علمنا من

1.. لمعة النور و الضياء في ترجمة السيد أبي الرضا ، ضمن موسوعة العلاّمة المرعشي ، ج ۱ ، ص۲۷۴ .

2.. الإرشاد ، ج ۱ ، ص ۱۲ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
28

و البديهة و الارتجال، الرائق اللفظ، الرائع الوعظ، متقن علوم الشرع في الأصل و الفرع، الحسن الخطّ و الحظّ، السعيد الجَدّ السديد الجِدّ، له تصانيف كثيرة في الفنون و العيون، واعظ قد رزق قبول الخلق، و فاضل اُوتي سعةً في الرزق، مقليّ الكتابة، صابّيّ الإصابة، عميديّ الاعتماد في الرسائل، صاحبيّ الصحبة في الرسائل لأهل الفضائل، حصّلنا إبّان النكبة بكاشان عند مقاساة الشدائد و معاناة معاندة الأقارب و الأباعد، سنة ثلاث و ثلاثين، و أنا في حجر الصغر بعيداً من الوطن و الوطر، و أخي معي و هو أصغر منّي، و قد سلّمنا والدنا إلى صاحب له من أهل قاشان، و أقمنا سنةً نتردّد إلى المدرسة المجدية إلى المكتب، و كنت أرى هذا السيّد ـ أعني أبا الرضا ـ و هو يعظ الناس في المدرسة، و الناس يقصدونه و يتردّدون إليه و يستفيدون منه.۱

تاريخ ولادته و وفاته و مقبرته الشريفة

أرّخ سماحة العلاّمة السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي رحمه‏الله ـ في كتابه الخاصّ عن حياة السيّد الراوندي (لمعة النور والضياء) ـ ولادته بسنة ۴۸۳ ه، بالاستناد إلى بعض المشجّرات القديمة. إذن لو لم نعتمد هذا المشجّرة، فإنّ مولده عند هذه الحدود، في الثمانين أو قبله بقليل أو بعده بيسير ؛ لأنّ من مشايخه أبو المحاسن الروياني، المستشهد سنة ۵۰۱ ه، فلا بدّ و أن يكون رحل إليه و له حدود العشرين عاماً.۲

و في تاريخ وفاته اختلاف كثير أيضاً. قال السيّد علي خان المدني: كان السيّد المذكور موجوداً (حيّاً) إلى سنة ۵۴۸ ه.

و به قال العلاّمة الطهرانيّ۳. و قال عمر رضا كحّالة: توفّي فضل اللّه‏ بن علي الراوندي

1.. خرّيدة القصر و جريدة العصر ، ج ۹ ، ص ۶۷ .

2.. انظر مجلّة تراثنا ـ مؤّسة آل البيت ، ج ۳۵ ، ص ۱۸۴ ـ ۱۸۷ .

3.. الدرجات الرفيعة ، ص ۵۱۱ ؛ الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، ج ۹ ، ص ۳۵۲ . قال المحدّث الأرموي :
و ما ذكره السيّد علي خان رحمه‏الله في الدرجات الرفيعة من أنّه رحمه‏الله كان موجوداً إلى سنة ثمان و أربعين و خمسمئة ، اشتباه عجيب نشأ من عدم التدبّر في كلام صاحب الخرّيدة حقّ التدبّر ؛ و ذلك لأنّ في ذيل كلامه تصريحاً بأنّ السيّد فضل اللّه‏ و ابنه أحمد كانا حيّين في آخر سنة تسع و أربعين و خمسمئة ، و صرّح صاحب الخرّيدة أيضا بأنّه سمع بعد سنين خبر موت السيّد أحمد ابن السيّد المذكور ، و صرّح أيضاً بأنّه بعد خروجه من بغداد سنة اثنتين و ستّين و خمسمائة و توطّنه بالشام بعد ذلك ، لا يدري أنّ السيّد المذكور أ هو في زمرة الأحياء ، أم لحق بالأموات السعداء ؟ و قد مرّ كلامه فراجع إن شئت ، فما تكرّر في الذريعة من أنّه توفّي قبل سنة سبع و ثمانين و خمسمائة ، اشتباه أعجب من الاشتباه المشار إليه ، فتفطّن . راجع : ديوان الراوندي ، مقدّمة ، ص «كز» .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3143
صفحه از 503
پرینت  ارسال به